صيف يا صيف والزمن الجميل " نبيل عماري "..
الشريط الإخباري :
لوح يا صيف رجعتنا قريبة في سبعينات وستينات القرن الماضي كانت الأذاعة الأردنية تواكب الحدث بالفصول الأربعة خاصة برنامج لقاء الظهيرة والذي يقدمه الرائعان محمود ابو عبيد ونبيلة السلاخ بتغير رتم البرنامج من الدنيا ربيع والجو بديع إلى صيف يا صيف وإذا الشتاء هو انكفاء للداخل بين دفىء وصوف وصوبة والربيع فرح وشمس دافئة وطبيعة جميلة ونساء يخرجن للعتبات في تنقية رز وعدس ودلات قهوة وسواليف حتى يأتي الصيف بحرة وطول نهارو وليل سهرو الصيف في الزرقاء وبقية المدن والقرى الأردنية واسع حسب قول المثل «بساط الصيف واسع». ولعل أبرز مظاهر الصيف في اواخر الستينيات وبدايات السبعينيات هو نفض بقايا الشتاء وذلك بما يسمى بالتصيف حيث تغسل السجاجيد والحرامات وتنشر ومن ثم تخبأ لموسم قادم، وكذلك الملابس الصيفية تًخرج من مكامنها وهو ما يسمى بالتعزيل بالبيت عامة. فالصيف يعني عطلة لطلاب المدارس مع انتهاء السنة الدراسية، وظهور طائر أبو سعد في سماء الزرقاء والذي كنا نشدو له أبو سعد وراك الحية والذهاب للحصيدة في بلدتي الحصن لجلب محصول السنة بواسطة «ترك» يقوم بتوزيع شولات القمح أبو خط أحمر لأهلي وأبناء العمومة اللذين يسكنون بالزرقاء لغايات المونة فقد كان الكثيرون من أبناء الزرقاء لم تأخذهم المدنية وبقوا فلاحين. وفي أثناء الحصيدة وحسب قول الفلاحين إن الصيف والحصاد يبدأ مع «ضو الحصادين» تلك الحشرة الطائرة التي تظهر بعد الغروب مباشرة، ويكون القسم الخلفي منها مضيئاَ، وكذلك ظهور القمر بدراً ما يسمى بقمر الحصادين وصوت صرصور الليل والذي كنا نسمعه بالحصيدة وفي الزرقاء خاصة خلال الليل الشديد الحرارة. ومع بدايات الصيف بالزرقاء تلك المدينة الصغيرة بحجمها وعدد سكانها فالكل كان يعرف بعضه بعضا يتغير كل شيء بالزرقاء عربات الهريسة والفول النابت والكيكس تتغير ، ليدخل بائعو البوظة أو الأيمة في الجو، وتدخل تلك العربات المزركشة ببسكوت البوظة الملونة والموضوعة بشكل قوس حول العربة، وصياح البائع أيمة بوظة وبعده يأتي بائع الأسكيمو بثلاجته الصغيرة وهو يصيح أسكيمو أسكيمو ومعه صندوقان صندوق لبيع الأسكيمو وتباع بتعرفية وصندوق لبيع البريمو وهو مزيج من الأسكيمو والبوظة ومحشو بالفستق السوداني ومن أهم انواع البوظة بوظة شركة الأنتاج بنوعيها العادية والكلاسية وشركة ديربي بتوعات البوظة واسكيمو زيدان بلونه الأحمر وجميعهم موجودون بعوجان بمدينة الزرقاء أما مواسم الخضار والفاكهة فتكون حاضرة بقوة، فالحمص والذي يكون أول نتاجات الموسم الزراعي، وما يكاد ينضج حتى يصبح للأكل إما نيئاً أو مشويا بالفرن بعد الفرط، ولكن الأغلب كان يشتري الحاملة من البائعين المتجولين يضعون بضعاتهم على سدور والحاملة ملمومة بضمم ومشوية مع صياح للبائع «حاملة يا ملانة» . فخيرات الصيف متلاحقة من الكرز الأخضر الجرنك وكذلك اللوز الأخضر بأنواعه عوجا وفرك ومخملي والكرز الأحمر والمشمش بأنواعة والدراق والخوخ المعطر وصياح البائعين خوخة للدوخة وكذلك التفاح السكري ووالتفاح الأخضر ويعمل منه العنبر الأحمر وترى سدور ممتلئة بالعنبر وصياح البائعين عنبر الشام يا عنبر ، أما البطيخ فهو الأكثر استهلاكاَ خاصة مع الجبنة البيضاء والعنب مع اللبنة المدحبرة والشمام بأحجامه الكبيرة والذي كان يزرع بعلاً ويسمى حروش وهنالك الفقوس والجعابير . فالصيف لغة المواسم وطريق المونة من ملوخية وباميا وبندورة تجفف أو تعصر وكذلك كميات الليمون التي عصرت في موسم الشتاء تتحول لشراب بيتي منعش لأيام الصيف الحارة بعنوان الليموناضةيتبع..