المستعمرة تظهر مجدداً على حقيقتها ..
الشريط الإخباري :
حمادة فراعنة
لم يكن أي وهم، ولن يكون لدى أي من قيادات المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948 أن ثمة فرقًا جوهريًا بين جنرالات حزب أزرق أبيض، وفي مقدمتهم بيني غانتس، وبين قادة الليكود وفي مقدمتهم نتنياهو، فهم من طينة عنصرية استعمارية واحدة، والفرق بينهم بالدرجة، لا فرق بينهم في المضمون أو في الموقف نحو قضايا الشعب العربي الفلسطيني الثلاثة: حق المساواة، وحق الاستقلال، وحق العودة، لمكونات الشعب الفلسطيني الثلاثة المتكاملة: بين فلسطينيي مناطق 48، وفلسطينيي مناطق 67، وفلسطينيي اللجوء والشتات من اللاجئين.
قادة حزب أزرق أبيض شغلوا مواقع رئاسة الأركان في عهد نتنياهو، غانتس واشكنازي ويعلون وهذا الأخير كان وزيراً للجيش، وهذا يعني أنهم كانوا ينفذون سياسته ويتلقون تعليماته في ذبح الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وبعضهم تمادى نحو العراقيين، هذه المعلومات والمواقف والإجراءات يعلمها ويفهمها ويدركها وراسخة في ضمير ووعي نواب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الخمسة: أيمن عودة، وعايدة توما سليمان، و من بينهم الإسرائيلي الشيوعي عوفر كسيف، ويوسف جبارين، وجابر عساقلة، وكما هي لدى نواب التجمع الوطني الديمقراطي الثلاثة: مطانس شحادة، هبة يزبك، وسامي أبو شحادة، ولدى نواب الحركة الإسلامية الثلاثة: منصور عباس، ووليد طه، وسعيد الخرومي، ولدى نائبي الحركة العربية للتغيير: أحمد الطيبي وأسامة السعدي، فجميعهم في الفلقة وقادة منتخبون من قبل شعبهم وتعلموا وتربوا في ظل المعاناة والتحدي والتمييز، وشربوا الوطنية والقومية والعداء للاحتلال وللصهيونية وللعنصرية من مواقع حصار الحكم العسكري، ومن حياة مدنهم وقراهم المحاصرة، وأراضيهم المصادرة، وعملهم المحصور، وتجربتهم المريرة.
وها هم يعلنون أنهم يسعون للشراكة كنواب، وبالمساواة كمواطنين، ولكن لا أحد يكيل بصاعهم، ولا يملك شجاعة الاقتراب منهم، سوى القلة من حزبي العمل وميرتس، والأغلبية بمن فيهم قادة حزب الجنرالات التقوا معهم سراً ولم يجرأوا على إعلان تقبلهم ورقة مكتوبة بالعبرية تتضمن مطالب المجتمع العربي الفلسطيني، وحتى رئيس سلطة المستعمرة المسمى رئيس الدولة رفلين يتحدث عن ضرورة تحقيق «الوحدة الوطنية» بين الليكود وأزرق أبيض وبين نتنياهو وغانتس، بدون أي اعتبار لممثلي المجتمع العربي الفلسطيني أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، الذين حصلوا على ما يقارب نصف مليون داعم من الأصوات وهو يتصرف كما سبق حينما كان عضواً في الليكود وليس بصفته رئيساً للدولة، خُمس سكانها من المواطنين الفلسطينيين العرب.
لا يوجد وهم أين يقف أغلبية قادة مجتمع المستعمرة الإسرائيلية، وأين يقف قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48، ولكن تطور الأحداث والتماسك الفلسطيني، وقوة اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف مع اليهود المتشددين دفعت أغلبية نواب القائمة المشتركة للعمل والتكتيك لكسر حواجز العنصرية التي ترسخت منذ عشرات السنين، وإزالة الحصار السياسي المبرمج المفروض عليهم، ومواجهة تحريض نتنياهو ضدهم، دفعتهم في محاولة للتقدم إلى الأمام لينتزعوا حق الشراكة على طريق انتزاع حق المساواة على الطريق الطويل الهادف لاستعادة حقوقهم الكاملة غير المنقوصة في وطنهم ومن أجله جنباً إلى جنب مع نضال فلسطينيي مناطق 67 من أجل وقف التمدد الاستعماري الاستيطاني وإنهاء الاحتلال ونيل الاستقلال، مع فلسطينيي المنافي والشتات من اللاجئين في العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
الرحلة طويلة، ومقدماتها بدأت بمعركة الصمود والبقاء وانتصروا فيها ومن خلالها لينتقلوا إلى مرحلة الشراكة وصولاً إلى المساواة.