الانتصار في اوكرانيا
الشريط الإخباري :
سعيد الصالحي
الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا بالنسبة للعالم العربي لا يختلف كثيرا عن مشاهدة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا بين أي فريقين أوروبيين، فكل الأحداث التي تحيط بعالمنا العربي سواء، حيث أننا لا نجيد سوى دور المتفرج، وبالطبع لا تحلو الفرجة بدون الاستوديوهات التحليلية والترجمة الفورية من مختلف اللغات واستضافة الخبراء لتصديع رؤوسنا بالكلام الذي لا نجيد سواه وعلى ما يبدو أننا لن نتقن سواه.
بالطبع لا بد من الاهتمام ومتابعة كل ما يجري حولنا في العالم لأننا ربما نكون جزءا منه، ولكن أليس الاحرى بنا أن نلتفت لشؤوننا الداخلية المحلية؟ و الاهتمام بما يخص محيطنا الحيوي؟ فمعظم صفحات التواصل الاجتماعي الشخصية تتحدث وتتندر وتنحاز لطرف ضد طرف في هذه الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وصار معظمنا خبراء في السياسة والعسكرية والعقوبات الاقتصادية وبعضنا عاد مسرعا إلى خزانة جده ليغسل ويكوي العلم الاحمر المزين بالمنجل والمطرقة.
ما أقل حيلتنا وما أكبر خيبتنا! ماذا سيتغير علينا أن انتصر هذا الطرف أو ذاك؟ أم اننا اشتقنا لقراءة فصل جديد من حروب الشرق والغرب؟ فلطالما تعودنا أن يتصادم الروم والفرس في بلادنا وان ننحاز لهذا أو لذاك وندعو في اعماق انفسنا اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، وكنا دائما وما زلنا نُضرب ولا نخرج إلا خاسرين، وما زلنا نكرر الفعل ذاته ولكن باستخدام منصات التفنية الحديثة الرقمية التي وفرها لنا الظالمون.
إن كل ما يهمني في هذه الحرب هو سلامة ابناء بلدي في اوكرانيا والحفاظ على انجازاتهم وتامين عودتهم إلى ذويهم، فيجب على وسائل اعلامنا ان تحدثنا عما يخصنا هناك وان تبرز لنا الجهود الحكومية الضخمة التي تبذل كل يوم وكل لحظة لاستعادتهم وتأمينهم، وان توضح لنا الحكومة الحلول التي ستقدمها لهم وكيفية مساعدتهم على تجاوز مشاكلهم حين عودتهم، حتى يفخروا بوطنهم ويشعروا بقيمتهم، هذا ما على حكومتنا واعلامنا التركيز عليه، وعلى حكومتنا ان تنظر بقلق على رعايها هناك أولا قبل القلق على الآخرين.
حمى الله اخواننا وأهلنا المتواجدين في أوكرانيا، ونسأل الله ان ندرك جميعا أن عودتهم سالمين إلى ذويهم هي انتصارنا.