الجامعات والتطبيع الساخن مع إسرائيل
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة _لا يلخص القضية تطبيع جامعات اردنية.. وفود اسرائيلية تشارك في مؤتمرات تعليمية واكاديمية اردنية.
موضوع التطبيع هو بحد ذاته معركة كبرى في لحظة حرجة من انقلابات سياسية تشتعل في الاقليم.
للتطبيع مع اسرائيل طبالون ومصفقون، وحاملو رايات.. وفي لحظة ما، فان من جلب الوفود الاسرائيلية الى الجامعات الاردنية رمى صنارته في بحر اردني هائج ومائج ومتلاطم الامواج.
جدار مقاومة التطبيع في الاردن كان قويا.. .. جدار المقاومة الشعبية بدا يتصدع، واسرائيل تعبر في المزاج الاردني العام لتكون مجرد وجهة نظر وليست عدوا وجوديا وحضاريا.
تسمع اصوات لشباب اردني وعربي، يسالون عن اسرائيل ؟ ولا يمانعون من الذهاب الى اسرائيل.. وطبعا اسرائيل، عرفت كيف تتوغل في الراي العام العربي.. وتشغل منصات ميديا تابعة لوزارة الخارجية والموساد الاسرائيلي ناطقة بالعربية وباللهجات العامية، وتبث سمومها وخطابها الدعائي ما بين التحريض والترويج للسلام والتعايش والعيش المشترك.
خبر التطبيع كان يقيم الدنيا ولا يقعدها.. وتتوالي ردود الفعل والبيانات النقابية والحزبية والشعبية الرافضة والمستنكرة والمنددة.. اليوم، اخبار التطبيع لا تقاوم سياسيا وشعبيا، وخبر التطبيع يمر على الاسماع كاخبار احوال الطقس وصراع كولومبيا والاكوادور على الحدود البرية، واسعار العملة الرقمية.
في الاردن التطبيع كان حريقا سياسيا وثقافيا وفنيا وشعبيا.. والمطبعون يفصلون من النقابات المهنية والعمالية، ونعرف زملاء في الصحافة خسروا عضويتهم النقابية بسبب تورطهم في نشاطات تطبيع، ومهندسون واطباء وفنانون، تعرضوا الى مساءلة نقابية.
اليوم، ينشط اصدقاء اسرائيل، ومنظرون للسلام الجديد الامريكي / الاسرائيلي، ومطبعون من الجيل الرابع، والنسخة الاخيرة، ويروجون بادوات ناعمة لسمومهم السياسية، ويتوغلون عبر شبكات اجتماعية وخيرية ليصلوا الى شرائح اجتماعية فقيرة وهامشية، ويمرروا من وراء المساعدة والمعونة الطارئة عناوين واشارات سياسية تطبيعية.
و من يدعون ان الدنيا قد تغييرت وادوات اللعبة تغييرت، وان اللغة القديمة لا تصلح مع العالم الجديد الذي يؤذن بقبول اسرائيل، وقبول الحقبة الاسرائيلية وحلفائها..وبحجة الوضعية الاقتصادية الاردنية الخانقة، والظروف المعيشية من فقر وبطالة وغياب للتنمية.
تطبيع الجامعات يكتسب خطورة، ولربما ان ردة الفعل السياسية والشعبية كانت رخوة.. وفي سياق ذلك، وفي النظر الى وقائع كثيرة فان التطبيع يجري من تحت اقدامنا، وينجرف ويسيل..، فاننا امام مفترق طرق وسياسات وتحالفات اخطر مما توقعون، واخطر مما نسمع من اخبار عن التطبيع.
معركة التطبيع تتسع اهميتها ورسائلها فيما لا يتجاوز الراهن والمستقبل والتحديات الصعبة التي تواجه الاردن.. وباتجاه ملفات كثيرة تعترض الاردن، وما هو مستهدف في الامن المائي والغذائي، وملف الطاقة والكهرباء، وملف الزراعة وملف السياحة، وملفات المستقبل الاقتصادي على اكثر من صعيد ومستوى، واسرائيل جاهزة على اجهاض وتهميش مشاريع للصالح الوطني الاردني « قناة البحرين « مثلا.
سجالات الهوية الوطنية النضالية، والحروب مع اسرائيل والمقاومة والصمود، واحياء تلك العناوين في صلب قضية مقاومة التطبيع يبدو انها ممحية من عقول ووجدان الاجيال الواعدة والصاعدة، وان الاهتمام بها يخفت شعبيا وسياسيا.
في الاردن صوت قديم، وصوت يصعب تهميشه واخفاؤه.. وهو صوت التاريخ والهوية الوطنية.. واذا ما نضالنا وجاهدنا لاحياء هذا الصوت وبنبرة حادة وصاخبة، وبما يستقيم مع تاريخ الاردن، وروحه الوطنية العربية الرافضة لاي تسويات وتصفيات للقضية الفلسطينية على حساب الدولة الاردنية، وما يروج من ادعاءات جديدة نحو سلام وتطبيع جديد.