«صبرا وشاتيلّا».. المجزرة التي هزّت العالم
الشريط الإخباري :
الدستور- إعداد قسم الشؤون الفلسطينية - جمانة أبوحليمة
يُصادف اليوم الذكرى السادسة والثلاثين لمذبحة «صبرا وشاتيلا»، التي نُفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في يوم 16 أيلول واستمرت لمدة ثلاثة أيام، على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي. لكن عدد القتلى في المذبحة لم يعرف بوضوح، اذ تتراوح التقديرات ما بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين الذين ما لبثوا ان ضمدوا جروحهم في مجازر العام 48 والتي كان من أقساها مجزرتا قبية ودير ياسين، كما كان من بينهم لبنانيون أيضا.
ففي ذلك الوقت كان المخيم مطوقا بالكامل من قبل قوات الكتائب اللبنانية والجيش الإسرائيلي، الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان، أما قيادة القوات اللبنانية فكانت تحت إمرة إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ، حيث قامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم دونما رحمة وبعيدا عن الإعلام، وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات تصفية سكان المخيم العزل، كما كانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة، وقصفه بالمدفعية الصهيونية.
الاحداث والشهداء
في عام 1982 بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع القوات الانعزالية، حيث صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك. دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين وحاصرت سكان المخيم، ثم أخذ أفرادها يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره. 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
كما أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا لوكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حول 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت «لجنة كاهن». في 7 فبراير1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت. رفض أريئيل شارون قرار اللجنة، واستقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. وبعد استقالته مباشرة عين شارون وزيرا للدولة الاسرائيلية. كما تم بعد ذلك انتخابه رئيسا للحكومة وقام بمجازر غيرها في الأراضي الفلسطينية ولم يتم محاكمته رغم ثبوت التهم عليه.
أشارت تقارير عدة إلى عدد الشهداء في هذه المذبحة، ولكن لا يوجد تطابق بين التقارير بحيث يأتي الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. فقد ورد في رسالة موجهة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني أن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة. وقدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها «صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982»، عدد القتلى بـ1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.
ليشهد عليها التاريخ
وثّقها رسامون فلسطينيون وعرب
تأثر كثير من فناني العالم العربي بالمجزرة وصنعوا أعمالاً فنية خاصة بها من بينهم ناجي العلي، عبد الحي مسلم، ضياء العزاوي، سامي محمد، عدنان يحيى، إسماعيل شموط وغيرهم، وقد أصبحت هذه الاعمال توثيقا فنيا تاريخيا هاما لواحدة من أبشع المجازر التي ارتكبت وما زالت بحق الشعب الفلسطيني.
«صبرا وشاتيللا»وقبية
أسقطتهما المعارف الاسرائيلية من سيرة حياة شارون
أغفلت وزارة المعارف الاسرائيلية مجزرتي «قبية» و»صبرا وشاتيلا» من موجز سيرة حياة رئيس الحكومة الاسرائيلي الأسبق ارئيل شارون، والتي نشرتها في موقعها على الانترنت احتفاء برحيله.
وكما ذكر موقع عرب 48، فان الموجز الذي اشار الى تأسيس شارون للوحدة 101 وقيادته لها، اسقط فظائع هذه الوحدة التي قتلت العشرات في قرية قبية الفلسطينية عام 1953، وكذلك الأمر بالنسبة لمجزرة صبرا وشاتيلا التي تورط فيها شارون وغيبت لهذا الغرض حدثا تاريخيا مثل حرب لبنان التي قادها شارون خلال توليه وزارة الأمن عام 1982.
صحيفة «هارتس» التي اوردت النبأ في موقعها على شبكة الانترنت، تساءلت وساءلت وزارة المعارف الاسرائيلية عن تغييب ما وصفتها بالقضايا الخلافية من موجز سيرة حياة شارون ولم تتلق اجابة.
بالمقابل قارنت النشرة التعليمية المذكورة بين شارون والنبي موسى عليه السلام، في سياق خبه وتربيته للأغنام وتصويره كراع حداثي.
كما قارنت بينه وبين الملك داوود على ارضية رثاء شمعون بيرس له الذي شكل العمود الفقري لمنشور السيرة.