"الإخوان المسلمين" .. كومبارس الظلام واصحاب الشذوذ الفكري لا يغرنك مظهرهم
الشريط الإخباري :
سليم النجار
قلت لنفسي مستسلماً لأفكاري: هذه الزهرة نسيت أن تكبر حدّ الذبول لتعدو خلف أقرانها وترحل، بقيت ترواغ الحياة كمقاتل شرس وهي ثابتة تصارع الوحدة والعزلة وسط أجواء السكون الشتوي الشاحب حولها ٠٠٠!
ويبدو انها سمعت ما يجول في خاطري٠ لأني سمعتها تحدثني٠٠٠!
نعم تحدثني٠٠ وهي تقول لي:
- ما بالك تحدق بي مندهشاً؟ هل أبدو لك شرسة محبّة للحياة؟ لا يغريك مظهري٠٠٠ إنه مظهر لفلسفة الكومبارس والظلام الذي يحيط بي٠٠٠ فأنا اعلم أن هذا الحضور حضور قاتل، كحضور أفكار الإخوان المسلمين التي تنتشر في اصقاع الدنيا سمّها كما شئت، فلكل شيء نهاية٠٠٠ وعما قريب سوف تسأل عيناك عني فلن تجدني٠٠٠! فلن يطول الأمر حتى أجف واترنحّ، مادامت الأفكار الإخوانية تنمو حولي وفي مجتمعاتنا كالفطريات٠٠٠ ودون إدراك خطورتهم٠٠٠
كان مُؤسسهم حسن البنا يرى الإسلام قائم على مفهوم ينم عن جهل كبير بالإسلام كقوله أن الإسلام" المصحف والسيف"، ولانعرف من أين استنبط هذا القول والمفهوم؟ فلو قلنا على سبيل المثال هل الإسلام دخل على الصين بما ذكره البنا؟ ولكن ما عرفناه وقرأناه من كتب التاريخ أن اهل الصين دخلوا الإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين بحسن معاملتهم وصدقهم وقتها تساءل اهل الصين من علمكم هذه الفصائل؟ فكان الرد إنه الإسلام، فأقبل اهل الصين على هذا الدين٠
ولكن أعود واقبل جدالا بأن الإخوان المسلمين استنبطوا من مفهوم السيف اسم مجلتهم الأولى" النذير" التي كانت تعبر عن عواطفهم الدفينة الدالة على الشذوذ الفكري، فهل يُعقل من يريد دعوة الناس للصلاح يختار لهم هذا الإسم المنفر؟ الذي يحتوي في مضامينه التهديد والوعيد!
كل ما في الأمر أني أتساءل عن العلة التي من آجلها وصف حجتهم بالمنطقية، عندما يطالبون بكل مناسبة الدول العربية بتطبيق الشريعة الإسلامية وإتخاذ إجراءات" لأسلمة المجتمع" وأعيد سؤالي صانعا دليلاً دون وصفهم بالعجز والبلاهة، وإنما ان حدسهم الفياض الذي ينم عن حقد على المجتمع، أغناهم عن التفكير بشكل منطقي، هل كان الرسول عليه السلام منفرًا يكفر المجتمع الذي عاش بين ظهرانيه على الرغم مما عانى منه من صلف في بداية دعوته؟ أليست دعواتهم تعبر على أوهامهم العقيدية؟
ومشكلة الإخوان المسلمين أنّهم يرون المجتمع" المسلم" أو" السوي" هو المجتمع الذي يُعاد تعريفه وفق شرطهم وعلى شاكلتهم وبما يرتقي لمستوى معرفتهم وفكرهم ورؤيتهم!
ومن أكثر الممارسات التي يمارسوها الإخوان المسلمين التدليس على الوعي الإنساني، حول مفهوم تسمية أنفسهم" الجماعة" على اعتبار ان هذه التسمية جاءت من رحم العهد النبوي، وفي حقيقة الأمر أن مفردة" الجماعة" من الناحية التاريخية الأقدم استعمالاً وإن يكون من الناحية السيمانطيقة الأقل وضوحًا٠ فهناك إشاراتٌ إلى استعماله من جانب قريش في مواجهة النبي عليه السلام بالقول إنه فرّق جماعتهم٠
وهذا التدليس الذي ابتدعوه الإخوان المسلمين، يمكن إعتبارها نظرية خاصة بهم يقرأون التاريخ العربي الإسلامي والسياسي، ويغفلون عن جهل خلاّق أن التاريخ لا يخضع لقوانين لا علاقة لها بما نادى به الفلاسفة والعقائد والحركات الشعبية التي تلبس الرداء الديني المغالية، على وجه الخصوص في أفكارها اتجاه الإنسان كائن غرائزي غير قابل للتحضر، إلا من خلال وصفاتهم العقدية٠
وكما إنهم غالوا في تدليسهم بتحويل القرآن والنص الإسلامي إلى بناء عقلي يفسر كل شيء حسب معتقداتهم الخاصة فيهم، على عكس" الخوارج" والشيعة الأوائل فقد اتجهوا إلى تكوين حزب سياسي، والجهمية والمعتزلة فقد حولوا دينهم إلى لاهوت عقلاني جامد٠ وفي جميع الحالات فإن غالبية المسلمين بقيت خارج هذه المنظمومات، وإذا كانوا المسلمون في أكثرهم لم يستطيعوا دخول هذه الجماعات لعدم انطباق شروط هؤلاء العقلانيين عليهم!
يمكن القول إن جماعة الإخوان المسلمين، جماعة غير اجتماعية بالمعنى المعاصر والحديث، ويميلون إلى العزلة والوحدة والهامشية! إنهم كومبارس الظلام!