ما هي مصيدة "الإخوان المسلمين" للمعرفة وكيف فسروا الحكم السياسي بـ "الخلافة" ..؟؟!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
سليم النجار
 بيني وهذا الزمن الإخواني الأجوف أزمنةٌ عصبيةٌ وعصَّية على التذكر والنسيان في آن، بيننا من الغرقى والقتلى والقتلة ودم الأبرياء، بيننا متاريسٌ وقصفٌ للكبار والصغار في شوارع الجهل التي رصفها الإخوان المسلمون منذ نشأتهم حتى يومنا هذا؛ شيء لم افهمه في وقته ، لم استفق بعد من دهشة الحب لوطن سليب إذ جاءت أن تولد يوم يولد شهيد.

فإصرار الإخوان المسلمين على اعتبار الحضارة الإسلامية هي الحضارة الأولى في تاريخ البشرية، وتغييب الحضارات التي سبقتها كالحضارة اليونانية والرومانية، وقادهم غباءهم المفرط في عدم ذكر أو حتى التطرق ولو من بعيد للحضارات العالمية الثمانية: الهندية والبابلية والمصرية القديمة والصينية والمكسيكية والفارسية والعربية قبل الإسلام، وهي تمثل ثقافات الشرق.

واستمر الإخوان المسلمين في غيّهم بزرع بذور الجهل في البنى الاجتماعية العربية عندما أعطوا الأولوية لعذاب القبر كنبراس للحياة، وأصبح من أولى أولوياتهم في مواجهة الغرب "الكافر"، ولم يكتفوا بهذه بالأدوار؛ فقاموا بالتلاعب بالألفاظ كلاعبي سرك مبتدئين، وفسّروا مفهوم الحكم السياسي حسب رؤيتهم العصماء بالقول أن: "الخلافة" هي الطريق القويم لحكم الرعية، وأن مفهوم الدولة من أعمال الكفرة. وتناسوا أن الدولة صورة للشعب وصنيعة الحضارة التي هي شخصيتها المميزة لها، وفلسفتها الخاصة في الحياة. وهذا التمييز ما هو إلا الاستحالة لقيام تفاهم بين الحضارات وبالتالي يصبح أمراً عسيراً، لأن الحضارات دوائر مستقلة عن بعضها البعض؛ إذ لكل حضارة فكرها وعواطفها وانفعالاتها الخاصة وإرادتها وشعورها وموتها الخاص بها،

 قد تستعمل الحضارات نفس المفاهيم والكلمات والنظم، إلا أن معانيها تختلف من حضارة إلى أخرى، فكلمة القانون والديمقراطية كلمات مشتركة، إلا أنّ مدلولاتها تختلف من حضارة إلى أخرى. وكل حضارة تشبه الكائن العضوي تمام الشبه، فتاريخ كل حضارة هو تاريخ الإنسان والحيوان أو الشجر سواء بسواء، ولهذا فهي تمر بنفس الأدوار التي يمر بها الكائن الحي أبان تطوره، فكل حضارة لها طفولتها وشبابها ونضجها وشيخوختها، والسؤال الذي يتولد من هذا السياق؛ هل نستطيع تطبيق هذا المنهاج على الحضارة الإسلامية التي يُرّوج لها جهلة العصر المتمثلين في الإخوان المسلمين؟ وإذا ما واصلنا خطيئتنا حسب تصورهم في وضع الأسئلة (لأن ثقافة الأسئلة حسب تصورهم هي رجس من عمل الشيطان):

 أليست الحضارة تمر في مراحل حياتها بتعاقب الفصول الأربعة؟ حيث تُمثٍل مرحلتي الربيع والصيف طور الفاعلية والتقدم والنضج، أما مرحلتا الخريف والشتاء فتمثلان طور الجمود والتدهور. ومن أكثر الخطايا التي يرتكبها الإخوان المسلمين وما أكثرها، اعتبار التاريخ يتطور تطورا أفقياً كخط أفقي، وإنه مسرح لخزعبلاتهم وفتاويهم السوداء، وكما أنه أي التاريخ اجترار للماضي، وإعادة استهلاك إمكانياته. هذا الخيال المريض للإخوان المسلمين، الذي جعلهم يرفضون كل خيال تفسيري يرتبط بعمليات الخلق والاستشراف والانفتاح، وينحازون بشكل جنوني لكل خيال قائم على الأحاديّة وقداسة نصوصهم في تشكيل رؤيتهم للحياة، القائمة على عقاب الذات والتطهر من كل معرفة تنقض أفكارهم.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences