مصر النيل والأزمة الاثيوبية
الشريط الإخباري :
حازم قشوع _الصين تسخن وروسيا تتحرك وامريكا تتاهب للتصعيد هذا هو الحال الدولي المحيط فى الاجواء الاثيوبية بينما تتشابك الاطرف المتداخلة اقليميا ضمن زاويا متضادة تبرزها حالة التحالف الايرانية الاسرائيلية والاماراتية التركية والمصرية التى غدت اللاعب الاساس فى المعادلة الضمنية المتحالفة مع بيت القرار فى القيادة المركزية الوسطى الامريكية قيما تقوم الاطراف المتشابكة بقيادة ثوار
تيغراى بالزحف والتقدم تجاه العاصمة اديس ابابا وقد استولوا على مدينتين هما كامبوشا وديسي وهما يبعدان 400 كيلو متر من عاصمة الاتحاد الافريقي التى يتوقع حصارها خلال اشهر او اسابيع قليلة قادمة فى حال استمر الامر على ما هو عليه.
ووسط هذه الاجواء العاصفة التى تنذر بوقوع اثيوبيا فى محظور الحرب الاهلية مازال الجيش الإثيوبي يعلن عن عدم رغبته بالدخول فى حرب ضد حركة تيغراى وكما تؤكد حركة تيغراى عن عدم رغبتها باجتياح اديس بابا وتعلن ايضا انها ستقوم بمحاصرة العاصمة بهدف فرض معادلة جديدة على طبيعة المعادلة السياسية الداخلية بعد الانتخابات الاثيوبية الاخيرة التى لم تشارك فيها هذه المقاطعة لا بالتصويت ولا بالترشيح وهذا ما ادى بمقاطعة تيغراي لمحاولة فرض وجودها بالقوة وهو العامل الذاتي الذى تم استغلاله فى كل القوى الدولية والقوى الاقليمية حيث قامت بدورها بتقديم الاسحلة الخفيفة و المتوسطة وتقوم بالتسابق اللوجستي والدعم الميداني بتقديم طائرات (درون) من اسرائيل وتركيا وايران حيث باتت هذه الطائرة تعتبر اللاعب الاساسي فى اشتباكات العصر الحديث كونها تقوم بالرصد والارسال والاستهداف والاستعلام وضرب الاهداف فى آن واحد.
معادلة الرئيس الاثيوبي ابي احمد تبدو صعبة وخياراته باتت محدودة فان قام بتوقيع الاتفاق العسكري مع روسيا فان رئاسته ستكون مهددة لان هذا يعتبر لدى القيادة الامريكية خطا احمر وان ابقى الامور فى مكانها وهمة بالاستقالة فان مشروع تعبئة سد النهضة فى تعبئتة الثالثة والاخيرة لن يتحقق ونهايات المشهد ستكون معروفة وخياراته بين اتجاهين فاما ان ينتصر لنفسه او ان يناصر مشروعه وليس امامه الا ان يعيد حساباته ويدخل من الباب الامريكي الناظم لمسرح العمليات ويتعامل مع المحددات المصرية التى نجحت بفرض وجودها كقوة اقليمية يجب احترامها بعد هذا الاداء الاستخباري المميز الذى قامت به مصر باحتواء الازمة والتعاطى معها ضمن مرجعيات ثاتبة وخيارات استراتيجية بينت دقتها الموضوعية فى قراءة الاحداث .
واما الطرف الاسرائيلي فانه يدخل الى مسرح الاشتباك ليس طمعا بجنى اقتصادي ضمن جملة زراعية يريد احقاقها لكنه يدخل كطرف اساسي فى معادلة يراد منها تثبيت قوة نفوذه الديموغرافي فيها الذى يصل الى 150الف يهودى تم تجنيسهم ويراد تنظيم عودهم وتمكين نفوذهم فى اطار بيت القرار الاثيوبي فاسرائيل تبحث عن نفوذ سياسي واخر عسكرى ياخذ الكعكة الاثيوبية ويتحكم بها لكن يبدو ان مصر متنبهة لهذا الجانب وتدرك ابعاده وتقوم بالتعاطي معه بموضوعية وهو الملف الذى كان حمله وزير الاستخبارات المصرية عباس كامل الى تل ابيب كما الى موسكو للوصول الى توافقات تعيد موضوع تعبئة سد النهضة الى الجدول الزمنى المصرى كونه الاصلح للجميع ومتوافق عليه دوليا وكما تعيد
رسم مناطق النفوذ للنيل ومصادره ومنابعه ومراكز نفوذه فان عودة مصر للدور الجيوسياسي المستحق يجعل من عودة الامة الى مكانتها امرا قادما لا محالة وهو ما تشارك به الدبلوماسية الاردنية وتعمل عليه فى دعم مصر ودعم مكانة نفوذها فى النيل يبقى النيل ينبض بالحياة ويؤكد على مكانة للعرب فى حفظ الامن والسلم الاقليمي والدولى .