فلسطين المحتلة : المواجهة الفردية ضد ضباط السجون ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
تمهيدا لفتح أبواب المعركة ضد السجان الإسرائيلي على مصراعيها، اتخذت قيادة الحركة الأسيرة قرارا يقضي بحل الهيئات التنظيمية التي تمثل كافة التنظيمات في كل السجون، يوم الأحد القادم، ما يعطي الحرية للأسرى كأفراد، الدخول في مواجهة مباشرة مع السجانين، على غرار مرات سابقة كثيرا، وذلك تمهيدا للمعركة الكبرى المقررة بدايات الشهر القادم.

وعلى وقع الخطوات التصعيدية التحذيرية، التي بدأها الأسرى مطلع الأسبوع الجاري، للتصدي لقرارات الاحتلال الهادفة إلى تنغيص حياتهم في الأسر والتضييق عليها، قررت لجنة الطوارئ حل الهيئات التنظيمية للأسرى المشكلة في كل فصيل على حده، وهي خطوة تتخذ في إطار رفع سقف التصعيد، وبموجبها يمكن لكل أسير أن يبادر إلى اتخاذ ما يريد من إجراءات لمواجهة السجانين، والتي سبق أن تمثلت بالهجوم على ضباط السجون بالماء الساخن، أو من خلال أدوات حادة.

وجاءت الخطوة بعد أن قام الأسرى، يومي الإثنين والأربعاء، برفض استلام وجبات الطعام، وكذلك رفض الخضوع لعملية العد الأمني التي ينفذها ضباط السجون، وهي خطوات ستتكرر في نفس الأيام الأسبوع القادم، تمهيدا لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام.

وقال نادي الأسير إن الأسرى في سجون الاحتلال مستمرون في خطواتهم النضالية احتجاجا على قوانين إدارة سجون الاحتلال، وأنهم قرروا، في إطار مواجهة خطوات السجان الخروج من أقسام السجن والغرف والزنازين والاعتصام في ساحات السجون، وجاء ذلك بناء على قرار جديد اتخذته لجنة الطوارئ التي شكلت من كل الفصائل لإدارة المعركة.

وفي تصعيد آخر من قبل إدارة سجون الاحتلال، أغلقت إدارة سجن نفحة غرف أسرى حركة "الجهاد”، ومنعتهم من الخروج لساحة الفورة، فيما طلب الأسرى إدارة السجن بإلغاء القرار، قبل اتخاذ قرار تصعيدي جديد.

وكانت سلطات السجون، في إطار الضغط على الأسرى لإلغاء فعالياتهم، اتخذت قرارا مماثلا ضد الأسرى في "سجن النقب”.

وأوضح نادي الأسير أن لجنة الطوارئ دعت الفلسطينيين في الخارج إلى تكثيف الفعاليات المناصرة لهم في يوم الجمعة، استنادا إلى ما دعت له في بيانها السابق عبر تخصيص الخطب في الصلاة للحديث عن الأسرى، والخروج إلى نقاط التماس.

وقال إن خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، في بدايات الشهر القادم، ستكون مرهونة بموقف إدارة السجون، إن استمرت بقرارها بفرض جملة إجراءات التضييق على الأسرى.

وأشار نادي الأسير إلى أن المعركة الراهنة التي يخوضها الأسرى هي امتداد للمعركة التي شرعوا بها في شهر مارس من العام الجاري، حيث قرر الأسرى حينها الشروع في سلسلة خطوات نضالية، بعد جملة من الإجراءات التّنكيلية التي أعلنت عنها إدارة معتقلات الاحتلال بعد شهر سبتمبر من العام الماضي، وتحديدا بعد عملية هروب ستة أسرى من سجن جلبوع، حيث كان أبرز هذه الإجراءات تغيير نظام "الفورة”، أي الخروج إلى ساحة السّجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديدا المؤبدات.

والجدير ذكره أنه في شهر مارس الماضي تراجعت إدارة السجون عن قراراتها التعسفية ضد الأسرى، قبل يوم من تنفيذ الإضراب عن الطعام، لكنها عادت مؤخرا ولوحت باستخدام تلك القرارات العقابية، ما دفع قيادة الأسرى لاتخاذ قرار المواجهة.

ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة معركته لليوم الـ 165 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، رغم معاناته من وضع صحي خطير للغاية.

وتقول الهيئات الفلسطينية التي تعنى بأوضاع الأسرى إن استمرار اعتقاله يعني مضي أجهزة الاحتلال، وبمستوياتها المختلفة، بتنفيذ "قرار إعدام” ضده.

وكانت سلطات الاحتلال قررت، بعد نقل عواودة إلى مشفى مدني، تعليق أمر اعتقاله الإداري، وهو قرار لا يعني إنهاء الاعتقال بشكل نهائي، وإنما تجميده لفترة العلاج ومن ثم إعادته بعد تحسن وضعه الصحي للسجن.

وكانت محامية المعتقل عواودة، أحلام حداد، قد أكدت أنه لن يعلق إضرابه المفتوح عن الطعام، حتى الاستجابة لمطلبه بإلغاء اعتقاله الإداري وليس تجميده، لافتا إلى أن الوضع الصحي لخليل خطر جدًا وهو لا يقوى على الحركة أو الحديث ومستمر بإضرابه، مشيرةً إلى أن أمن مستشفى "أساف هروفيه” منعها من الدخول لغرفته.

كما يواصل ثلاثة أسرى آخرون إضرابهم، وهم الشقيقان أحمد وعدال موسى، لليوم الـ 19 على التوالي، رفضا لاعتقالهم الإداري، والأسير عماد أبو الهيجا من جنين، المضرب عن الطعام منذ أربعة أيام، للمطالبة بأن يجتمع مع والده الأسير جمال أبو الهيجا، المحكوم بالسّجن مدى الحياة، إضافة إلى شقيقيه المعتقلين إداريًا وهما عاصم وعبد السلام، حيث ترفض إدارة السجون أن يلتقوا بوالدهم المعتقل منذ عام 2002.

وقدمت سلطات الاحتلال لائحة اتهام ضد القيادي بحركة "الجهاد الإسلامي” في جنين بسام السعدي، تتهمه بالانتماء إلى "تنظيم إرهابي” وتقديم خدمات له، وكذلك التحريض على "الإرهاب” ودعمه، وعلى أثر ذلك قررت محكمة الاحتلال تمديد اعتقال السعدي حتى يوم الأحد المقبل.

وفي السياق، أشادت قيادة الفصائل الوطنية والإسلامية بصمود الأسرى، الذين قالت إنهم أعلنوا "العصيان” في سجون الاحتلال، تمهيداً للإضراب عن الطعام، رفضا لكل جرائم الاحتلال.

وأكدت على أهمية توسيع المشاركة في الفعاليات الخاصة بالأسرى، أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية في كل المحافظات.

ودعت لتضافر كل الجهود من أجل إنقاذ حياة الأسير البطل خليل عواودة المستمر في إضرابه عن الطعام، رافضا تجميد الاعتقال الإداري حتى إطلاق سراحه وإنقاذ الأسرى المرضى نتيجة "الإهمال الطبي المتعمد”، وخاصة الأسير ناصر أبو حميد، الذي يتطلب نقله فورا إلى مستشفيات فلسطين وفي الخارج، لمواكبة وضعه الخطير نتيجة إصابته بالسرطان.

كما دعت لإنقاذ حياة الأسير أحمد مناصرة المصاب بمرض نفسي، نتاج العزل والتعذيب، وكذلك دعت لإنقاذ عشرات الأسرى، من عمليات التعذيب والعزل، التي يمارسها الاحتلال، من أجل كسر إرادتهم، التي أكدت قيادة الفصائل إنها "لم تلين في سبيل الحرية والاستقلال”.

ويواصل الاحتلال اعتقال أكثر 4500 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
القدس العربي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences