حقيقة إضراب المعلمين
الشريط الإخباري :
عبدالله المجالي
إضراب المعلمين يدخل أسبوعه الثالث، ولا مؤشرات حتى الآن تدل على ضعف إرادة المعلمين، أو شق صفوفهم، بل على العكس فالإضراب يدخل أسبوعه الثالث بذات الزخم الذي بدأ به قبل أسبوعين.
الإضراب لم يتوقف على عدم إعطاء الحصص، بل امتد إلى وقفات حاشدة شارك فيها آلاف المعلمين.
نتحدث هنا عن شريحة صادقة تمثل الأردنيين كافة؛ من شمال البلد إلى جنوبه.
لا يتصور أن يجتمع كل هؤلاء الذين يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة دون أن يكون هناك دافع حقيقي لهذا التحرك.
أخطر ما في إضراب المعلمين أن يقتنع صاحب القرار ببعض التحليلات الساذجة التي تلقي باللائمة على بعض التيارات السياسية، وأنها خلف كل ما يجري!
تحليلات كهذه يمكن أن نفهمها في سياق المعركة الدائرة لشيطنة والتحريض على مجلس نقابة المعلمين في سبيل الفت في عضدهم؛ للتنازل والتراجع عن مطالب المعلمين، وفي سبيل فض المعلمين من حولهم؛ كونهم يمثلون أجندة تيار سياسي معين، وليس أجندة المعلمين، لكن لا يمكن أن نستوعب أن تكون تلك التحليلات هي قناعة لدى صاحب القرار، ونرجو أن لا تكون كذلك.
إصرار المعلمين على مطالبهم بتحسين أحوالهم المعيشية ناتج عن تراكم الفشل الحكومي في نشل المواطن الأردني من الضائقة الاقتصادية التي يعيش فيها منذ سنوات. وناتج عن عدم الثقة بالحكومات والنخبة الحاكمة، وناتج عن شعورهم بالظلم وانعدام العدالة.
إضراب المعلمين تعبير عن احتقان شعبي يتزايد ضد الأوضاع الاقتصادية الحالية، وهذا يرتب على أصحاب القرار دراسة حقيقة إضراب المعلمين وخلفياته؛ لأنه يشكل جرس إنذار مبكراً لمدى خطورة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن الأردني، أما التعامل مع الإضراب على قاعدة التحليلات الساذجة فستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.