تداعيات التضاد فى أوكرانيا
الشريط الإخباري :
لن يكون خروج القوات الروسية من أوكرانيا كالدخول اليها تلك هى الجملة السياسية التى يتوافق عليها بيت القرار الاممي كما كل الاوكرانيين فالحرب كما هو متوقع ستكون طويلة والمقاومة الاوكرانية ستكون عنيفة ومسرح الاقتتال سيحمل اشتباكات شوارع فى ظل مناخات الوحدة الشعبية التى بدات تظهرها مناخات التفاف الشعب الاوكراني حول رايته وقيادته حتى اخذت تشكل هذه الارادة روافع حافزة لشرف الدفاع عن اوكرانيا والذود عن استقلالها بمواصلة التصدى للاحتلال الروسي .
وهذا ما يعنى ان المقاومة الشعبية الاوكرانية ستعمل على مقاومة المحتل الروسي بكل الوسائل والسبل وهو ما يعنى ايضا ان أوكرانيا ستشكل نموذج افغانستان المضطربة لكن بحلة جديدة وستبدا الامدادات العسكرية واللوجستية تقدم للمقاومة الاوكرانية من الغرب الاوروبي وكما ستقوم الولايات المتحدة بارسال المساعدات العسكرية كما ينتظر ان تستقطب المقاومة الاوكرانية موجات من المناصرين من اوروبا كما من الدول المجاورة المناوئة للاحتلال الروسي لاسيما من المعارضة البيلاروسية ومن ولايات اسيا الوسطي التى تسعى لتكوين الناتو التركي والجمهوريات الاخرى التى تسعى للاستقلال عن روسيا فى ولايات القفقاز وهو ما دعا الزعيم الشيشاني احمد حاجي قادروف امام 15 الف من مقاتلية وانصاره بارسال رسالة تقف حاجزا امام اهالى جزيرة القرم ذات الاغلبية المسلمة التى تتطلع لتاخذ حكما ذاتيا بدعم من الاتراك .
ولعل المقاومة الاوكرانية بزعامة زينالسكي التى بدات تستقطب اهالى القرم والدعم المحدود من الاتراك كما من المعارضة البيلاروسية والنصرة اللوجستية من المحيط الاوروبي الروماني والبولندي بدات هذه المقاومة تكون اكثر قدرة على الثبات وهى قادرة على الصمود امام موجات التدفق للجيس الروسي وهو ما يؤكد ان المعركة ستكون طويلة وان دخول روسيا لاوكرانيا ليس كالخروج منها وهذا ما يجعل الكثير من المحللين يتوافقون على استخلاص محدد مفاده يقول ان ما يحدث اشبه ما يكون بحرب استنزاف للقوات الروسية وان الدب الروسي وقع فى شرك اوكرانيا وان كان قد اقدم على احتلالها بعد ما بدات الدول التى كان يظنها حليفة باعادة صياغة مواقفها وشرعت باعادة بناء حساباتها بناء على المستجدات السياسية من المحيط الدولي وميزان الاحداث القادم من ميدان المعركة .
وهذا ما بدا واضح عندما اوقفت ايران ارسال النفط بعد ما اعلنت سوريا عن موقفها المؤيد لروسيا الذى تمثل باعلان الرئيس بشار الاسد اعترافة بالاقاليم المستقلة فى دونباس وكما اخذت تركيا والمانيا مواقف ضمنية مشابهة فى مسرح الاحداث وهو يشير ايضا ان رياح المشهد العام لا تسيير باتجاه سفن القيصر بوتن بل على عكس ما يشتهي .
والسؤال الذى يطرحة نفسه هنا هل ستسمح تركيا بهجرة مليشيات داعش والنصرة من سوريا باتجاه أوكرانيا والقرم على الرغم من ممانعة سوريا لذلك ؟! وهل ستكون القرم محطة نزال بين القوات الروسية المدعمة من الشيشان ومليشيات داعش والنصرة ؟! فان حدث هذا فاننا امام سيناريو يؤكد ان مسرح أوكرانيا لن يختلف عن مسرح افغانستان عندما تم تسليح القاعدة وطالبان فى حينها بعتاد من الولايات المتحدة وبدعم من الدول العربية فان رقعة الشطرنج وان تبدو واحدة لكن ادواتها مختلفة وان كان العقل المحرك يبقى واحدا فان مصيدة اوكرانيا لا تبدو مغايرة عن تلك. التى حصلت فى افغانستان .