بلادة المُسكِّن

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كل الذين يتألمون في بلادنا العربية أغلب سبب آلامهم هو السكوت على الوجع من البداية. يذهب فوراً إلى المُسكّن.. هو يريد أن يذهب الألم حتى لو بقي الألم وتضخّم وزاد؛ فالمسكِّنات جاهزة للتغطية على أي سبب وأية عِلّة..!
مع مرور الأيّام يصاب الجسد بالبلادة و بالتمسحة؛ لا يستجيب لأي مسكّن ولكن العِلّة تكبر و تفيض على كلّ جوانبها وتصبح السيطرة عليها أمراً يتطلّب كثيراً من التضحية وكثيراً من الخيارات الضيّقة و المحدودة..!
نحن أمة تجيد التسكين حتى وهي لا تشعر بالوجع المتفاقم؛ لذا تجدها تُسكِّن كي لا تسلم بل كي تتوهم أن الحياة ماشية و أن الزمن هو ما تعيشه يوماً بيوم؛ أما المستقبل فلا يهمّ إن كان مليئاً بالأورام السياسية والاقتصادية..!
لستُ مع تسكين الألم إلاّ إذا كان قبل اقتلاع السبب مباشرة ودون إبطاء؛ أما أن يتحوّل التسكين إلى تخدير ووهم بالصحة الوافرة فذاك -لعمري- هو الاستلاب والاستسلام اللذان يقودان للعبودية وإن كانت بطرق غير مباشرة..
لا تسكّنوا آلامكم؛ بل احتملوها وأنتم تقتلعون السبب أو الأسباب..!

*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences