(الحذر .. الحذر) الاردن في "خطر" ..
خاص - حسن صفيره
مع عودة قطاعات وأنشطة اقتصادية أغلقت جراء تداعيات جائحة كورونا، لنحو عام ونصف العام، ومع تجاوز المملكة مرحلة تسطيح المنحنى الوبائي تزامنا مع مباشرة وزارة الصحة لتطعيم اللقاح، وبعد أن سجل الأردن مطلع الأسبوع الماضي أقل حصيلة إصابات منذ بدء الجائحة ، إلا أن ارتفاع مؤشر عدد الإصابات بدأ بالصعود خلال الايام القليلة الماضية، مع اقترابها الى 800 حالة، يُعيدنا إلى الرعب الذي عايشه الأردنيون في بدء الموجه الثانية تحديدا.
حالة من عدم الإلتزام تفشت بين المواطنين بصورة لافتة، والتي يُمكن ملاحظتها في الأسواق والتجمعات حيث قلة من المواطنين من يحرص على اجراءات السلامة العامة، بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.
وعلى الرغم من أن نسبة من اخذوا المطعوم متدنية مقارنة مع دول أخرى، الا ان مواطننا الأردني على ما يبدو دخل في استراحة مفتوحة حتى اشعار اخر، وكأنما عملية تلقي اللقاح (فرض عين)، حيث كثير من المواطنين استكانوا لفكرة تلقي غيرهم من المواطنين للقاح، ليُباشروا حياتهم بعيدا عن اي التزام بمعايير درء الاصابة بفيروس كورونا.
الخسائر التي مُني بها القطاع الخاص قاربت الى نحو ربع مليار، فضلا عن الخسائر التي تكبدتها الدولة جراء مجابهتها للجائحة من جانب، ووقف عملية رفد الخزينة نتيجة تضرر القطاع الخاص، وبين هذه وتلك لم تُجدي دروس كورونا بالبعض من المواطنين ممن تلاشى حس المسؤولية لديهم ، اضف إلى ذلك ما نطالعه بين الفينة والأخرى من اختراقات لأوامر الدفاع الصحية، بتجاوزها من قبل مسؤولين ونواب، من خلال اقامة المناسبات ومآدب الطعام ودون التقيد باجراءات السلامة العامة.
نتساءل، هل رفعت كورونا نسبة هرمون الحنين والنسيان للأردنيين، والحنين لصافرات الإنذار ومباشرة الحظر الذي ضاقوا به ذرعا، قد نسيوا تماما ما فعل بهم الحظر، وكيف تسبب بوقف مورد رزقهم وقوت اطفالهم.
الدولة، التي ضمنت أوامر الدفاع، الانحياز للمواطن من خلال حزمٍ نفذتها مؤسسة الضمان الاجتماعي وارباب عمل، خاب ظنها تماما بحجم تدني المسؤولية لدى الشارع، وها نحن على أعتاب موجة ثالثة تحدثت عنها لجنة الأوبئة، والتي حذر خلالها عضو اللجنة د.بسام حجاوي بان حدوث موجة ثالثة لكورونا في الأردن أمر وارد، نتيجة ارتفاع أعداد اصابات كورونا في اليومين الماضيين، والذي وصفه بالأمر المقلق.
تهاون المواطن باتباع اجراءات السلامة العامة من ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، والاستسهال بجدية اخذ اللقاح، ستضع الأردن لا شك على المحك، سيما ونحن نتحدث عن اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، والذي تتضاعف فيه حركة المواطنين بصورةٍ ستكون خطيرة جدا حال بقاء الحال على ما هو عليه.
ولأجل أن نختم أيام العيد كما يليق بشعبٍ واعٍ، ودون خسائر بالأرواح، يجب اعلاء المسؤولية الوطنية التي هي ذاتها المسؤولية الصحية لكل افراد الشعب وكفانا استسهالا وعدم مبالاة، وقد فقد الأردنيون نحو عشرة آلاف مواطن جراء اصابتهم بالفيروس نسبة كبيرة منهم شبان بعمر الورد.
هي ليست دعوة لحث المواطن على اخذ اللقاح، فتلك مسؤوليته الوطنية، ولكن تجدر الاشارة الى ان ما نسبته 6% من مصابي كورونا خلال الفترة الماضية هم اشخاص لم يتلقوا اللقاح، ومنهم لم يتلقَ الجرعة الثانية، فبعد ان تم اخذ اللقاح من قبل سيد البلاد، ومن قبل كافة منتسبي أجهزتنا الأمنية بكل مرتباتها أمن وعسكر ومخابرات، فهل يعقل ان البعض لا يزال متخوفا من اخذ اللقاح، أما آن الأوان للتخلص من ذهنية المؤامرة والتعامل بوعي مع هذا الفيروس الذي قلب كيانات واقتصاديات العالم رأسا على عقب؟