روسيا تطلب من سكان كييف إخلاء منازلهم
الشريط الإخباري :
حذرت روسيا سكان كييف الثلاثاء، من البقاء في بيوتهم وأمطرت مدينة خاركيف بالصواريخ، في الوقت الذي كثف فيه القادة العسكريون الروس قصف المناطق الحضرية الأوكرانية، في تحول لأساليبهم القتالية بعد توقف هجومهم الذي بدأ قبل 6 أيام.
وقال مسؤول أميركي إن رتلا من المدرعات طوله عدة كيلومترات يستهدف كييف لم يحقق أي تقدم صوب العاصمة خلال الساعات الماضية، وتوقف في مكانه بسبب مشكلات لوجستية ونقص في الطعام والوقود، ومن الممكن أن يكون بهدف إعادة تقييم أساليبه القتالية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تعتزم قصف أهداف في كييف تستخدمها الأجهزة الأمنية الأوكرانية. وطلبت من السكان المقيمين بالقرب من هذه المواقع إخلاء منازلهم، لكنها لم تنشر معلومات عن أماكن هذه المواقع في المدينة التي يسكنها 3 ملايين نسمة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متحدثا في مجمع حكومي يخضع لحراسة مشددة في كييف، إن على روسيا "التوقف أولا عن قصف الناس" قبل أن تحرز محادثات السلام أي تقدم.
وحث زيلينسكي في مقابلة، أعضاء حلف شمال الأطلسي، على فرض منطقة حظر طيران لوقف القوات الجوية الروسية، وهو أمر يستبعده التحالف العسكري.
وبينما كان زيلينسكي يتحدث، غير حليق الذقن ويرتدي زيا عسكريا بسيطا، وردت أنباء تفيد بأن صاروخا روسيا أصاب برجا تلفزيونيا بالقرب من موقع نصب تذكاري للمحرقة النازية (الهولوكوست) في كييف، مما أسقط 5 قتلى.
وقال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنطون هيراشتشينكو، إن الضربات الصاروخية على وسط خاركيف قتلت عشرة أشخاص على الأقل وأصابت 35 آخرين. وقتلت ضربات مماثلة وأصابت العشرات في اليوم السابق.
وقال زيلينسكي، الذي تحدث أيضا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن لنصف ساعة عبر الهاتف، إن القصف المدفعي الذي تتعرض له خاركيف، التي يسكنها 1.5 مليون نسمة، يصل إلى حد "إرهاب دولة".
تنظيم سيء
وفرض الغرب عقوبات شديدة على روسيا لعزل اقتصادها عن النظام المالي العالمي، مما دفع الشركات إلى وقف مبيعات وقطع علاقات والتخلي عن استثمارات بقيمة عشرات المليارات من الدولارات.
وبعد قرابة أسبوع من تدفق القوات الروسية على أوكرانيا عبر الحدود، فشلت روسيا في الاستيلاء على مدينة أوكرانية كبيرة واحدة بعد أن واجهت مقاومة شديدة.
وقال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون العسكرية الروسية في مركز ولسون بواشنطن العاصمة، على تويتر "بالنظر إلى العملية الروسية حتى الآن، فإنهم يواجهون مشكلات هائلة فيما يتعلق بالأمور اللوجستية والاتصالات. ويبدو الجهد برمته بالغ السوء من الناحية التنظيمية".
ويخشى العديد من المحللين العسكريين الغربيين أن تلجأ روسيا الآن إلى أساليب تقوم على قصف مكثف للمناطق المأهولة قبل محاولة دخولها.
وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "أحد أسباب توقف الأمور على ما يبدو شمالي كييف هو أن الروس أنفسهم يعيدون حشد صفوفهم ويعيدون التفكير ويحاولون التكيف مع التحديات التي يواجهونها".
وأضاف أن الروس لم يفاجئهم فقط حجم المقاومة الأوكرانية بل أيضا ضعف الروح المعنوية بين جنودهم الذين استسلم بعضهم دون قتال.
ولا يزال لدى روسيا المزيد من القوات التي يمكن أن تدخل المعركة، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه إدانة عالمية وعقوبات دولية بسبب إجراءاته التي بددت سلام أوروبا في فترة ما بعد الحرب الباردة.