عملية القدس.. عبقرية الزمان ورمزية المكان
الشريط الإخباري :
وجّهت عملية إطلاق النار التي جرت فجر الأحد قرب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة صفعة قوية لإجراءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولاتها إطفاء جذوة العمل المسلح وتوفير "الأمن" للإسرائيليين.
العملية التي أدت لإصابة ثمانية مستوطنين، اثنان منهم بحال الخطر، جاءت بعد أيام من عدوان شنته "إسرائيل" على قطاع غزة، وعملية اغتيال لـ3 مقاومين في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، إضافة لاقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى.
وتأتي العملية في ظل حالة تباهٍ إسرائيلية بتوفير الأمن للمستوطنين وبسط الهدوء والاستقرار، عبر عمليات قتل واغتيال واعتقال متواصلة في الضفة وغزة.
ويؤكّد محللون أنّ العملية البطولية تؤشر على فشل مساعي الاحتلال في إخماد العمل المقاوم، خاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلّتين، وأنّ العمليات ستتكرر طالما جرائم الاحتلال مستمرة.
رفعٌ للروح المعنوية
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي ناجي الظاظا إنّ عملية القدس تأتي في سياق استمرار العمل المقاوم الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وتعكس الإرادة الفردية والجماعية للتخلص من الاحتلال.
ويرى الظاظا، أنّ هذه الإرادة تجمع كل الساحات الفلسطينية حيث يتواجد الفلسطيني سواء في القدس أو الضفة أو غزة أو الداخل، معتبرًا أنّ العملية دليل على أنّ الفلسطيني مصمم على مقاومة الاحتلال حتى وإن كان بمسدس أو صاروخ أو حجر.
ويشير إلى أنّ العملية رفعت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، وتؤكد أن الفلسطيني لا يمكنه أن يتعايش مع الاحتلال، وأن القدس قلب هذا الصراع.
ويضيف "ما دام الاحتلال؛ فالمقاومة مستمرة وإجراءاته تدفع لتنفيذ العمليات؛ لأنّ الاحتلال بطبيعته عنصري وإحلالي يحاول أن يسرق الأرض والتاريخ والوجود الفلسطيني".
ويلفت المحلل السياسي إلى أنّ الاحتلال خلال السنوات الأخيرة يركز إجراءاته في مدينة القدس، لافتًا إلى أنّ معركة "سيف القدس" شكّلت رادعا له من الذهاب بعيدًا في تلك الإجراءات التهويدية.
ويشير إلى "ما حدث من حذر إسرائيلي يوم 29 مايو/ أيار الماضي– مسيرة الأعلام الثانية – يؤكّد أن الاحتلال يحسب للمقاومة ألف حساب".
ويتابع أن "الاحتلال يدرك أن أي قرار ربما يؤثر بشكل كبير على الاستقرار بحسب طبيعة الاعتداء، مضيفًا أن المقاومة لا تدّخر جهدًا للاستعداد لمعركة كبيرة مع الاحتلال يكون عنوانها القدس.
مكانٌ معقّد أمنيًا
من جهته، يرى المختص في الشأن الأمني إبراهيم حبيب أنّ عملية القدس تُصنّف من العمليات النوعية للمقاومة بسبب المكان الذي نفذت فيه.
ويقول حبيب، إنّ توقيت تنفيذ العملية مهم؛ فرغم تعقيد المكان وكثافة الحواجز وكاميرات الرقابة، اختار المنفذ الوقت الذي تكون الإجراءات الأمنية في أضعف حالاتها ثم نفذ العملية وانسحب من المكان.
ويوضح أنّ العملية أرسلت مجموعة من الرسائل المهمة بأنّ الاحتلال "لن يكون آمنًا في أي وقت من الأوقات، وأن المقاومة الفلسطينية سواء كانت منظمة أو غير منظمة سترد على جرائم الاحتلال في أي بقعة من الوطن".
ويضيف "العملية تدل أيضًا على أنّ الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي للانعتاق من الاحتلال".
ويرى المختص في الشأن الأمني أنّ تنفيذ عمليات مماثلة خلال الفترة المقبلة مرتبط بعدة عوامل منها "امتلاك الشباب الفلسطيني زمام المبادرة للعمل المسلح، وأن ترفع السلطة يدها عن المقاومة؛ مما يسهل انخراط الشباب في العمل المقاوم".
وكانت مصادر إعلامية عبرية قالت إنّ منفذ العملية أمير الصيداوي من سلوان شرقي القدس، أطلق 10 رصاصات أصاب فيها 8 مستوطنين بجراح، وتمكّن من الانسحاب وتجوّل بحرية لـ6 ساعات، قبل أن "يُسلم نفسه" بعد تعرّف شرطة الاحتلال على هويته.