دراسة جديدة تنتقد تجاهل ترامب لما يحدث في سوريا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قالت مجلة The Economist البريطانية إن «مجموعة دراسة سوريا»، وهي لجنة تتألف من 12 عضواً عينهم الكونغرس، نشرت الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019 تقريراً يشرح لماذا لم ينته الأمر بعد في سوريا بالنسبة لترامب، رغم أنه أعلن نهاية العام الماضي بوضوح أن الأمر انتهى بالنسبة إليه في سوريا وأنه ليس ثمة شيء ليفعله هناك.

واستعرض متفاخراً هزيمة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، (الذي كان)، «السبب الوحيد لوجودي هناك».

ورغم أنه تراجع في وقت لاحق عن قراره بسحب كافة القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي جندي من سوريا، فإن الصراع في سوريا لا يزال يأتي في مرتبة متأخرة في قائمة أولوياته.

دعم إيراني روسي لبشار الأسد
فقد أوشك بشار الأسد على السيطرة على معاقل المعارضة بمساعدة روسية وإيرانية، لكن تقرير اللجنة يقول إن سيطرته خارج دمشق «هشة» و»الجريمة وهيمنة أمراء الحرب متفشية في كل مكان».

علاوة على أن ضغطه الهائل على محافظة إدلب، سيتسبب في نزوح فيضان من اللاجئين، وهو ما يضاعف ما يعد بالفعل واحدة من أسوأ أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

وحتى في المناطق التي بالكاد خاضعة له، لا المناطق خارج سيطرته، يحذر التقرير من أن السجون المتهالكة التي تضم نحو 10 آلاف مقاتل يمكن أن تكون منبعاً لتمرد جديد.

نفوذ روسي في الشرق الأوسط
إضافة إلى ذلك، أبدت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي ميليشيات كردية في معظمها كانت بمثابة حليف محلي أمريكي، «تشدداً كبيراً» في مناطق السكان العرب التي سيطرت عليها، وهو ما قد يجعل العرب الساخطين، بالمقابل، محضناً متوفراً لإعادة تجنيد مقاتلين جهاديين.

وفي غمار تلك الفوضى وخلالها، أخذ الوضع يتحسن بالنسبة إلى روسيا وإيران. فقد استخدمت روسيا نفوذها في سوريا لتكون في «مركز قوة» في الشرق الأوسط. في الوقت الذي رسخت فيه إيران وضعها في سوريا، من خلال توددها إلى القبائل المحلية، وبناء المدارس وشراء الأراضي في جميع أنحاء دمشق.

وقد أقلق هذا إسرائيل، التي تحركت لتقصف مواقع إيرانية في سوريا.

وهو ما جعل مارا كارلين، وهي خبيرة في «معهد بروكينغز» وأحد أعضاء المجموعة التي أعدت الدراسة، تحذر من احتمال حدوث «تداعيات هائلة في بلاد الشام».

وأمريكا على النقيض
أما أمريكا، فعلى النقيض من كل ذلك، كانت غائبة. فقد تلاشت إلى حد كبير مساعداتها لمنطقة شمال شرق سوريا، في حين أن ثمة قوات تابعة لها هناك.

وأدت سياسات ترامب المتذبذبة والافتقار الواضح إلى أي اهتمام حقيقي بالصراع إلى لجوء حلفاء أمريكا إلى التحوّط ومحاولة تأمين مصالحهم دون اعتماد حصري عليها.

فقد عمق الأردن وإسرائيل من علاقتهما مع روسيا، وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق.

وكثيراً ما تلخص مهمة أمريكا في سوريا تحت تصنيف «الحروب المستمرة إلى الأبد» وأبرزها الحرب في العراق وأفغانستان.

لهذا يجب على أمريكا أن تحافظ على وجودها في سوريا
غير أن التقرير يقول إن هذا التصنيف جائر، إذ إن «القضية السورية تطرح نموذجاً مختلفاً، وحلها أقل تكلفة بكثير».

وتحاجج اللجنة بأن على الولايات المتحدة أن تحافظ على الوجود المحدود لها في سوريا من أجل دعم المناطق المحررة من تنظيم داعش، وإبقاء المقاتلين المتشددين تحت السيطرة، وفي الوقت ذاته، زيادة الضغط على الأسد وحلفائه للتوصل إلى تسوية سياسية.

ولدى أمريكا نفوذ كبير على الأسد حيث يقع ثلثا مخزون سوريا من المواد الهيدروكربونية خارج نطاق سيطرة النظام، ومعظمه في المناطق الخاضعة للهيمنة الأمريكية.

لكن استخدام نقطة التأثير هذه يقتضي من القادة الأمريكيين إيلاء المزيد من الاهتمام لسوريا، ويقدم تقرير مجموعة الدراسة لهؤلاء القادة سبباً قاطعاً لحثهم على فعل ذلك: سوريا –وليس إيران أو اليمن أو فلسطين- هي «المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences