محافظات الصعيد تنتفض… ونظام السيسي يحاصر القاهرة أمنيا
الشريط الإخباري :
شهدت عدة محافظات مصرية مظاهرات، استجابة للدعوة التي أطلقها الفنان محمد علي، صاحب شركة المقاولات المقيم في إسبانيا، للخروج والمطالبة برحيل السيسي.
وتصدرت محافظة الصعيد جنوب مصر، المشهد للمرة الأولى، فخرج متظاهرون في محافظات الأقصر وقنا وسوهاج، رغم غياب هذه المحافظات عن كافة الأحداث التي شهدتها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث كانت دائما مؤيدة للسلطة أيا كانت، مما مثل تغييرا جوهريا في خريطة الاحتجاجات في مصر.
وشهدت محافظة قنا مظاهرة حاشدة، قام المشاركون خلالها بإحراق لافتة تحمل صورة السيسي وشعار» نحن معك»، وهم يرددون هتافات «إرحل يا سيسي».
كما تظاهر المئات في جزيرة الورّاق في محافظة الجيزة، وهي الجزيرة التي يرفض سكانها خطة السلطة لتهجيرهم، ونظموا على مدار السنتين الماضيتين، احتجاجات واسعة أسفرت عن اعتقال العشرات منهم.
وفضت قوات الأمن مظاهرة شهدتها إحدى قرى مركز الصف في محافظة الجيزة، واعتقلت عددا من الأهالي.
الأمم المتحدة قلقة بشأن الاعتقالات… ومسؤول أمريكي يطالب السلطات بأن تجيز «التظاهرات السلمية»
كذلك شهدت منطقة حلوان على أطراف القاهرة، مظاهرة شارك فيها المئات، قبل أن تتدخل قوات الأمن لفضها بالقوة.
وتنوعت هتافات المواطنين في مصر ما بين «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«إرحل يا سيسي».
وغابت المظاهرات عن الميادين الرئيسية، أمام الإجراءات المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية في القاهرة بشكل عام، وميدان التحرير بشكل خاص. ولجأت أجهزة الأمن لإغلاق كافة محطات قطار الأنفاق في منطقة وسط القاهرة، وهي محطة أنور السادات الموجودة في ميدان التحرير، ومحطتا جمال عبد الناصر ومحمد نجيب في شارع رمسيس المؤدي للميدان، كما أغلقت قوات أمن محطة الأوبرا القريبة من جسر قصر النيل المؤدي إلى الميدان، كما منعت وسائل المواصلات الخاصة من التوجه إلى ميدان التحرير، في محاولة لمنع المواطنين من الوصول إلى الميدان.
وأغلقت أجهزة الأمن أيضاً الطرق المؤدية للميدان، كما نشرت كمائن على الجسور التي تربط محافظتي القاهرة والجيزة، وهي جسور «6 أكتوبر و15 مايو والجامعة وعباس»، وتحول ميدان التحرير إلى ثكنة عسكرية، وكثفت قوات الأمن من وجودها في أنحاء القاهرة والمحافظات.
كما لجأت قوات الأمن للكشف عن هوية المصلين الراغبين في أداء صلاة الجمعة في مسجد الأزهر، ومنعت أي مواطن لا يقطن بجوار المسجد من دخوله، خوفا من انطلاق مظاهرات عقب صلاة الجمعة، وهو المسجد الذي مثل رمزا أيضا للاحتجاجات التي شهدتها مصر منذ غزو العراق عام 2003، حتى ثورة 25 يناير 2011.
وانتشرت الكمائن في ميادين المحافظات، والشوارع الرئيسية، وواصلت قوات الأمن حملات الاعتقال العشوائي التي استهدفت المارة.
وقال السيسي بعد عودته من أمريكا أمس «لا بد أن تعرفوا أن الشعب المصري واع جدا، إن من يحاولون تزييف الواقع لن يستطيعوا، المصريون أصبحوا أوعى، وما حدث قبل ذلك في إشارة لثورة 25 يناير 2011، لن يتكرر».
وزاد: «كل شيء يسير بشكل جيد، فلا تصدقوا دعوات التظاهر، هي عبارة عن كذب وافتراء وتشويه وكتائب إلكترونية تعمل، ووسائل إعلام يقدم صورة مزيفة، والبلد قوية جدا بكم».
وواصل: «أقول للمصريين: يوم ما هطلب من المصريين مثل اليوم الذي طلبت فيه التفويض لمواجهة الإرهاب في 2013، رسالة للعالم كله، سينزل ملايين».
وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في مصر، مشيرةً أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش، يشارك المفوضية الأممية موقفها إزاء القلق جراء التوقيفات.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجاريك الجمعة، في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وبين دوجاريك للصحافيين: «نتابع عن كثب تطورات الوضع في مصر، وقد أصدرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (ميشيل باشيليت)، بيانا بهذا الشأن والأمين العام يشاركها تماما الموقف ذاته « .
وسبق أن أعربت باشيليت، عن قلقها إزاء «عدم مراعاة الإجراءات القانونية بعد الاعتقالات الواسعة المرتبطة بالاحتجاجات» .
هذا وطالبت الولايات المتحدة السلطات المصرية الجمعة بأن تجيز «التظاهرات السياسية السلمية»، مدافعة عن «حق المصريين في التعبير عن آرائهم بحرية».
وقال مسؤول أمريكي كبير على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن واشنطن تدعم «حق التجمّع وحق التظاهر السلمي»، مضيفا «إننا نتابع الوضع على الأرض».
ويحظى السيسي بتأييد لا محدود من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصفه خلال لقاء لهما في نيويورك الاثنين بأنه «قائد عظيم جلب» الاستقرار في مصر.
وقال ترامب «كانت الفوضى قائمة» قبل وصوله إلى السلطة، مضيفا أن السيسي «جلب» الاستقرار في مصر، وواصفا الرئيس المصري بأنه «صديق» له.
ولدى سؤاله عن التظاهرات المطالبة برحيل السيسي، رد ترامب أن الجميع يواجه تظاهرات، معتبرا أن الرئيس المصري «محترم جدا»، مضيفا «لست قلقا على الإطلاق».
إلى ذلك، تبنى تنظيم الدولة «الإسلامية» في بيان، هجوما على كمين التفاحة في مدينة بئر عبد في محافظة شمال سيناء، الذي أسفر عن مقتل 15 جنديا من الجيش المصري.
وحسب الناشط السيناوي عيد المرزوقي، فإن 4 أشخاص يحملون مسدسات ترجلوا من سيارة وتوجهوا نحو الكمين وقاموا بتصفية الجنود.
وأضاف أن ذلك حدث أمام أعين المزارعين العائدين من مزارعهم في منطقة بئر العبد، وتحديدا عند كمين « تفاحة»، الذي تمت فيه تصفية الجنود.
وكالات