وزارة السياحة الأردنية تقدم سياحها الروس الى تركيا مجانا .. وبرنامج "أردنا جنة" استغله الأردنيون كمشروع مواصلات ..!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره

 في تجاذبات نجاح وزارة السياحة والأثار العامة بترويج الأردن سياحيا، يتساءل العديد من المراقبين للشان السياحي، حول إطلاق الوزارة لبرنامج "أردنا جنة"، والذي بدأ أبان الوزيرة مجد شويكة، وتم استكماله مع الوزير الحالي نايف الحميدي الفايز، وهل كان على الوزارة أن تنتظر جائحة كورونا، لتقوم بتنشيط السياحة المحلية، وتلافي واقعها المتدهور لجهة الترويج السياحي داخليا .

وغير بعيد عن نجاح البرنامج المشار اليه، والذي أطلقته الوزارة مطلع العام الجاري، بميزة وحيدة بمجانية المواصلات، ودون أية ترتيبات من شأنها تفعيل السياحة الداخلية، حيث عمد بعض المواطنين لاستخدام الحافلات المشاركة بالبرنامج للوصول الى المحافظات لغايات شخصية لا سياحية، حيث يبدأ دور الوزارة بتسجيل اسماء المواطنين الراغبين بالزيارة وينتهي دورها بارسالهم الى مجمعات الباصات ونقاط انطلاق الحافلات.!

ففي الوقت الذي خسر فيه القطاع السياحي من مخيمات وفنادق وشاليهات في مناطق المثلث الذهبي رم  البتراء العقبة ، تقف وزارة السسياحة بموقف عريف الصف لا حول لها ولا قوة، في حين تفرد مساحات اعلانية شاسعة لنجاح برنامجها اردنا جنة والذي تم استثمارة كوسيلة مواصلات لا برنامج سياحي كما أسلفنا ، هذا الى جانب عدم اعتراف الوزارة على ما يبدو بالمواقع السياحية في مختلف المحافظات.

اللافت في برنامج جنة وزارة السياحة، انها لم تلتفت الى ان المواطن الأردني وبعد أن قصفت جبهته المالية عاصفة كورونا، لم يتبق لديه فكرة ترف السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، بيد ارتفاع نسبة البطالة جراء تداعيات كورونا، الى رقم فلكي مقارنة بدول العالم .

وتأكيدا لتخبط وزارة السياحة في نشل الواقع السياحي من طين كورونا، كانت جمعية وكلاء السياحة والسفر وعبر رئيس مجلس ادارتها الخبير السياحي شاهر حمدان  والذي كشف فشل البرنامج، الذي لم يحقق نجاحا على ارض الواقع ولم يزد تحسنا في زيادة اعداد السياحة الداخلية، هذا بالاضافة الى ان الوزارة اطلقت هذا البرنامج بدون خطة او تنظيم حيث إن غالبية المناطق تفتقد الى ابسط الخدمات التي يجب ان تتوفر بأي موقع سياحي او اثري مثل المطاعم والمواصلات بالإضافة الى عدم وجود بنية تحتية تلبي احتياجات اي زائر يدخل تلك المناطق سواء محلي او عربي او اجنبي.

منافسة سعودية عابرة للقارات .. ووجبة سياح مجانية للجارة التركية
وعلى صعيد السياحة الخارجية، فقد فات على وزارة السياحة، الحركة النشطة التي تبذلها الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية، والتي بدأت تنافس باستقطاب السياحة الاجنبية، حيث بدأت السعودية تستقبل أفواجا سياحية من مختلف دول العالم في مؤشر يؤكد نجاح الخطط الموضوعة لجعل السياحة رافدا اقتصاديا مهما فيها.، وشكل السياح من اليابان والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا النسبة الأكبر من هذه الأفواج السياحية التي صدرت لهم تأشيرات بلغ عددها حاليا 6000 تأشيرة أشرفت عليها الخطوط السعودية في إطار برنامج "اكتشف المملكة".

الأهم، ما تمخض أخيرا عن الفشل الذريع لوزارة السياحة بعد حادثة الجروبات الرووسية السياحية، التي تم التعاقد مع جهات منظمة بموجب أسعار أزمة كورونا، ليُفاجئ المنظمون بأسعار مٌضاعفة تطال كافة برنامج الزيارة نظرا لتسطيح المنحنى الوبائي في الاردن، لتقدم وزارة سياحتنا العتيدة السياح الروس على طبق ذهبي للدولة التركية التي تم تحويل الجروبات السياحية اليها.

ويعد فشل التنسيق الحكومي بين وزارة السياحة والصحة ووزارات اخرى، العامل الرئيسي في خسارة الأردن للسياحة الروسية، حيث تم إلغاء برنامج الرحلات السياحية الروسية وتم تحويلها الى مناطق في تركيا والى شرم الشيخ في مصر، حيث غلاء الأسعار وارتفاع أسعار الفنادق خلافا لم تم الاتفاق عليه بشأن برنامج الزيارة، هذا الى جانب إلزام المسافر بدفع 40 دينارا بدل فحص كورونا (PCR) عند وصوله، وتخلي الحكومة عن تقديم اي دعم للواقع السياحي بتخفيض اجرة فحص كورونا، (نقول تخفيض لا تكلفة رمزية او مجانية)، الأمر الذي يٌحيلنا ؟إلى السؤال عن مصير الدعم الذي قدمته هيئة تنشيط السياحة ومقداره 60 دولارا للمكاتب الروسية الأردنية السياحية المشغلة عن كل مسافر روسي يزور العقبة من خلالها؟؟

وفي الوقت الذي تُقدر فيه قيمة انخفاض إيرادات السياحة في الأردن إلى 3.3 مليار دينار ، فتوجب الإشارة هنا، إلى إخفاق وزارة السياحة في استقطاب السياحة الخارجية، حتى ما قبل جائحة كورونا، حين لم تستثمر المناخ الأمني بالمنطقة العربية، فعلى سبيل المثال، قُدر إجمالي خسائر قطاع السياحة في سوريا يبلغ 2.3 تريليون دولار خلال الأزمة السورية، في حين ، قدرت خسائر مصر بنحو 18 مليار دولار من السياحة العام الجاري ، ما ينقلنا الى غياب وزارة السياحة الأردنية من استقطاب السياح الذين خسرتهم السياحة المصرية والسورية.

واقع حال وزارة السياحة، والتي تحتاج إلى إعادة هيكلة لإحياء مشروعنا الوطني السياحي، سيما وأن الاردن يتمتع باحتوائه على الكثير من المواقع السياحية والاثرية ، منها الأماكن التاريخية الدينية ك"المغطس" ، والذي يعد جهة الحج للكنائس المسيحية في العالم، حيث
انخفض مجموع زائرية العام الماضي الى 80 بالمائة.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences