الشيخ جراح هل يعيد المغرب والجزائر توحيد العرب؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
من يتابع ما يجري في حي «الشيخ جراح» في القدس، لا تخطئه رؤية القضية الفلسطينية برمتها تتجسد من جديد في قصة هذا الحي الصامد.
الفرق هذه المرة أن الإعلام المحلي والعربي والدولي صاح لما يجري، وهي معركة صورة أيضا.
فهذه هي محطة «سي أن أن» تصور تقريرا حيا من عين المكان وتقابل فلسطينيين وإسرائيليين، وكل يقدم حجته، لا شك أن تقريرا كهذا يلخص كل شيء، رغم تسويق كل حجج المستوطنين، إلا أنهم يفضحون أنفسهم، حينما يكشفون رياءهم وجشعهم في سرقة أراضي وبيوت الفلسطينيين بحجة أن هؤلاء سرقوها منهم!
وفيما تجهد محطة «فوكس نيوز» الأمريكية لحرف المظلومية لصالح المستوطنين، تفضح محطات غربية، مثل «بي بي سي» و«فرانس 24» «وروسيا اليوم» كل شيء بالصوت والصورة والتقارير الحية المتواصلة.
وفي الوقت الذي تتمترس قناة «الجزيرة» منذ اللحظات الأولى داخل انتفاضة الحي، منذ لحظاته الأولى – التي غيرت هذا السجيل الجارف للتطبيع وهذا الصمت القاتل حول تجاهل ما يحدث في عموم فلسطين – نرى أن الفائز الأكبر هنا هو وسائط التواصل، السلاح الأمضى في هذه المعركة وغيرها.
لقد استطاع رواد هذه المواقع، بأقلامهم وصورهم ومقابلاتهم أن يجبروا فيسبوك على التراجع عن تحيزه الدائم لصالح إسرائيل، فيما رضخت «تويتر» و»يوتيوب» للصور، التي لا تكذب في الشيخ جراح، والتي عرت بكل بساطة تهجير شعب في القرن الواحد والعشرين لإحلال قطعان من المستوطنين مكانهم وأمام عدسات العالم وعيونهم.
استطاع ثلة من نشطاء وسائط التواصل عبر مقاطع فيديو قصيرة ومقابلات حية وصور مؤثرة، وهم ليسوا إعلاميين، أن يثبتوا للعالم كله وبلغات عدة أن هذا الحي الصغير يعيد صورة فلسطين الضائعة الى الشاشات ويحولها الى معركة أمام الملأ، رغم كل الجبروت الذي تتمتع به وسائل الإعلام المسيطر عليها كليا من إسرائيل وأعوانها في معظم دول العالم.
القضية تكتسب أهمية أكبر، لأن الفلسطينيين يرون في حي الشيخ جراح رمزا لنزع الملكية والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية لكن إسرائيل ترفض ذلك وتتذرع بالروابط التاريخية والدينية بالأرض التي أقيمت عليها المستوطنات.
وفيما تصور الحكومة الإسرائيلية قضية الشيخ جراح على أنها نزاع على الملكية، صار واضحا لدى العالم كله أنها قضية شعب طرد من أرضه وفق سياسة الأمر الواقع، لكن صموده لن يجعل التاريخ يعيد نفسه في هذا المكان مرة أخرى.

ثنائية المغرب والجزائر

لطالما كانت المغرب والجزائر تمثلان قارة عربية كاملة، من ناحية المساحة وعدد السكان والإرث الثقافي والإنساني، لكنها كانت على الدوام متناثرة الأطراف ضد إرادة شعوبها.
وتبدو في الأفق فرصة لن تتكرر لإعادة لحمة هذا الفضاء العظيم، الذي يمثل نورا وأملا لكل العرب، في ظرف تشهد كل الأقاليم العربية فيه التفتت والإنحلال والعودة الى زمن «أمراء الطوائف».
هذه الفرصة، نقلتها القناة المغربية الرئيسية ونظيرتها الجزائرية للخطاب السنوي لملك المغرب محمد السادس، الذي وجه دعوة إلى الجارة الجزائر لتفعيل الحوار من أجل تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين والعمل على فتح الحدود بينهما والمغلقة منذ عام 1994 على خلفية التوترات الناجمة عن دعم الجزائر لجبهة البوليساريو في قضية الصحراء الغربية.
ويمد الملك المغربي يده الى أخيه الجزائري عبد المجيد تبون لـ»تغليب منطق الحكمة» وتمتين أواصر العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
ولطالما شكل المغرب والجزائر حلقة وصل في جميع القضايا العربية ولعبا دور الوسط، وحظيا باحترام الشعوب العربية.
وإذا كان ميزان الثقل السياسي مائلا في الغالب الى الشرق العربي فإنه الآن يحط أوزاره في المغرب العربي الكبير.
هذا التقارب الحلم من شأنه أن يغير مستقبل الشعوب المغاربية، ومعها أيضا المشارقية.
فلم ينتصر العرب في حروبهم على الاحتلال الإسرائيلي وداعميه دون مساعدة دول المغرب في كل شيء.
وفي الوقت الذي تعول شعوب المشرق على الأشقاء المغاربة في مد يد العون، يمكن للتقارب المغربي – الجزائري أن يحل مشاكل ليبيا وتونس ويساهم في حل مشاكل سوريا واليمن والعراق والتنافر الخليجي غير المسبوق.
وإذا كان المثلث المصري – السوري – السعودي أطر العرب خلال العقود الماضية سياسيا، فإن في استطاعة الثنائي المغربي أن يفعل الشيء نفسه الآن ويغير الكثير في أحلك ظروف العرب الحديثة.
هؤلاء هم من آزروا وشيدوا وحموا إمبراطورية الأندلس الأموية، وفي اختلافهم ضعفت وتلاشت إمبراطورية العرب، فهل يفعلوها المرة ويعلوا بناء الأمال شرقا ومغربا؟

قطيفان يهين دريد لحام

عقب مهاجمة الفنان دريد لحام الفنانين المعارضين للنظام السوري، نشر الفنان السوري المعارض عبد الحكيم قطيفان منشورا عبّر خلاله عن رده على تصريحات تشبيحية صادرة عن الممثل دريد لحام، والتي وصفها بـ«التسطيح والتدليس» واختتمها بعبارة «عار عليه وعلى تاريخه».
وقال «إن من المؤسف والمعيب أن يكون منطق حديثه ومعلوماته ووجهة نظره بهذا البؤس والتسطيح وقلة المعرفة والتدليس، من موقفنا الأخلاقي، ولماذا تركنا بلدنا وكل تفاصيلنا الغالية، وكيف نعيش الآن»!
وكان دريد لحام – الممثل الداعم للنظام – اتهم هذا الأسبوع الفنانين المعارضين لنظام الأسد بترك بلدهم بسبب الإغراءات المادية، وأن خلافه معهم وطني وليس سياسيا.
ونعت الممثل المعارضين بعديمي الوفاء، الذين خسروا حياتهم بسبب مواقفهم، ودعاهم للعودة إلى الوطن، لأن المال لن يدوم والفنادق التي يقطنونها سعادة مؤقتة وستزول، وذكر أن علاقته مع زملائه المعارضين انقطعت منذ خروجهم من سوريا، خلال حديثه لإذاعة موالية للنظام.
من سخريات القدر في عالمنا العربي أن يجعل الفنان نفسه مطية للسياسة والسياسيين، فرجل مثل دريد لحام يمثل تاريخا فنيا لن يتكرر، ما له والسياسة، وهل يريد أن يمحو هذا التاريخ من أذهان من أحبوه وجلهم صاروا مهاجرين، بسبب جلاديهم الذين يدافع عنهم بنفسه. إنها فعلا قمة الكوميديا السورية؟!
انور القاسم
كاتب  من أسرة «القدس العربي»
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences