قوات الاحتلال تخلي الأقصى بالقوة
الشريط الإخباري :
القدس – رام الله – غزة – "القدس العربي” : كما فعلت في مطلع شهر رمضان الماضي، صعدت قوات الاحتلال الأوضاع في المسجد الأقصى، واقتحمت مجددا فجر أمس الأحد ساحاته بالقوة بعد الاعتداء على المصلين بالضرب والقنابل الصوتية لتأمين حماية انتهاكات المستوطنين في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل” المزعوم. وأصيب خلال الاقتحام العشرات بقنابل الغاز داخل المصلى القبلي الذي تم احتجاز عشرات الشبان الفلسطينيين داخله.
وقطعت سلطات الاحتلال أمس الأسلاك الكهربائية عن مكبرات الصوت في الأقصى، في الوقت الذي أمّنت فيه اقتحامات نحو 1679 مستوطنا. وأخلته بالقوة من المصلين الفلسطينيين لتسهيل عملية الاقتحام بمناسبة خراب الهيكل المزعوم.
وللغرض نفسه أجبرت قوات الاحتلال مساء أمس الأحد، تجار منطقة باب الزاوية وسط الخليل على إغلاق متاجرهم، تحت تهديد السلاح.
وذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال أرغموا التجار على إغلاق محالهم، تمهيدا لقيام مجموعة من المستوطنين باقتحام شارع بئر السبع، لأداء طقوس تلمودية بجوار قبر "عتنائبل بن كناز”.
يأتي ذلك بناء، على تعليمات من رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت الذي أوعز بمواصلة الاقتحامات وتأمينها، وقال بيان لمكتبه، نشره على حسابه الرسمي على تويتر إن رئيس الوزراء أجرى "تقييما للموقف” بمشاركة وزير الأمن الداخلي عومر بارليف وقائد الشرطة يعكوف شفتاي فيما يتعلق بالأحداث في الحرم القدسي. وأكد بنيت على أهمية الحفاظ على حرية العبادة لليهود في الحرم القدسي.
وقال المجلس الوطني الفلسطيني في بيان أمس إن سلطات الاحتلال، وبمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل المزعوم”، حولت محيط البلدة القديمة لثكنة عسكرية، وأغلقت جميع مداخل الأقصى.
وأكد أن تحويل قدسية المكان إلى ساحة حرب في هذه الأيام المباركة التي تسبق عيد الأضحى، والاعتداء الوحشي عليهم وإخراجهم بقوة السلاح من داخل الأقصى "جريمة مكتملة الأركان، وتحدٍ سافر لكل القيم والمواثيق الدولية، التي تمنع المساس بأماكن العبادة، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات الخطيرة لهذه الاقتحامات”.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية مما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي الخطير الجاري حاليا باقتحام الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين. وأدانت استمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين، معتبرة ذلك تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد. وأكدت الرئاسة، أن هذه الاستفزازات الإسرائيلية تشكل تحدياً للمطالب الأمريكية التي دعت للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس.
وشارك الأردن، بصفته المسؤول عن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في الإدانات والاحتجاجات فوجه أمس مذكرة احتجاج رسمية طالب فيها إسرائيل بوقف "انتهاكاتها واستفزازاتها” واحترام الوضع القائم في المسجد الأقصى. وقال في بيان للناطق الرسمي باسم الخارجية، ضيف الله الفايز: "إن التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكاً للوضع القائم التاريخي والقانوني وللقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية”.
وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، عن قلقها "إزاء التوتر في محيط المسجد الأقصى "وندعو السلطات الإسرائيلية لتهدئة الأمور”، حسب وصفها.