ساعدنا كي نطرد هذا الخوف

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حسين الرواشدة
تنتابني في هذه الايام تحديدا رغبة غير مفهومة لمتابعة الاخبار الغريبة ، أو مطالعة القصص والاساطير العجيبة ، ورغم ان «ماكينة» اللاوعي عندي كانت - زمان  - قادرة على هضم وابتلاع كل ما بداخلها من صور ، خاصة حينما أعود من رحلة التعب اليومي لأنام ، الا ان ثمة «عطلاً» ربما أصاب هذه «الماكينة» لدرجة ان كوابيس هذه الصور اصبحت تداهمني باستمرار ، حتى لو كنت في عز اليقظة. حصاد متابعاتي وقراءاتي كما سجلته في دفتر الملاحظات كان غريبا بامتياز ، استأذن القارىء الكريم في اثباته هنا دون اي تحرير أو تعليق ، واعتذر سلفاً اذا كانت كوابيسه ستطارده كما طاردتني فعلا. من الهند ، بلد العجائب والغرائب ، تناقلت الاخباران سكان احدى ضواحي مدينة مومباي اصبحوا يخشون ان يخرجوا من منازلهم ليلا ، بعد ان روى العديد من الاشخاص انهم شاهدوا بأم أعينهم امرأة بثلاثة رؤوس يعتقدون انها تجلب الموت ، واستنادا لهؤلاء فان المرأة تحمل على كتفيها ثلاثة رؤوس ، وتلاحق الاطفال والرضع وهي مقلدة بارعة الصوت ، ومجرد النظر الى هذه الرؤوس يؤدي بمن يشاهدها الى الموت. في حديقة ويستون سوبر (في انجلترا) وجد بعض الاشخاص ضفدعاً بثلاثة رؤوس ، وفي مكان آخر عثر على قط بعين واحدة وبدون أنف ، وقد تمكن هذا القط من العيش لمدة يوم واحد ، وانضمت دجاجة اسمها (مايك) ولدت بدون رأس ، وبقيت على قيد الحياة لمدة (18) شهرا ، لموسوعة غينتس للارقام القياسية. في رواية هاري بوتر - الطويلة جدا - احتشدت انواع مخيفة من الحيوانات: ثمة نسر كبير في حجم حصان ، وقنطور له رأس انسان وجسم فرس. وتنانين تشبه الديناصورات التي تخرج من فمها النار دفاعاً عن نفسها ، وعناكب ضخمة جدا.. وايضا كلاب ذات ثلاثة رؤوس تذكرنا بأسطورة هرقل. ماذا تقول اسطورة هرقل اذن؟ في مكان بعيد بالمحيط في جزيرة اريتيا يسكن العملاق جريونيس ، له ثلاثة اجسام وثلاثة رؤوس وست أيد وست أرجل ، وله ماشية يرعاها العملاق «افرتيون» والكلب الذي له رأسان «ارتوس» ، أمره هرقل بأن يأتيه بالماشية بعد رحلة شاقة ، فوصل الى مكان يدخل في المحيط ، ورفع العمودين المعروفين باسم اعمدة هرقل (جبل طارق).. جريونيس هذا ، يشبه تريسيراس الذي يقدسه الهندوسيون ، وهو كائن له ثلاثة رؤوس: احدهما للاكل ، والثاني للمراقبة ، والثالث لقراءة نصوص الكتاب المقدس (الفيدات). في ذاكرتي - ايضا - ما زالت صورة «الغولة» و«السعلوة» عالقة لا استطيع ان اطردها؟ لماذا كانت الامهات يستعن بهذه القصص لاستجلاب النعاس الى أطفالهن؟ هل يمكن لفزاعات الخوف ان تنشر عدوى النوم في الغرف المزدحمة بالضجيج؟ لماذا تتناسل الكوابيس في احلامنا. وتصر كتب تفسير الاحلام على ان ما يتحقق في الواقع هو عكس ما نراه في المنام.؟ لا أدري ، ولكنني ما زلت احتفظ بقصاصة اخيرة قرأتها في كتاب ابن سيرين عن رؤية التنين في المنام ، يقول «والتنين رجل عدو كاتم العداوة ، وان كان له رؤوس كثيرة فانه يكون له فنون كثيرة في الرداءة والشر والزور ، فان كان له رأسان أو ثلاثة أو أربعة الى ان يبلغ سبعة رؤوس ، فكل رأس من رؤوسه بلية وفن من الشر ، فاذا صارت سبعة رؤوس فليس له نظير في كمال شره وعداوته..». يا الله .. ساعدنا كي نطرد هذا الخوف.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences