أفغانستان: الرئيس يفرّ لعُمان بعد سقوط كابول
الشريط الإخباري :
لندن – «القدس العربي» ووكالات: دخل عناصر حركة «طالبان» القصر الرئاسي في كابول، بعد تحولات دراماتيكية متسارعة شهدها يوم أمس الأحد، أبرزها فرار الرئيس أشرف غني إلى طاجكستان وسط قلق دولي واسع، وأعلن غني أنه فر من بلاده لتفادي «إراقة الدماء»، مع إقراره بأن «طالبان انتصرت»، وقد وصل غني بعد ذلك إلى سلطنة عُمان.
وحسب بيان للحركة بعد سيطرتها على القصر، فإن «الشرطة والمسؤولين في كابول لاذوا بالفرار، مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام».
وأعلنت «طالبان» عفوا عاما بعد وصول مسؤولي اللجنة العسكرية لطالبان إلى القصر الرئاسي في كابول.
قادة الحركة دخلوا القصر الرئاسي… والنظام السابق يشكّل لجنة لتسليم السلطة سلميا
وبثت قناة «الجزيرة» صورا لقادة من «طالبان» وهم يتجولون داخل القصر الرئاسي في كابول، ثم دخلوا مكتب الرئيس أشرف غني وجلسوا فيه. ونقلت «رويترز» عن مصدرين في طالبان قولهما إنه لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان، وإن الحركة تتوقع تسليما كاملا للسلطة. وأكد المتحدث باسم حركة «طالبان» سهيل شاهين، على ضرورة تسليم العاصمة كابول والسلطة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، قائلا «ستكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل» .
وخاطب المواطنين في أفغانستان وخاصة في العاصمة كابول، مؤكداً لهم أن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة. وأعلن متحدث آخر باسم حركة طالبان» وهو ذبيح الله مجاهد، أن عناصر حركته بدأت بالسيطرة على العاصمة الأفغانية كابول ومبانيها الحكومية، إثر مغادرة القوات الأمنية للعاصمة.
وأوضح مجاهد في تغريدة على تويتر، أن الحركة ترغب في بسط سيطرتها على العاصمة كابول بشكل سلمي، وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن عناصر الحركة سيتولون فرض الأمن في العاصمة لمنع وقوع أي حالات نهب وسرقة.
وشدد على أن الحركة لن تسمح باقتحام منازل المدنيين.
ويبدو أن السقوط السريع للسلطة في كابول دفع الأمور في اتجاه ترك زمام المبادرة للحركة ، وهو ما دفع الرئيس أشرف غني لمغادرة أفغانستان، حسب ما أعلن نائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله.
وقال عبد الله، الذي يرأس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، في مقطع مصور نشره عبر فيسبوك إن «الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد تاركا الشعب في هذا الوضع» . وأضاف «نترك الحكم لله والشعب» .
ولم يشر إلى وجهة غني، إلا أن وسيلة الإعلام الأفغانية «تولو» ذكرت أنه ذهب إلى طاجيكستان.
وكان رحيل غني عن السلطة من المطالب الرئيسية لحركة «طالبان» خلال محادثات السلام مع الحكومة، إلا أنه كان يتمسك بالسلطة.
وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي إنه «بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين ومنعا لحدوث فوضى تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا». وأضاف أن اللجنة مكونة من عبد الله عبد الله وحامد كرزاي وقلب الدين حكمتيار.
وقالت مصادر إن وزير الداخلية السابق، أحمد جلالي، من المتوقع أن يستلم السلطة.
قطر تدعو لانتقال سلمي للسلطة في أفغانستان
دعت قطر، أمس الأحد، لانتقال سلمي للسلطة في أفغانستان يمهد الطريق أمام حل سياسي يشمل جميع الأطراف الأفغانية، ويحقق الأمن والاستقرار.
وشددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، على ضرورة الوقف الفوري والمستمر لإطلاق النار في أفغانستان وضمان أمن المدنيين.
فشل القوات الأفغانية رغم المليارات الأمريكية
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة (سي.أن.أن) الأمريكية إن بقاء الولايات المتحدة في أفغانستان لا يخدم المصالح الأمريكية.
وأضاف بلينكن أن أربع إدارات أمريكية استثمرت مليارات الدولارات في القوات الحكومية الأفغانية، مما منحها مزايا على «طالبان» لكنها فشلت في صدّ تقدمها.
وتابع قائلا «حقيقة الأمر هي أننا رأينا أن القوة (القوات الأفغانية) غير قادرة على الدفاع عن هذا البلد، وقد حدث ذلك بسرعة أكبر مما توقعنا» .
«طالبان» تستعرض غنائمها من «بلاك هوك»
نشر متمردو «طالبان» مقاطع فيديو تظهر استيلاءهم على مروحيات أمريكية تابعة للجيش الأفغاني في مطار قندهار، المدينة التي بقيت حتى الأمس القريب إحدى أبرز القواعد العسكرية للولايات المتحدة في البلاد.
وسارع المتمردون إلى إظهار غنائم الحرب التي استولوا عليها في المدينة الجنوبية التي تعد مهد حركتهم، وباتت إحدى أكبر جوائز حملتهم العسكرية الخاطفة التي أوصلتهم إلى مشارف العاصمة الأفغانية التي باتوا يحاصرونها.
ويُظهر أحد التسجيلات التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاتلا في صفوف المتمردين وهو يسير حول مروحية أمريكية من طراز «بلاك هوك» تحمل شارات للجيش الأفغاني، في إحدى حظائر مطار قندهار على ما يبدو.
ولدى ابتعاده تبدو في الخلفية على المدرج مروحية ثانية من الطراز نفسه.
وخلال تنقّله في المطار تبدو مروحيتان روسيتا الصنع، ويمكن سماع أحدهم وهو يقول «ما شاء الله».