فكر الإخوان المسلمين سقط متاع فكر الأكاذيب ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
سليم النجار 
كأمس إلتقينا وفي الصدر شوك وطرفي رماد٠ 
أرتب في لحظة التيه ما كان أو ما يكون٠
فكرة من تلك الوجوه التي تراها فيشتعل القلب بوميض ينير أمامك الطريق، ويحملك إلى دروب تعبق بالإسئلة الخفية٠ هكذا كان ومازال حالي مع" فكر الإخوان المسلمين" الذين مارسوا ابشع انواع التضليل، وتكريس فكر ظلامي في حياتنا اليومية٠ وقد انشغلت منذ فترة بقراءة الميراث التنويري الذي تركه الأعلام في عالمنا العربي، كطه حسين، واحمدلطفي السيد، ومصطفى كامل، ومحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وصولاً إلى محمد حسين هيكل،  طبعا لا يمكن نسيان قاسم أمين الذي كان حلمه إنشاء الجامعة المصرية التي تأسست عام ١٩٠٨، وجهوده في الكتابة عن تحرير المرأة قبل نهاية القرن التاسع عشر، وعن المرأة الجديدة مع العام الأول من القرن العشرين، وكلها عوامل تولّدت معها أفكار استنارة أدّت إلى ثورة ١٩١٩ في مصر، وإلى الوصول بحرية الفكر إلى المدى الذي لم تصل إليه من قبل٠ 
في هذه الأجواء التنويرية برزت جماعة ظلامية، تُبشر بأفكار بالية قادمة من قبور أزمنة غابرة، تزعم هذه الردّة الفكرية حسن البنا، الذي عُرف في أدبياتهم بالمؤسس لهذه الفئة الجاهلة التي تعتبر سقط متاع من عنوانها، فهذه الجماعة خرجت من جحورها كالفئران الجائعة تريد قرض كل ما كان سائدا من أفكار تنوير آنذاك، كرفضهم فكرة الدولة المدنية واقترانها بحرية الفكر وحق العقل، كل عقل في الانفتاح على كل نتاج العالم المتقدم والإفادة منه، بعد وضع منجزاته الفكرية موضع المساءلة، وعن أهمية اقتران السعي إلى تاسيس الدولة المدنية بتأسيس معاني وقيم التسامح والتقدم، والإعلاء من شأن العقل على النقل، والاجهتاد على التقليد، والتسامح على التعصب٠ 

هذا الحراك الفكري التنويري رفضه الإخوان المسلمين شكلاً ومضموناً، وقدموا رؤيتهم كجثث هامدة في مستنقع راكد، كرفصهم الدولة المدنية، واستعاضوا عنها" بدولة الخلافة" التي تم توظيفها من قبل أباطرة العثمانيين في مراحل متأخرة من حكمهم العتيد، وكان التوظيف لتغطية إنكسارهم أمام الغرب الصاعد آنذاك، الذي بدأ يلتهم اجزاءا كبيرة من الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم٠ واثناء وهجهم الأسود- الإخوان المسلمين- في فترة الثلث الأول من القرن الماضي، حاربوا فكرة أن تكون المرأة إنسانا، وأصروا على أن تكون سقط متاع للذكر، مستفدين من الأرث البالي والكاذب الذي يعشش في تراثنا العربي الإسلامي٠ وكما مارسوا أكبر عملية تزييف وزيف في رفضهم فكرة الدولة المدنية، ونادوا بقيام دكاكين اللحى الطويلة كإستعاضة عن الدولة المدنية، وأصبح جُل إهتمام هؤلاء كيفية ممارسة" الرجولة" في غرف النوم مع النساء، اللواتي أمسين في فكرهم الظلامي سلعة رائجة لعقدهم النفسية٠ 
وخشخشت همهم كصوت واهن، في محاربة كل فكر ينادي بأهمية الإجتهاد وإحترام العقل الذي يعتمد على التفكير، واعتبروا هذا العقل كافر وزنديق يستحق سحله في أقبيتهم السوداء٠ 

ولا أحسبني أجاوز الصواب لوذكرت بعض ما كتبه الشاعر العربي السوري الساخر محمد الماغوط في ديوانه( البدوي الأحمر- من آخر إصدارته- ٢٠٠٦)٠وفهو في هذا النص يصوّر جسده، وعلاقته هو به وعلاقة الناس بهذا الجسد أيضًا من خلال سؤالهم عن أحواله٠ كان كل من يمرّ به، يقف أمامه ويتفحصه كلوحة مسمارية، بسبب ملامح الفناء والاحتضار الواضحة عليه٠ يقول في النص المذكور:" سنين طويلة/ لم أرى وجهي في مرآة/ أو جسدي في حوض/ ولم أتنشّق زهرة/ ولم ألمس رسالة/ أو أتامل سحابة/ أو أسمع عصفورًا/ ٠٠٠٠ " ( ص٢٦٦) أليس وصف الشاعر الساخر محمد الماغوط ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين٠ الذي علمهم في هذه القصيدة ترك أعضاءهم الجسدية تعبّر بحرية، بدلاً من حبسها في شهواتهم المريضة٠
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences