تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب
الشريط الإخباري :
د. محمد ناجي العمايرة
الإرھاب ما یزال یتجول في المنطقة العربیة بل و یأبى أن یغادرھا.. و كلما نجحت جھود مكافحتھ في بلد، انتقل إلى بلد آخر، أو ظھر في منطقة أخرى من .البلد نفسھ بأشد مما كان َ ھذا یعني أن جھود مكافحة الإرھاب لیست كافیة من جھة، وقد لا تكون جدّیة من جھة أخرى، كما أن الجھات التي تدعم الإرھاب فكراً وتنظیماً وممارسة وفعلاً، تتزاید، وتتغطى بلافتات وأقنعة ودوافع لیست مقنعة، وغایاتھا مكشوفة، ومع ذلك فالنتائج ماثلة للعیان فیضربون ھنا وھناك دون وازع من خلق أو .مانع من ضمیر وأسباب وجود الإرھاب عدیدة، وحاضناتھ كذلك،ولكن الظلم الذي یقع على الأفراد والجماعات والشعوب على المستوى العربي والإسلامي والظروف .الإقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة التي تعیشھا ھذه الشعوب والجماعات تجعل للإرھاب بیئة مناسبة ینمو فیھا و یترعرع، بدءاً بالفكر، وانتھاء بالعمل إن أكثر الحالات التي تجب معالجتھا ھي معاناة الشعوب المضطھدة والمقھورة والمستلبة حقوقھا وفي طلیعتھا الشعب العربي الفلسطیني وما یتعرض لھ على .ید العدو الصھیوني من احتلال ومصادرة حقوق وطمس ھویة .وإذا أردنا، دولاً وشعوباً ومنظمات دولیة، أن نقضي على الإرھاب أو نضع نھایة لھ فإن البیئة المشارإلیھا ھي الھدف ومما یدعو الى الاستنكار أن أطرافاً ودولاً معروفة تدعم الإرھاب وتشجعھ، وتھیئ لھ الأسباب والوسائل، لأنھا تستخدم تنظیماتھ لأھداف سیاسیة وتوظفھ .لخدمة أھدافھا الخاصة وعلى الرغم من وجود التعاطف والتضامن مع ھذه الدولة أو تلك ضد الإرھاب وجرائمھ التي تقع كل یوم، وفي غیر منطقة من العالم، ودون تمییز، في كثیرمن الأحیان، فإن ھذا التعاطف لا یتجاوز الألفاظ والتصریحات الإعلامیة والمجاملات السیاسیة، في وقت نفتقد فیھ التنسیق والتعاون الثنائي والدولي الحقیقي والشامل لمكافحة الإرھاب على مختلف مستویاتھ الفكریة و التنظیمیة والعملیة و التمویلیة، لأننا لا نجده قائماً على المستوى المنشود، في حین .تتصاعد عملیات الإرھاب و تتزاید أعداد ضحایاه، وتتسع آثاره .والأمثلة كثیرة وقائمة في فلسطین وسوریة ومصر والیمن ولیبیا والسعودیة كما في اوروبا وأمیركا وآسیا، وحتى نیوزیلاندا الأبعد عن مناطق الصراعات ھذه إشارات إلى ازدیاد التحدیات و تعاظمھا، تجعل المجتمع الدولي مطالباً بإلحاح بتعزیز المواجھة و المكافحة وجدیتھا خططاً و برامج ووسائل وأدوات .تنفیذ و قدرات حمایة.