بينيت في حضن المتحورة دلتا
الشريط الإخباري :
شروط البدء لدى بينيت صعبة. في ظل شروط الأزمة، يجتذب الناس إلى الشخصية المعروفة، الراشدة المسؤولة، الرجل الذي خرج مظفراً من أزمات سابقة. لكن ليس لدى بينيت ما يعرضه في هذا المجال؛ يعتقد الناس بأن رئيس وزرائهم أكثر خبرة وتجربة منهم، يعرف ما يريد وإلى أين يسعى؛ باختصار يريدون زعيماً. وإذا لم يكن هناك زعيم، فوهم زعيم، أو على الأقل سياسي يبث مرجعية ما يسميه الأمريكيون "غرافست”- إسحق شامير مثلاً.
تتمثل المقارنة التاريخية بشارون وأولمرت. في 2001، عندما عربد الإرهاب الفلسطيني في الشوارع، انتخب الإسرائيليون شارون. صوت له حتى أولئك الذين خافوا منه وكرهوه. فقد آمنوا بأنه سيتصدى وسينتصر. وبالمقابل، فإن إيهود أولمرت كان قد علق عام 2006، في مشكلة لدى الرأي العام عندما تعقدت الحرب في لبنان.كان يمكن لأولمرت أن يواسي نفسه بالسمعة التي راكمها في الحكومة والمؤسسة الأمنية كمدير وكمتخذ للقرارات. أما بينيت فلا يملك هذا حالياً.
هو متردد، متنقل، منفتح على كل فكرة. هذه مزايا ليست جيدة في زمن الأزمة. إضافة إلى ذلك، عليه أن يتصدى لشبكة اجتماعية سامة، مفعمة بالأكاذيب، ولوسائل إعلام لا تقل تردداً عنه.
هناك كل أنواع نظريات المؤامرة عن الدور الذي تقوم به قنوات التلفزيون والصحف في التصدي للموجة الرابعة. لا أؤمن بالمؤامرات، ولكني أعرف صحافيين متقلبين وغارقين في ذواتهم، ومحررين أدمنوا على أرقام التغطية الإعلامية أعرفهم أيضاً. المتعطش للدراما وللعناوين الرئيسة، ونزاعات القيادة، لا يكل ولا يمل. الانشغال بالمظاهر، بغياب لبيد أو بزلة لسان شكيد، أهم من الانشغال بالجوهر. في دولة تبث فيها قناتا التلفزيون التجاريتان الأخبار على نحو متواصل من الثالثة بعد الظهر وحتى العاشرة ليلاً، ومرة أخرى، قبيل منتصف الليل وفي الصباح، يصعب علينا أن نتوقع تغطية إعلامية سوية العقل للجائحة.
لقد تبنى بينيت نهج التجربة والخطأ: نجرب، نخطئ، نغير. هذا مناسب لطبيعة بينيت المنفتحة؛ ولكنه غير مناسب لتوقعات الجمهور، خصوصاً حيال كورونا.
ارتكبت آييلت شكيد هذا الأسبوع خطأ مثيراً للاهتمام. إن رسالتها التي تضمنت أننا ملزمون باحتواء صور موتى بسبب الجائحة، كان يفترض بها أن تطلقها في محادثات خلفية وليس في مقابلة صحافية. لقد خربت على نفسها وأضرت ببينيت. وكما كان متوقعاً، فقد أجريت مقابلات مع عائلات ثكلى وصخبت الشبكة الاجتماعية.
هذا في المدى الفوري. أما في المدى البعيد فالنتيجة أكثر تعقيداً. سيكون هناك من سيعود ليذكر بالمقابلة الصحافية كدليل على أن شكيد منغلقة الحس، شريرة، عديمة الرحمة. وسيكون هنا آخرون ممن سيصورونها كمن تتجرأ على قول الحقيقة الأليمة كزعيم.
بينيت محق: لن يتلقى الثناء في هذه القصة. كل ما بقي له أن يعمله هو أن يديرها كأفضل ما في وسعه فتمر الأزمة بسلام.
يديعوت 13/8/2021