الفكر الملكي العروبي في الملفين السعودي والسوري .. نقطة أول السطر

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص - حسن صفيره

اتجهت انظار العالم خلال الأيام القليلة الماضية لزيارة حلالة الملك للبيت الأبيض ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بكثير من الترقب والاهتمام، وزاد بحجم الاهتمام ما تخلل الزيارة من لقاءات جانبية لجلالته مع مسؤولي الإدارة الأمريكية، والتي اخذت مساحة واسعة.

الاهتمام العالمي بزيارة الملك للبيت الأبيض، يجيئ بالمقام الأول بوصفها أول زيارة لرئيس عربي بعد انتخاب بايدن، وما يعنيه ذلك من اعادة فتح ملفات محلية اردنية واقليمية عربية بما فيها قضايا المنطقة المتعلقة بطبيعة الحال بالقضية الفلسطينية والشأن السوري والسعودي والعراقي.

الاعلام العالمي بما فيه الاعلام الأمريكي اعطى مساحة كبيرة للقاءات الملك مع الرئيس بايدن ورموز ادارته من صناع القرار العالمي، الأمر الذي نجح فيه الاردن بانتزاع اعتراف العالم مجددا وان محاولات تهميش دوره باءت بالفشل، وقد استعاد الأردن موقعه المتقدم على خارطة ادارة الصراع العربي بكل اطرافه.

المشاهد التي بثتها عدسات الاعلام العالمي للقاءات جلالة الملك كانت كفيلة حد اليقين بأن الأردن ليس حليفا تقليديا للولايات المتحدة كما تروج البروبوغاندا السياسية عربيا وإقليميا، بل شريكا وصانع قرار، بيد ما تناولته لقاءات جلالته خلال الزيارة من مقترحات ذات صلة بمصير قضايا المنطقة.

الشأن السوري
سورياً، فتح جلالة الملك الملف السوري من اوسع ابوابه، ودعوته لاختراق السبل نحو عودة الأسد إلى المحافل الرسمية ورسم خارطة طريق تعيد سوريا إلى الحصن العربي، مقدما جلالته بكل حنكة رؤيته لإدارة الملف السوري بأن "التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا سيساعد المنطقة بأكملها والأردن على وجه الخصوص" في اشارة من جلالته لتداعيات ما يُعرف بقانون قيصر على النظام السوري بلغت آثاره كثيرًا من دول الجوار ولا سيما الأردن الذي يصنّف سوريا خامس أكبر شريك تجاري له.

وبعد اكثر من عشرة اعوام على الأزمة السورية، جاءت رؤية الملك التي قدمها للرئيس بايدن حاسمة وجازمة باتجاه امكانية حل الصراع، باقتراح جلالته أن تتفق مجموعة دول مؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن ودول أخرى على خارطة طريق لاستعادة السيادة والوحدة في الأراضي السورية.

الأردن ومحاربة شرسة على الإبقاء على الورقة السعودية
وعلى الرغم من توتر العلاقة بين الأردن والشقيقة المملكة العربية السعودية، والتي اخذت مسارا متعرجا قلقا أبان ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الا ان جلالة الملك أظهر اهتمام الأردن وحرصه على العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، والتي تخللت لقاء  الملك وبايدن ، مؤكدا جلالته بحديثه بضرورة "العمل مع محمد بن سلمان" ولي العهد السعودي، ولتتزامن تأكيدات الملك بمتانة العلاقة الاخوية والشراكة السياسية ، مع اطلاق المليشيات الحوثية طائرات بدون طيار "مفخخة" وصاروخين بالستيين باتجاه مدينتي جازان السعودية، ما دعا الأردن للاعلان صراحة بتأكيد موقفه مجددا بأن أي تهديد لأمن السعودية تهديد لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.

الأهم في زيارة جلالة الملك، بأنها شكلت حصادا لا يُستهان به لمستقبل العلاقة بين البلدين، سيما ونحن نتحدث عن قطب سياسي لاعب وصانع قرار عالمي، اكد من جانبه عبر الادارة الامريكية بأن الأردن شريك حقيقي لا يقل دوره شأنا عن دور ايا من الدول الكبار، والتي عبر ازاءها الرئيس بايدن علانية أمام الصحافيين بالقول لجلالته  "شكراً لكم على الدور الحيوي الذي تلعبونه في الشرق الأوسط. أنتم تعيشون في منطقة صعبة، ولطالما كنتم إلى جانبنا، وستجدوننا دوماً إلى جانب الأردن" ليختتم بايدن حديثه الى جلالة الملك باختراق البروتوكول الصحي حيث مد يده خلال اللقاء لمصافحة الملك، أمام عدسات الصحافيين كأول مصافحة بين زعيمين والتي أصبحت حدثاً نادراً في البيت الأبيض بسبب جائحة كوفيد.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences