الجزائر: اختلاط مواسم الرياضة بالسياسة…

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
هل سيكون الدخول الاجتماعي آمنا على الجزائريين، بعدما تراجع عدد الإصابات بوباء كورونا تراجعا كبيرا في الأيام الأخيرة، وبعدما حصدت أرواحا كثيرة في هذا الصيف الحار والعطلة غير السعيدة؟ هل نطمئن لهذه الأرقام ونستبشر خيرا، أم ننتظر «أهوال» الموجة الرابعة» التي تنتظر فتح الحدود وكثرة الحشود في الأماكن العامة والمناسبات ووسائل النقل المختلفة واكتظاظ المدارس؟
هل يكفي أن نحتاط لها بالتطعيم وأن نكثف من الحملات الوطنية؟ في هذا الإطار جاءت مبادرة وزارة الصحة في إطلاق ما سمي بـ «أكبر حملة وطنية للتطعيم» ضد فيروس كورونا، وهذا تزامنا مع الدخول الاجتماعي، والحملة انطلقت السبت الماضي والتي تستمر إلى غاية نهاية السنة الجارية.
ستخصص لها حافلات مزودة بأطقم طبية مجهزة بكل الوسائل اللازمة توجه للمواطنين في المداشر والقرى والأحياء لضمان التطعيم للجميع.
وسيكون تاريخ 11 الشهر الجاري أكبر يوم للتطعيم بمضاعفة المجهودات والإمكانيات طيلة اليوم لتلقيح أكبر عدد من السكان وسيحظى هذا اليوم بتغطية إعلامية هامة تقدم من خلالها أرقام عدد الملقحين في ذلك اليوم.
وتمنى الوزيرأن تسجل الجزائر أكبر عدد من المواطنين الملقحين. وتأتي هذه الحملة بعدما سجلت الوزارة تقلصا في عدد الملقحين خلال شهر آب/أغسطس الماضي، لا سيما في الجزائر العاصمة، بسبب الحرارة المرتفعة، ولأنه شهر عطلة بالنسبة لغالبية الجزائريين، دائما حسب وكالة الأنباء الجزائرية.
لكن كم سيكون عدد الملقحين من بين أكثر من 42 مليون جزائري؟ وهل سيقبل الجميع على التطعيم، بما أنه غير إجباري، على التطعيم الذي ما زال يشكل مصدر خوف وقلقا من المخاوف، الذي ارتبطت به منذ دخوله حيز التنفيذ، ولكل الموانع والآثار التي تحيط به؟ وليكون الدخول الاجتماعي على ما يرام علينا التفكير في تزويد المؤسسات التربوية والتعليمية وغيرها بالمياه، وأن نحقق «أمنية» التباعد الجسدي في كل المجالات ومناحي الحياة.

وزير السعادة والناشطة السياسية وأزمة عشب الملاعب

ما زالت منصات التواصل الاجتماعي مشتعلة ومتضامنة مع المدرب جمال بلماضي، الملقب بوزير السعاة، لما أدخله من بهجة على الجزائريين وسط كم الأحزان بفضل النتائج التي حققها المنتخب الجزائري لكرة القدم. ومشتعلة نقدا وتجريحا على السياسية والطبيبة الجميلة، عضو حزب جبهة التحرير الوطني، ابتسام حملاوي. والسبب عشب الملاعب، حيث أطلق «الكوتش» بلماضي عديد التصريحات الجريئة، التي تنتقد حالة ووضع الرياضة والملاعب، ومن بين انتقاداته كانت حول أرضية ملعب مصطفى تشاكر في ولاية البليدة، فخلال تنشيطه لندوة صحافية، عشية اللقاء التصفوي ضد جيبوتي، ضمن مونديال قطر 2022، تحدث عن تخريب متعمد لأرضية ملعب «تشاكر» في البليدة، حسب ما جاء في موقع جريدة «المساء»: «في شهر يونيو/حزيران كانت الأرضية رائعة في تشاكر، وبعد شهرين تصبح بهذه الحالة الكارثية وهذا يبدو متعمدا، هذا أمر غير مقبول». كما أضاف: «كيف يترك الملعب في هذه الحالة، وكأنهم لا يريدون أن يلعب المنتخب الوطني في أرضية لائقة، مسؤول الملعب لم يمض عقد الصيانة، وهذا ما اعتبره عملا تخريبيا متعمدا «صابوتاج» حججهم واهية، في بلادنا فقط يربطون سوء الأرضية بارتفاع درجة الحرارة، أو الفطريات التي لا نأكلها وتنبت في ملاعب كرة القدم.
في قطر الحرارة تصل إلى 60 درجة، لكن الملاعب عشبها في أفضل حال. ما شاهدته في تشاكر كارثة حقيقية والأرضية ستكون في صالح منتخب جيبوتي. أرضية ملعب وهران هي الأخرى تتواجد في حالة كارثية، وإنه لا يقبل اللعب على ميدان يقومون به بحفلات الشواء».
كما جاء رد مدير ملعب البليدة، كمال ناصري، على هذه الانتقادات (حسب موقع المصدر) والمتعلقة بتدهور أرضية الملعب قائلا: «ربما هناك من لا يفهمون تأثيرات العوامل الطبيعية، وأكيد الأخصائيين وعلماء النبات سيؤكدون كلامي. ففي آخر شهرين كنا نتابع حالة العشب كل مرة ولم نستفد حتى من العطلة».
وأضاف: «نوعية العشب المغروس في قطر لا يمكن أن نغرسها في الجزائر، لأن العشب المغروس في قطر يقاوم درجة الحرارة 50، لكن لا يقاوم صقيع وجليد البليدة، الحرارة هنا تصل إلى درجتين في الصباح». وواصل يبرر الحالة التي وصلت إليها أرضية الملعب، وفقا لما جاء في موقع «المصدر»: «عشب ملعب البليدة قاوم درجة الحرارة التي ارتفعت بشكل كبير هذه السنة بسبب الحرائق، قاوم إلى غاية 40 درجة، بعدها وصلت الحرارة إلى 48 درجة ورطوبة عالية».
عندما يكون النقاش والجدل بين أهل الرياضة والمسؤولين عنها، قد يمر الأمر دون إحداث الضجة التي أثارها الموضوع بتدخل ابتسام حملاوي، رئيسة منتدى «قلب الجزائر» أيضا، التي تتحين الفرص لإثارة الجدل حولها، منذ تصريحاتها حول حراك الجمعة وبأنه يزعج «قيلولتها».
وهذه المرة ردت على تصريحات بلماضي وانتقدتها انتقادا لاذعا، حيث كتبت على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» والذي أعادت العديد من الصفحات نشره: «عام أكحل، النار شاعلة المروك يخلط، سيال قاطعة الماء، كورونا تقتل، ليهود على الحدود ليبيا شاعلة ويجيك واحد عايش في فرنسا يقلك عليه الستاد أصفر، الله لا لعبت بيهم والله لا خلصت وعيب عليكم تزيدو مادة إعلامية للعدية باش يضربونا. ويزيد يقول صدقنا عليكم، عليه شكون يخلص فيكم زعمة. الله لا تربحكم والله كان عليك الاتصال مباشر برئيس الجمهورية للتكفل بالأمر في الحين، لكنهم يحبون الإساءة للوطن»!
لم تعجب حملاوي تصريحات بلماضي، التي لم تات في وقتها، حسب رأيها والجزائر عاشت عاما أسود، النيران مشتعلة، والمغرب يتلاعب. والسيال (شركة تسيير المياه والتطهير) تقطع المياه. كورونا تقتل. اليهود على الحدود. ليبيا مشتعلة. ثم يأتي أحدهم ليقول لماذا عشب الملعب أصفر. لا لعبوا ولا أخذوا أجرا. وعيب عليهم أن تشكل هذه التصريحات مادة إعلامية يستعملها الأعداء لضرب الجزائر. ويزايدون علينا بأنهم تصدقوا على الجزائريين (إشارة للمبلغ الذي جمعه المدرب من اللاعبين لشراء مكثفات الأوكسجين، والذي أعلن عنه خلال الندوة الصحافية). من الذي يدفع لكم. ويحكم. كان عليكم الاتصال مباشرة برئيس الجمهورية، الذي كان سيتكفل بالأمر في الحين. لكنهم يحبون الإساءة للوطن»!
جاء الكلام في صيغة الجمع، لكن المقصود هو المدرب جمال بلماضي. وهذه الردود أثارت حفيظة الجزائريين في مختلف مستوياتهم، وانتشر بعدها هاشتاغ «كلنا بلماضي».
ومن بين هذه الردود المغلفة بالهزل، الذي يخفي مرارة، تعليق الأستاذ الكاتب والروائي والمترجم سعيد بوطاجين: «أقترح تعيين ابتسام حملاوي مدربة للفريق الوطني، لأنه بإمكانها اللعب في المرجة والحصيدة والشعاب والوديان، برا وبحرا وجوا. جمال بلماضي هذا من الأيادي الأجنبية، لأنه ينتقد الفساد». وآخر استعمل وتر الأنوثة، ليرد عليها (بالفرنسية): «بلماضي متزوج، يعيش بين الجزائر، فرنسا وقطر، لدية عائلة وأولاد. لا فائدة من التغزل فيه». وآخر اعتبرها: «خادمة الدولة العميقة. والتكالب على المنتخب الوطني ممنهج ومقصود».
وهناك من وصف تصريحاتها بـ«الوقاحة». وكتب حسين زبيري، أستاذ علم الاجتماع: «بلماضي المشروع الأجمل على الإطلاق، الذي يريد الجزائريون أن يتكرر في مجالات أخرى، ليواجه المشروع من أزعجتها يقظة الشعب في ساعة القيلولة بكلمة «الله لا يربحكم، إن شاء الله يرفع عليك قضية بتهمة الإهانة وعندها سنرى هل سترضين بالقيلولة»؟!
وهناك من نشر صورة بطاقة اقامتها في فرنسا. وآخرون نشروا صورة لشهادة تخرجها من كلية الطب وغير المؤهلة لممارسة الطب. ولأنها عنيدة ومسنودة أكيد، ترد على كل تلك الانتقادات قائلة حسب ما جاء في صفحات عديدة، ومن بينها صفحة «فيل دي الجير»:» أنا امرأة وامرأة جميلة تغار منها الكثير من النساء اللاتي لا يستطعن (جاء بالمنشور لاتسطعن) حتى وضع اسمهن في البروفايل، لكن لا تجدن الشتم والقذف خلف أسماء مستعارة. من لا تعجبه آرائي ليس مجبرا على متابعتي، يمكنه حظري أو تغيير القناة لدى مروري، الأمر سهل جدا ومن يظنون أنهم بإمكانهم التأثير بي أو بقناعاتي اقول لهم أحلاما سعيدة. ما زلت في بداية الطريق». يبدو أن الكثير من تصريحاتها لا يمكن إيجادها عبر صفحتها الرسمية أو من خلال مقاطع فيديو، إلا إذا قامت بحذفها. وعليها وحتى لا تتسبب في تعاسة الجزائريين، أمام إسعاد بلماضي لهم، أن ترد بصوتها على ما كتب على لسانها، وترد في ندوة صحافية على ما أقام عليها الدنيا.
وأمثلة إهانة الرياضيين تتوالى، بعد الاستقبال المخزي، الذي استقبل به من رفعوا علم الجزائر وأفرحوا الجزائريين في طوكيو من رياضيي «أصحاب الهمم» من ذوي الاحتياجات الخاصة، من استعادوا خيبة «طوكيو» بالتحدي والذهب، وممن كانوا يتدربون في ظل ظروف مزرية ولم يستقبلوا بما يليق بهم ومن نقلوا في حافلات غير ملائمة لاحتياجاتهم البدنية. صعب كسر الخواطر، والكيل بمكاييل للرياضيين أنفسهم. فبينما تقدس كرة القدم، تهمش وتحتقر الرياضات الأخرى. وبينما يعمل ألف حساب لمن لم يرفعوا هممنا، تم إهمال وتجاهل من رفعوا الرايات والمعنويات للجزائريين؟!
مريم بوزيد
٭ كاتبة من الجزائر
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences