الجليلة دحلان (سيدة فلسطين الأولى) وجمعية (فتا) شكل نضالي فلسطيني من نوع آخر ..
خاص- حسن صفيره
في مفاهيم مسيرة النضال الفلسطيني، تبتعد المعايير عن مسمياتها حين لا يَقِل فعل الإنسانية عن فعل الرصاصة، عن فعل المقاومة المسلح، سيّما ونحن نتحدث عن مفاصل نضال لا يُشبهه نضال في العالم الحديث، فلا قضية ثورية إلا قضية فلسطين، ولا عمل ثوري بمقدار ما يحمله من نواة خَلق للوجود الفلسطيني.
في فلسطين، تختلف التواصيف، رغم قدسية المفهوم الموجب لشكل النضال الإنساني، وتختلف العناوين لمؤسسات الفعل الخيري بمقدار حجم القائمين عليها كما في حال المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا”، ونحن نتحدث هنا عن مؤسسة خيرية غيّرت في شكل عمل الخير الى قدسية بحتة، ولا يسعك أن تُسقط هذا التوصيف بمنأى عن صانعيه ممن قادوا بوصلة قدسية العمل الخيري الى مسيرة نضال من أجل الإنسان.
مؤسسة بحجم المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا”، لا يسعك الحديث عنها شأنها كشأن أي مؤسسة تعنى بالعمل الخيري الإنساني، وأنت تتحدث عن مؤسسة ترأس مجلس ادارتها سيدة فلسطينية، ما يعنيه ذلك من ترجمة عميقة لماهية المرأة الفلسطينية، فإن تكون المرأة الفلسطينية صانعة قرار لوجود الإنسان الفلسطيني بمعيار الكرامة الإنسانية اللائقة، فهي لا تقل شأناً عن إمرأة حملت السلاح في عمليات طالت العمق الصهيوني، وتاريخ النضال الفلسطيني يعج ويتشح برائحة نسوة حملن السلاح وقبلا حملن الجيل الفلسطيني الذي عنون قضيتنا الى قضية ثورة ونضال وحق.
الدكتورة جليلة دحلان، رئيس مجلس إدارة "فتا" ورغم تناولها بسؤ من قبل العديد من الصحفيين والاعلاميين والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ومنها وكالة الشريط وكاتب هذه السطور ليس لشيء ولا لسابق معرفة إنما كان ذنبها الوحيد أنها زوجة لرجل وقيادي ومناضل فلسطيني جرى الكثير من محاولات تشويه صورته واغتيال شخصيته فبغضه الناس ظلماً وكرهوا من حوله زوراً ، ومع كل ذلك فقد ضرب اسم الجليلة الطاهرة النقية عميقا في مشروع الصمود الفلسطيني، في الضفة الغربية والقطاع والشتات ، فنحن أمام رئيس مجلس إدارة مؤسسة تُضاهي كبريات المنظمات العالمية الإغاثية، في حقل التعليم والأسرة والصحة والمشاريع الريادية والتنموية والاقتصادي والعلمي والشبابي، والقائمة تبدأ وتطول ولا تنتهي.
جليلة دحلان، انتزعت حضورها ووجودها كسيدة نضال انساني من الطرز الرفيع، حضورٌ لا يُمكن تجاوزه في الحياة السياسية والجماهيرية عربيا وفلسطينيا، فلا يكتمل عملية انتزاع الحق الفلسطيني دون رعاية انسانه الفلسطيني على ارض والعمل على كرامته واناقته الانسانية، وهي اولى الاهداف التي تعنى بها "فتا"، كمؤسسة انسانية تسير أهدافها وخططها ومشاريعها بموازاة المشروع التحرري الفلسطيني.
في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى خارطة الفضاء الأزرق افتراضيا، والفضاء الجغرافي حقيقيا في فلسطين والأردن ولبنان والشتات، أجمع نشطاء ورواد يمثلون الطبقة الشبابية على منح د.جليلة لقب "سيدة فلسطين الأولى"، مقرونا ذلك اللقب بكم لا يُحصى من الانجاز الحقيقي على ارض الواقع لمشاريع اجتماعية تُشكل في مضمونها شريان حياة للإنسان الفلسطيني، مشاريع تُدّعم مفعول القنبلة الديمغرافية السلاح الأقوة فلسطينيا والذي يهدد دولة الكيان، جراء ازدياد نسبة حجم المواليد في الاراضي المحتلة والقطاع،
فكانت مشاريع العرس الجماعي على شاطئ بحر غزة، والذي شارك فيه 400 عروس وعريس من الشرائح المجتمعية الضعيفة في قطاع غزة، وكذلك مشروع علاج العقم في الضفة الغربية والقطاع، عبر برامج مكلفة تقدمها "فتا" لصالح دعم وجود الانسان الفلسطيني، وبرامج كفالة الأيتام والحالات الإنسانية والمرضية، وكذلك مشاريع الدعم النفسي للاطفال المتضررين جراء العدوان الصهيوني المتكرر على اهالي القطاع ، وللقطاع الشبابي جملة من المشاريع ومبادرات تعنى بالحد من تفاقم البطالة، وتوفير فرص العيش الكريم للمتعطلين عن العمل، ووحدها "فتا" وعبر د.جليلة واعضاء مجلس الادارة، من التفتوا لعمق الجرح الغزي على وجه التحديد، فلا قيادة حقيقية تنصف انسان القطاع من اطفال ونساء، وقد تفاقم الفقر والعوز والحرمان تحت وابل الالة العسكرية الصهيونية.
"فتا"، رافعة حقيقية من روافع صمود الشعب الفلسطيني، قدمت على أرض الواقع وحيز الفعل ما يوازي انجاز دولة، فعندما تؤمن القيادات بمشروعها الوطني وانسانه الفلسطيني، وتمضي قُدما دون أدنى إلتفاتة للحاقدين والمتربصين والمتصيدين، فنحن لا شك أمام قيادات شامخة بشموخ طٌهر وقداسة الوطن الفلسطيني.
وعندما تستيقن مثل هذه القيادات، أن انجازها العملي والحقيقي بين صفوف الشعب هو امتداد للوجود الفلسطيني وقضيته، فإن ذلك وقودٌ لا ينفذ، فآمانة العمل المقاومي بصورته الإنسانية أقدس من أن يٌمس ، ولأجل ذلك نجحت مؤسسة "فتا" وفارستها د.جليلة دحلان في إضفاء صبغةً فلسطينية على العمل الخيري التطوعي الشمولي، وقد كان لكل محتاجٍ وصاحب حاجة او معووز نصيب في الاستفادة من برامج ومبادرات ومشاريع.
"فتا" وعبر "جليلتها" د.دحلان، حملت الهم الفلسطيني أمام قضية هي الأكبر كونيا، قضية احتلال واستلاب للأرض والهوية، قضية تذويب صهيوني ممنهج الرافض لقدسية الأديان، لتكون المؤسسة الوطنية الأولى التي زاوجت بين العمل الانساني والنضالي والسياسي بكل نجاحٍ حققته، واستفاد منه مئات الالاف من الشعب الفلسطيني على مدار عقدين ويزيد.، فـمشروعات مؤسسة 'فتا' لا تقتصر على الداخل الفلسطيني في الضفة وفي القطاع، بل تصل الشتات الفلسطيني، وتحديدا المخيمات الفلسطينية في دول الشتات، لتثبت "فتا" عبر قيادتها أن الانسان الفلسطيني لا يقل قدسية عن قضيته، فـ فلسطين هي الانسان والقضية.