الأمم المتحدة : علـى إسرائيـل احترام الوضع القائم في القدس

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فلسطين المحتلة - دعت الأمم المتحدة، «تل أبيب» إلى احترام «الوضع الراهن» بمدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن موقفها لم يتغير بشأن وضعية المسجد الأقصى. جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في نيويورك، تعليقا على تكثيف المستوطنين اليهود اقتحامهم للمسجد الأقصى خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث الأممي: «موقفنا بشأن وضعية المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس لم يتغير». وأكد أنه «يجب احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة التي تخص الأديان كلها». ودائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب «إسرائيل».

في موضوع آخر، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، شابين في القدس المحتلة، فيما اندلعت مواجهات استهدف خلالها الشبان بؤرا استيطانية وكاميرات مراقبة بسلوان.

وأفاد نادي الأسير أن شرطة الاحتلال اعتقلت الشاب بكر عويس، بعد اعتراض مركبته في حي رأس العامود، كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب رمزي عادل صلاح من بلدة أبوديس على حاجز «الكونتينر». وشهدت بلدة سلوان مواجهات ليلية عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.

وأفاد مركز معلومات وادي حلوة، بأن مسعفا أصيب بجراح متوسطة خلال المواجهات التي أطلقت فيها قوات الاحتلال، الرصاص المعدني المعلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز بكثافة تجاه المواطنين.

وانتشر عناصر شرطة الاحتلال في أزقة حيي بطن الهوى وبئر أيوب، حيث تعمدوا تحطيم مركبات المقدسيين وإطلاق قنابل الصوت تجاه المنازل بشكل مباشر.

في المقابل، تمكن شبان من حي بطن الهوى من استهداف البؤر الاستيطانية في الحي بوابل من المفرقعات النارية. وأدت المفرقعات لاشتعال النيران في غرفة بإحدى المنازل التي استولى عليها المستوطنون. وفي حي بئر أيوب أشعل الشبان النار في عامود «كاميرات المراقبة» التابعة للاحتلال، كما استهدفوا القوة المقتحمة بالزجاجات الحارقة. وتشهد أحياء القدس مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال التي تسعى لتهجير المقدسيين وهدم منازلهم.

ورصد تقرير حقوقي بالضفة 641 عملا مقاوما في 123 منطقة مواجهة بمناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، منذ عملية «نفق الحرية» وحتى مساء الجمعة. وأحصى التقرير 193 مواجهة مع قوات الاحتلال، والمشاركة في 170 تظاهرة تضامنا ونصرة للأسرى.

وتخلل المواجهات والمظاهرات 175 عملية إلقاء حجارة، و21 إلقاء زجاجات حارقة، و5 إلقاء مفرقعات نارية، و2 عملية تحطيم أدوات أو آليات عسكرية، و13 عملية حرق أماكن أو منشئات عسكرية، وإسقاط طائرتي «درون»، و15 عملية مقاومة لاعتداءات المستوطنين. ورصد 4 عمليات طعن أو محاولات طعن، وإلقاء 8 عبوات ناسفة.

وتواصلت عمليات الإرباك الليلي ضد البؤر الاستيطانية ونقاط عسكرية للاحتلال، وبلغت 8 عمليات إرباك ليلي تركزت في بلدتي بيتا وبيت دجن بنابلس. ووفق التقرير، شهدت الفترة ارتفاعا في عمليات إطلاق النار، حيث بلغت 25 عملية إطلاق نار، استهدف المسلحون نقاط مختلفة لقوات الاحتلال، تركزت على حاجز الجلمة العسكري قضاء جنين.

وعلى الرغم من اختلاف البيئة والظروف والميدان والوسائل، إلا أن مقاتلي مخيم جنين، أعلنوا مؤخرا عن تشكيل «غرفة عمليات مشتركة»، على غرار تلك التي تم تشكيلها في غزة، قبل عامين تقريبا.

وكانت «كتائب القسام» و»كتائب شهداء الأقصى» و»سرايا القدس»، أعلنوا الأسبوع الماضي، تشكيل غرفة العمليات المشتركة، لتكون حاضرة في الدفاع عن مخيم جنين، بعد عملية «نفق الحرية»، مستلهمين بذلك تجربة قطاع غزة، خلال المواجهات العسكرية مع الاحتلال.

ووصف عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، في تصريحات صحفية، تشكيل غرفة العمليات المشتركة أنها «حركة ذكية». وقال: إن «تشكيل غرفة عمليات مشتركة للمقاومة من شهداء الأقصى، وسرايا القدس، وكتائب القسام، يؤكد أنهم في حالة استعداد واستنفار دائم، ودليل على أصالة شعبنا، وأن روح المقاومة حاضر وأن السلاح مشرع».

وقال المختص في الشؤون الأمنية، إبراهيم حبيب، لـ»قدس برس»: إن «تشكيل غرفة العمليات المشتركة يعطي مؤشرا، أن وحدة البندقية هي الأساس لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وهي التي تجمع ولا تفرق، بخلاف السياسية». وأضاف: «كتائب المقاومة في جنين، ألقت كل خلافاتها جانبا، لأنها تعتبر الخلافات السياسية مفرقة للحالة الفلسطينية، وأن حالة الوحدة الميدانية العسكرية هي الأساس، كون العدو المشترك للجميع واحد، يستهدف الجميع دون تفريق». وتابع: «هذه الصورة التي أدركها العسكريون، دفعتهم إلى تشكيل غرفة العمليات المشتركة، في ظل قرار السلطة حل الأجهزة العسكرية، وهذا تحد جديد لها لمواجهة الاحتلال وقرار السلطة، التي لا تريد أي مواجهة عسكرية». واعتبر «حبيب» أن «تشكيل الغرفة المشتركة سيجد تأييدا شعبيا كبيرا، لأنه يدعو إلى مواجهة الاحتلال، الذي يستبيح الأرض والإنسان في الضفة الغربية». وأوضح: «هذه التجربة مستلهمة من الغرفة المشتركة للمقاومة في غزة، وقد أثبتت نجاعتها، بعد خوض عدة عمليات مشتركة».

واستدرك حبيب: «لكن البيئة السياسة في غزة حاضنة للمقاومة وداعمة لها بشكل كبير، بخلاف ما هو موجود في الضفة، ولكن وحدة الإرادة والموقف وتهديد الاحتلال باجتياح جنين، عوامل مساعد في تثبيت نجاح هذه التجربة». ورأى «حبيب» نجاح «الغرفة المشتركة في جنين»، بالتصدي لأي عدوان، بأنه سيعطي «نموذجا يحتذى به في كل الضفة، ومؤشرا لفكرة جديدة للمقاومة في الضفة».

وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، نقلت عن قائد لواء «جولاني» في جيش الاحتلال «يائير فلاي» قوله: إن «المقاومة المسلحة في جنين أقوى من أي مكان آخر بالضفة، والتطورات الأخيرة مقلقة جداً لنا». وأضاف: «لا نعرف عدد الأسلحة بدقة لكن هناك مئات المسلحين موزعين على شكل فرق، منها ينقل تحركاتنا بدقة وبعضها يطلق الرصاص على الجيش الإسرائيلي من مركبات».

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، أن «جيش الاحتلال يتخوف من تشكيل غرفة عمليات مشتركة بجنين، وإطلاق نار بشكل يومي تجاه حاجز الجلمة العسكري، بالتحول الى حالة ثورية جديدة». وقال الرفاتي لـ «قدس برس»: «خصائص هذه الحالة في جنين تشير لتغيير في الطبيعة الفلسطينية في الضفة الغربية، بعد سلسلة من المحفزات للحالة الوطنية أبرزها وآخرها معركة سيف القدس وما قبلها من المشاهد البطولية، وليس أخيرا حادث نفق الحرية».(وكالات)
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences