بينيت: لبنان يجب أن يتحمل مسؤولية ما يحدث
الشريط الإخباري :
الناصرة- "القدس العربي”:
في تعقيبه على تبادل النار في المناطق الحدودية بين الجليل والجنوب اللبناني في الأيام الأخيرة جدد رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت تهديداته للبنان وقال في افتتاح جلسة مجلس الوزراء إنه على دولة لبنان وجيشه تحمل مسؤولية ما يجري في ساحتهما الخلفية.
في المقابل قالت مصادر سياسية للإذاعة العبرية العامة إن البيت الأبيض مارس ضغوطا على نفتالي بينيت لعدم الرد على صواريخ حزب الله وتصعيد التوتر في الجبهة الشمالية قبل أن يتم ترتيب أوراق ملف المشروع النووي الإيراني. وأشار بينيت إلى أنه "في الجانب اللبناني هناك صحوة مهمة للغاية لكثير من المواطنين ضد "تورط حزب الله وإيران” مع إسرائيل، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة هناك.
وتابع بينيت "لذلك على دولة لبنان والجيش اللبناني تحمل مسؤولية ما يحدث في أراضيهم. إسرائيل لن تسكت ولا بأي حال من الأحوال على إطلاق نار ورشقات صاروخية من لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية ومنطقة الجليل.. لا يهمنا ما إذا كانت منظمة فلسطينية تطلق النار أو مليشيات مستقلة، فدولة إسرائيل لن تقبل إطلاق النار على أراضيها. وتطرق بينيت في حديثه عن الوضع والتوتر في الجنوب مع قطاع غزة وقال: "خلال نهاية الأسبوع، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا لحماس في غزة ردا على البالونات الحارقة آملا "أن تفهم حماس التلميح وتتحمل المسؤولية”.
ونقلت القناة الإسرائيلية 13 عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن الردع الإسرائيلي مقابل حزب الله لم يتضرر وإنه يجب اختيار التوقيت الصحيح للحرب الصحيحة، ولم يستبعدوا اضطرار إسرائيل توجيه "ضربة ذكية” لحزب الله. وحذر المحلل العسكري في القناة 13 ألون بن دافيد من عدم فهم كاف للتطورات الخطيرة على الحدود مع لبنان والتي تنبأ ببدء مرحلة جديدة في الشمال بعد سنوات طويلة من الهدوء الكامل منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.
من جهته ومقابل الزعم بأن موازنة الرعب المتبادل ما زالت قائمة شكك المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس” عاموس هرئيل بالادعاء الإسرائيلي بأن حزب الله مرتدع منوها أن إسرائيل تعرضت لهجمة صواريخ من لبنان هي السادسة من نوعها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وتابع هرئيل "ربما الأمور لا تبدو بهذا الشكل، لكن عند حدود الشمال الآن هناك أحداث أكثر من الأحداث عند حدود قطاع غزة. وفي جميع المرات السابقة نسب الجيش الإسرائيلي إطلاق الصواريخ إلى تنظيمات فلسطينية تنشط في جنوب لبنان معتبرا أنه لا علاقة لحزب الله بها”.
وتبعه المحلل العسكري في صحيفة "معاريف”، طال ليف رام في هذا الاتجاه وقال في حديث لإذاعة الجيش إن "رد حزب الله فاجأ جهاز الأمن الإسرائيلي كثيرا”. ونوه أن التقديرات الإسرائيلية حتى الآن قدرت أن حزب الله لن يرد على الغارة الإسرائيلية في لبنان وعلى عمليات ضد تنظيمات فلسطينية، كما أنه لم تتوفر معلومات استخباراتية بأن حزب الله يستعد لإطلاق قذائف صاروخية. وفي تحذيره مما هو آت اعتبر طال رام ليف أن إطلاق حزب الله النار تعني "قصة مغايرة”.
أما رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، فقال إن "معضلة إسرائيل اليوم تكمن بحاجتها لاختيار أحد ثلاثة بدائل: جعل دولة لبنان تنهار داخل نفسها، الأمر الذي سيضعف حزب الله في النهاية؛ استغلال إطلاق حزب الله للقذائف الصاروخية من أجل توجيه ضربات موجعة للبنى التحتية للبنان لدرجة توجيه غضب اللبنانيين نحو حزب الله أما الخيار الثالث فهو الانضمام إلى الدعوات من داخل لبنان للغرب طلبا لمساعدات اقتصادية عاجلة، ولكن الاهتمام بأن تمنح الدول الغربية، وفرنسا والولايات المتحدة بالأساس، المساعدات ليس من خلال إصلاحات مالية فقط وإنما بتقليص قدرات حزب الله العسكرية أيضا.
ويعتقد آيلاند أن القيام بهذا التقليص سيدفع أخيرا لتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701 بشأن إبعاد كافة قواعد حزب الله عن حدود الجليل أو إلغاء مشروع دقة الصواريخ. ويرى أن الخيار الثالث هو الأصح والأقل خطرا ويتابع "قد ينجح إذا نفذنا ثلاثة استخلاصات: أن نميز بين الإعلام وبين الخطوة السياسية: الإعلام خطوة غايتها الإقناع بأننا الأخيار وأعداؤنا هم الأشرار، وهذا "تأثيره ضئيل” أما الخطوة السياسية فتعني تجنيد طرف ثالث لصالح مبادرة تخدمه وكذلك تخدمنا.
وفي هذا السياق يرى أنه "من الحماقة الاستمرار في شرح أنه ينبغي الاعتراف بحزب الله كمنظمة إرهابية، وإنما العكس هو الصحيح: يجب تعزيز الرسالة بأن حزب الله هو جزء رسمي من الحكم في لبنان”.
يشار أن آيلاند محسوب على جهات إسرائيلية تدعو منذ حرب لبنان الثانية لاستهداف لبنان الدولة وبناه التحتية ردا على كل خرق لاتفاق الهدنة بدلا من توجيه الضربات لحزب الله فقط معتقدا أن ذلك سينتج ضغطا داخليا فعالا ورادعا على "المنظمة الإرهابية”.
في المقابل ترى أوساط إسرائيلية أخرى يقودها معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب بضرورة توجيه ضربة عسكرية واسعة تلغي تهديدات حزب الله الاستراتيجية المتمثلة بالصواريخ الدقيقة قبل أن تستكمل وتصبح خطرا كبيرا جدا. وترى هذه الجهات الإسرائيلية أن الصدام مع حزب الله بات مسألة وقت خاصة أن لإيران مخططات بمواصلة التمدد إقليميا ولذا يدعون لأن تكون إسرائيل هي المبادرة والمباغتة لـ "حرب الشمال الأولى” ضد حزب الله في لبنان وضد إيران في سوريا.