شيرين أبو عاقلة باتت ضحية النزاع الذي غطته طوال حياتها ومقتلها سيهز الائتلاف الحكومي الإسرائيلي

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
نشرت مجلة "إيكونوميست” تقريرا عن استشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بعنوان: "موت في جنين: قُتلت شيرين أبو عاقلة وهي تغطي مداهمة إسرائيلية”، مشيرة إلى أن الصحافية التي غطت النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني باتت آخر ضحاياه.

وأضافت أن اللحظات الأخيرة من حياة شيرين مثل بقية حياتها، سجلتها لقطات إخبارية صارخة. سبع طلقات ترن، يتسلل المصور ليظهر امرأة في سترة واقية مكتوب عليها "صحافة” ملقاة على التراب، ورجل يحاول مساعدتها، لكنه يتراجع بعد طلقة أخرى. وعندما ينجح في النهاية في رفع جسدها الضعيف، بدا من الواضح أنها لم تكن تستجيب، فواحدة من أشهر الوجوه الإعلامية تحولت إلى جسد دموي محطم.

قُتلت مراسلة قناة الجزيرة القطرية في 11 أيار/ مايو، عندما كانت في جنين بالضفة الغربية لتغطية اقتحام إسرائيلي للمدينة. وقال عدد من شهود العيان ووزارة الصحة الفلسطينية إن الجنود الإسرائيليين هم من أطلقوا النار عليها.

وأشارت المجلة إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، حول أن أبو عاقلة قُتلت "على أقرب احتمال” برصاص مسلح فلسطيني. ومن أجل تقديم أدلة، قامت وزارة خارجيته بمشاركة لقطة من 15 ثانية، أظهرت رجلا مقنعا يطلق النار في زقاق. ولم تظهر اللقطة وقت التصوير وما الذي كان يصوب عليه. وبدا وزير الدفاع، بيني غانتس غير متأكد لاحقا.

وقالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بيتسيلم” إن اللقطة صُورت من على بعد 300 متر، بعيدا عن المكان الذي سقطت فيه أبو عاقلة. وقال علي السمودي، زميل الصحافية في القناة، والذي أصيب أيضا، إنه لم يكن هناك أي من المسلحين الفلسطينيين قريبا منهم. وقال بينيت إن إطلاق النار "لم يكن يميز ولا يمكن السيطرة عليه”، وفي سلسلة من اللقطات، سُمع صوت وابل من الرصاص بعيدا، لكن الطلقات التي صوبت على الصحافيين كانت أعلى صوتا وتبدو تحت السيطرة وانطلقت من بندقية واحدة.

وبدأت أبو عاقلة عملها بالجزيرة عام 1997، وأصبحت واحدة من أشهر مراسليها. وقال الكثير من المراسلين العرب وخاصة الصحافيات، إنهن تأثرن بها. وكمقدسية مسيحية، فقد كانت ذات حضور طاغ في الضفة الغربية. وهذا يعني رحلات متعددة إلى أماكن مثل جنين، التي قام فيها الجنود الإسرائيليون وعلى مدى الأسابيع الستة الماضية بسلسلة من العمليات العسكرية الليلية لاعتقال فلسطينيين. ووقعت عمليتان في إسرائيل نفذهما شبان من محافظة جنين.

وقُتل منذ آذار/ مارس 19 إسرائيليا و30 فلسطينيا. وكانت أبو عاقلة الثامنة التي تقتل في مخيم جنين، ومن بين الضحايا أيضا، محمد زكارنة (17 عاما) الذي استشهد عندما كان يبحث عن والدته وشقيقه. وليس غريبا أن يتم الاحتفال بالمقاتلين الذين يعتبرون أبطالا. وطليت جدران الأزقة بصور الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة لحركة الجهاد الإسلامي التي تهيمن على مخيم جنين.

وتقول المجلة إن حادثة قتل شيرين ستهزّ الحكومة الائتلافية المكونة من 8 أحزاب في إسرائيل. وفقدت الحكومة الأغلبية في الكنيست الشهر الماضي عندما انشق عضو في حزب بينيت. وكاد الحزب الإسلامي المحافظ "القائمة العربية الموحدة” بقيادة منصور عباس أن يخرج من الحكومة على خلفية المواجهات في المسجد الأقصى.

وقال عباس إنه يرغب بالبقاء في الائتلاف الحكومي حتى يحقق بعض المكاسب للعرب داخل إسرائيل. وفي 11 أيار/ مايو، أكد أن حزبه لن يدعم تحركا من المعارضة لحل الكنيست. إلا أن أحداثا مثل مقتل أبو عاقلة، قد تجعل البقاء في الحكومة أمرا صعبا له.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences