حارتنا وصباحات الزمن الجميل " نبيل عماري"
الشريط الإخباري :
الزرقاء وحارة العمامرة وسبعينات القرن الماضي يدخل الصبح من على الشبابيك النائمة تنادي الناس هيا للفجر الصاحي وصباح صيف حار وصفارة القطار تعلن موعد رحلتها للشام وساعة في بيتنا ترصد الوقت وتعلن بدقات قوية منج جرسها تعلن بداية النهار يعقبه صوت قادم من الراديو الكبير المركون بالزاوية وأذاعة عمان مع المزارع ومنوعات صباحية أردنية المنبت نحنا إلي صحينا الشمس من نومها وصباح الخير يا نسمة حرية صباح الخير والهمة قوية وبائع الحليب يدق على الباب فتنزل له كستريله يقيس بوعائه ويدحرجلها بالكستريلة بينما أذاعة لندن تبدأ بعزف دقاتها دن دن دن هنا لندن وهنا تبدأ الحياة بحارتنا بتحضير الفطور من حوائج البيت لبنة جبنة زيت وزعتر وتطلي مشمش وأبريق شاي كبير وكاسات مضلعة وشرب كاسة حليب ساخنة تخفق بها بيضة نيئة ، ويبدأ الباعة بالتوافد على الحارة كل يدلو بدلو بضاعته بغناء وسجع ع السكين يا بطيخ خوخة للدوخة وخليلي ياعنب عسل عجلوني يا تين وكعك بيض يا كريم ويمر بائع السمك بعربايته الصغيرة طازة يا سمك بيروتي يا سمك من بحر صيدا يا سمك وتلتم الناس بعد أن خبزت خبزها المشروح بمخبز ابوشحادة ويزداد الحر ويمر بائع البوظة او البوزة كما يطلق عليها ختيارية الحارة ومنهم من يسميها أيما ويبدأ بالمنادا أيمة بوظة بعربايتة الجميلة المزركشة وعليها بسكوت البوظة الملون ويغني على لحن أغنية اردنية كبيرة كبيرة وما أكبرها بوظتنا كبيرة حليب وفستق وجوز وبندق يغني وهو يلقم مخروط البسكوت شتى الألوان يمسكها ويحرك ساعده ويده وهي تنقل البوظة من الدلو للمخروط ومن الكلمات التي كان يقولها بائع ليبيع البوظة عيط لأمك يا ولد ليجبرها على الشراء او ايمة لحماتك بتريح بالك صباحات مدينة الزرقاء كانت جميلة خاصة مع بدايات العطلة الصيفية وطائرات الورق وسيارات الأسلاك والسكوتر وصناعة صواني الكريزة وبيعها وصياح الأطفال كريزة يا حلاوة ووضع تعريفة داخل حبات الكريزة لغايات الترغيب بالشراء وكذلك بيع سحبة البلالين والرقم عشرة ، هذا جزء بسيط من صباحات وطن جميل ،