الكرة تجمع لا تُفرّق .. بقلم د. رشيد عبّاس
الشريط الإخباري :
كتب الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس أن المواصفات الدولية للكرة لم تكن عبثاً, فقد جاءت جميلة بمواصفاتها العديدة محكومة بلغة (المحايدة) وهي من أقوى اللغات في العالم, كيف لا ويجب أن تكون هذه الكرة كروية الشكل, وأن تكون من الجلد أو من أي مادة أخرى تكون مناسبة ولا تصيب اللاعبين بضرر, وأن تكون مقاومة للماء, وأن لا يقل محيطها عن 68 سم، ولا يزيد عن 70 سم, وأن لا يقل وزنها عن 410 غرام، ولا يزيد عن 450 غرام, وأن يكون ضغط الهواء فيها ما بين 600 إلى 1100 غرام لكل سم مربع عند مستوى سطح البحر.. هذه المواصفات لكرة القدم على اعتبار أنها الكرة الأكثر شيوعا وانتشارا بين الشعوب والامم.. هذه المواصفات وغيرها يُحتّم عليها أن تجمع لا أن تُفرّق.
وأردف قائلاً: جاءت هذه الكرة لأن تكون كروية الشكل كي ينزلق عليها كل عناصر الإقليمية والمناطقية والمذهبية والعرقية, وجاءت من الجلد أو من أي مادة أخرى طريّة كي تمتص جميع الدفائن والاحقاد بين الأمم والشعوب, وأن تكون مقاومة للماء كي تبقى خفيفة الظل تاركة خلفها الأتربة والأوساخ التي تحمل معها بذور الفتن والتفرقة, وأن لا يقل محيطها عن 68 سم، ولا يزيد عن 70 سم كي لا يمتلئ قلبها وأحشائها بالكيد والبغضاء, وأن لا يقل وزنها عن 410 غرام، ولا يزيد عن 450 غرام كي تبقى ثقيلة لا تحركها رياح الصراخ والضجيج والفوضى, وأن يكون ضغط الهواء فيها ما بين 600 إلى 1100 غرام لكل سم مربع عند مستوى سطح البحر كي تكون أهدافها نقية واضحة المعالم هادئة كنسيم البر والبحر.
وأكد قائلاً: هذه الكرة جمعت على أرض ملاعبها كثير من الشعوب والأمم واختصرت كثير من المسافات بين المحيطات والقارات والاقاليم, وهذه الكرة (صفّق) لها ملايين من البشر, وفرح لها الكثير من الخلق البسطاء, ووزع من أجلها آلاف مؤلفة من أطباق الحلوى, وأكثر من ذلك سافر من أجل خاطرها الرجال والنساء الصغار والكبار عبر آلاف من الكيلو مترات, ورفعت من أجلها ملايين الرايات والبيارق والاعلام.
وختم قائلاً: أتركوها يا أيها العشاق تتدحرج على أرض (المحبة) من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق, أتركوها يا أيها الزافر..ون تتألق في فضاء (الوفاق) طائعة لجاذبية نيوتن, وأسمحوا لها أن تحقق أهدافها (النظيفة) دون ضجيج, تبقى هي جميلة جداً مع/ وبين أقدام اللاعبين تلتف, وقبيحة جداً حين يضجُ عليها شهيق الشاهق.. ين, وأجعلوا منها كرة تجمع لا أن تُفرّق بين هوية وأخرى.