دراسة: غور الاردن اهم المناطق لزراعة التمر المجهول
الشريط الإخباري :
أظهرت دراسة حول صنف تمر المجهول أن فلسطين من الدول المعدودة المنتجة لتمر المجهول.
وأكدت الدراسة التي كانت بعنوان (زراعة المجهول في فلسطين) والتي أعدها الباحث والخبير في مجال زراعة النخيل الفلسطيني مفيد فايز البنا والتي تم نشرها في كتاب شارك في إعداده 8 من وزراء الزراعة و 4 منظمات دولية و 44 باحث وعالم متخصص في مجال النخيل لصنف المجهول من 18 دولة في العالم. أن فلسطين كانت من ضمن اوائل الدول المنتجة لتمر المجهول بمواصفات ومقاييس عالمية والتي سُجِّلت فعلاً ضمن هذه الدول وتم توثيقها فعلياً في كتاب قيم بعنوان (المجهول درة التمور).
وتوصلت الدراسة إلى أن اعتبار زراعة نخيل المجهول من بين الإستثمارات الواعدة في الإقتصاد الزراعي، حسب المواصفات العالمية المعتمدة ، إذ تضاعف انتاج التمر المجهول بين عامي 2012-2014م بنسبة 100% (من 2100طن - 4000طن)، ولا زال هناك تطور واضح ومضاعفة عالية في الانتاج رغم وجود العديد من العقبات والمشاكل التي تعيق فرص الاستثمار بشكل جيد ( حسب تقرير عرفة تجارة وصناعة وزراعة محافطة اريحا 2014).
وكانت الدراسة التي أعدها الخبير مفيد البنا من محافظات غزة قد شملت تطور المساحة المزروعة من أشجار النخيل من 2006م الى 2014م، حيث تم مضاعفة عدد أشجار نخيل الصنف المجهول في السنوات العشر الماضية إلى ما يقارب 250000 شجرة إلى 300000 شجرة .من خلال زيادة المساحة المزروعة من النخيل في مناطق اريحا والاغوارمن 6071 دونم الى 13733 دونم (حسب احصائيات وزارة الزراعة).
وأعطت تلك الدراسة مقدمة عن شجرة النخيل في المنطقة خاصة الجنوبية والوسطى من فلسطين وتطور زراعتها بشكل سريع ومنظم والإهتمام بها وذلك في نهاية التسعينات حيث تم إدخال عديد من الأصناف منها تمر المجهول بعد دراسة شاملة بعنوان (دراسة حول تاثير الظروف المناخية والتوزيع الجغرافي على نجاح إدخال أصناف جديدة بالمنطقة)، وتم نشر هذه الاصناف في كل من قطاع غزة و منطقة أريحا والأغوار بغرض دراسة المتطلبات الحرارية لتلك الأصناف (البرحي- الزهيدي- المجهول- الحلاوي- العامري)، وتم عرض هذه الدراسة من خلال مؤتمر النخيل في ناميبيا عام 2000.
وأثبتت الدراسة أن الصنف المجهول يصلح في المناطق ذات درجات الحرارة العالية حيث أن المتطلبات الحرارية لهذا الصنف تتجاوز 2800وحدة حرارية، وأن منطقة الأغوار خاصة غور الاردن اهم المناطق التي تصلح بها زراعة تلك الاصناف ،حيث تم تركيز المساحة في منطقة الأغوار (أريحا- الجفتلك -إلخ..)من المناطق الحارة في المنطقة الوسطى - غور الأردن.
وبينت الدراسة المصادر ومواعيد الزراعة ومتوسط الإنتاج للشجرة الواحدة، واهتمت في زيادة معدلات الإنتاج وإمكانية الاستثمار في هذا القطاع (غرفة تجارة وزراعة وصناعة محافظات أريحا) حتى عام 2014م.
و توقعت الدراسة تضاعف كمية الإنتاج لتصل الى 10000طن خلال السنوات القادمة (4- 6سنوات) .
و أوضحت الدراسة ان القدرة الإستيعابية التخزينية من خلال الوحدات التخزينية ووحدات التبريد غير كافية لاستيعاب الزيادة في الإنتاج ,حيث يلزم الى اضافة وحدات تخزينية جديدة ووحدات التبريد لاستيعاب الكميات المطلوبة عالميا.
وتطرقت الدراسة في النهاية إلى أهم المشاكل التي يعاني منها القطاع (التمرالمجهول) والتي تتلخص في عدم وجود أمن مائي, والإحتياج الى تنظيم العلاقة بين المنتجين والمستثمرين والمصدرين، ووضع خطط تسويقية واضحة بعيدة المدى، بالإضافة إلى المضايقات بإدخال بعض المواد والمتطلبات الأساسية المتعلقة بالإنتاج منها حبوب اللقاح والأسمدة والمبيدات، كما يتطلب الدعم المادي لهذا الصنف، للتوسع في الإنتاج و احتياج خبرات للمزارعين.
وأوصت الدراسة الى ضرورة الاهتمام بهذا الصنف الواعد بأعتبارة من مصادر الاقتصاد الوطني ويمكن الاستثمار به وتطويره على مستوى عالمي والعمل على طرح حلول للمشكلات المتعلقة بالانتاج كمصادر المياه وايجاد علاقة واضحة بين المتعاملين بهذا الصنف ووضع الاستراتيجيات التسويقية بشكل مدروس.
ومن الجدير ذكره أن هذه الدراسة كانت من ضمن الدراسات التي شاركت فيها دولة فلسطين في المؤتمر العالمي السابع لنخيل التمر في مارس 2022 ومن ثم تم توثيق الدراسة في كتاب عالمي بعنوان ( المجهول درة التمور)الذي كان قد أطلقه نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي خلال افتتاح المؤتمر، والتي وضعت في كتاب هو الأول من نوعه في مجال التوثيق لصنف التمر المجهول على مستوى عالمي، حيث تم تدشين هذا الكتاب في مؤتمر صحفي خاص في قصر الإمارات بأبو ظبي في شهر آذار/ مارس من هذا العام 2022.