فارس الحباشنة يكتب .. والله عيب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
..والله عيب !

..لربما لا يسمع و لا  يقرأ شعر زاهي وهبي الا الاردنيون . 

قلبت جوجل و ارشيف الصحف العربية و المواقع الالكترونية لاقرأ  خبرا عن امسية شعرية ومشاركة ثقافية لزاهي وهبي ،  و لم اعثر- والله شهيد -
 على أثار و بقايا خبر . 

يزور  زاهي وهبي الاردن .وتفتح له المنتديات و بيوت الثقافة و الفن ، و بعضها  اول مرة نسمع بها . تظهر لمناسبة واحدة و تختفي للأبد  . وهذا من تجليات صناعة الثقافة و الفن في الاردن .

في لبنان لا  يقدم زاهي وهبي على انه شاعر . مذيع تلفزيوني قدم الى الادب من " خارج النص"  ، وتحصن بشهرة الشاشة و شيطانها الأليف  ، و تقلب بين شاشات الموالة و المعارضة في لبنان من تلفزيون المستقبل الى الميادين  . 

 من موقع السخف النقدي و  الادبي التعامل مع زاهي وهبي و تقديمه ادبيا و شاعرا . و انا لا انتقص من قيمة الرجل ، وهو ضيف الاردن . وضيفها الثقافي
 الوحيد في زمن كورونا ، ولا اعرف ما سر زياراته السنوية المتكررة  للاردن و الاحتفال به . و  لربما ان مؤسسات الثقافة و الفن و نخبة الابداع المتيبسة و البوهيمة ، هم الوحيدون  في العالم يعترفون و يقدمون  زاهي وهبي على انه شاعر واديب . 

في الاردن مازالنا مأسورين لعقدة "الخواجة والغريب "   . هل سمعتم يوما عن احتفالية بفنان و شاعر واديب اردني اقيمت في بلد عربي ؟ و هل يستضيف لبنان  مثلا فنانين و ادباء اردنيين ، و يقيم لهم ليالي ادبية و ليسمع اللبنانيون لاشعارهم و ابداعاتهم ! 

و في الاردن احتراف عبقري في امتهان واحتقار و تسفيه  الذات .. نموت من اجل الاجنبي والغريب  ، وننكر ذاتنا و مواهبنا و عبقريتنا ، وذلك سواء في الفن 
و الادب و الاعلام و الثقافة و الفكر . و نتفنن في التبعية و الانبهار بالغرباء  ، ولا يوجد بلد عربي يسمح لاعلامين اجانب بان يلؤثوا مسامع مواطنيه و ناسه .. لهجات و نبرات و اصوات وافدة و دخيلة و غريبة  استوطنت في الاعلام وعدواها شوهه الذائقة العامة  . 

هناك سر و لغز اردني خطير  ..بموتوا بالغريب ، دون تطرق لما تقول الامثال الشعبية بمواعظها ودروسها عن الغريب . ولو ان  زاهي وهبي  يقرر البقاء في الاردن ، راح تم تعيينه في " البنك العربي"  مسؤولا ثقافيا ، و ستقوم "مرجعيات عليا"  في استدراجه لتطوير الفن و الثقافة ، و سيقام له نصب و تماثيل ، و ازلام وتبعية ، و سترخى له كل الستائر . 

صون المزاج والوجدان العام مهمة وطنية خالصة . و تميع الهوية من هنا يبدأ بالاعلام و الفن و الثقافة "القوى الناعمة "  .. اتحدى ان منهاجا  عريبا يدرس
عن عرار و حبييب الزيودي و تيسير السبول و غالب هلسا .. و اتحدى ان منهاجا عريبا يذكر حرفا واحدا عن الثورة العربية الكبرى و نصر " حرب الكرامة " ، وشهداء الاردن في حرب 67 ،  وحرب الاردن على الارهاب و التطرف ، و حوادث الارهاب  الغشيمة  التي تعرض اليها الاردن في الاعوام الاخيرة . 

من لا يحترم نفسه لا يحترمه الاخرون . وهذه قاعدة معيارية  اخلاقية .. ويا خوفي ان تكون دعوة زاهي وهبي على نفقة الدولة ، و انه من ضيوف هئية تنشيط السياحة . 

فارس الحباشنة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences