ذكرى انطلاقة ثورة وتسريبات صوتية وفتنة مشتعلة وحكومة صهيونية متطرفة وكرة لهب ستلتهم اخضر النضال ويابس التحديات الفلسطيني ..
الشريط الإخباري :
خاص- مهند العتيبي - فلسطين المحتلة
في قضية بحجم قضيتنا الفلسطينية ، والتي تعد أعرق قضايا الكون تاريخا واستعمارا وقبلا نضالا لرجالات امنوا بالحق المصيري للأرض والدولة والتحرر، قضية دفع ابناء شعبنا الفلسطيني دمائهم وأرواحهم في مسيرة نضال ومقاومة عجزت عنها شعوب الارض على مر التاريخ، قضية لا تزال رهن الشهادة والشهداء، امام عدو لا يعرف سوى البطش والترسانة العسكرية، والقنابل ، وشعب يشكل كل فرد منه قنبلة نضال ومقاومة موقوتة، نجد لزاما على قياداته ترجيح صوت العقل والاحتكام لمسيرة ابناءه قبل ان تتسيد الفتنة الموقف وتطيح بإرث الأسلاف والأجداد من ابطال فلسطين.
في التسريبات الصوتية التي نشرتها بعض الوكالات الاخبارية ومنصات التواصل لمحادثات منسوبة للأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، المرشح الأبرز لخلافة أبو مازن، والتي تحدث فيها عن علاقة معقدة في قيادة فتح بسبب الصراعات على خلافة أبو مازن في السلطة.، وتضمنها انتقادات شديدة ضد الرئيس عباس في هذه القضية، بما في ذلك جُمل وكلمات قاسية ضد أبو مازن ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، فان السؤال الابرز يقول من المستقيد من تسريب التسجيلات وما الهدف من تحويلها الى كرة لهب ستلتهم اخضر النضال ويابس التحديات، والخاسر حتما شعب ومنجز ومسيرة نضال.
امام حكومة يمينية متطرفة تظهر ملامحها بوجود اشرس رجالات الصهيونية في قلب الحكم لدولة الكيان، على رأسها النتن ياهو صاحب التاريخ الدموي الاجرامي، يصبح الموقف الداخلي للسطلة الفلسطينية غاية في التعقيد، بل ويسهم الخلاف باي صورة كان في دعم ودفع الحكومة الصهيونية المتطرفة لتمرير مخططاتها المقبلة، والتي تهدف الى دفن مسير ثمانية عقود من النضال الفلسطيني بل وانهاء الوجود الفلسطيني على ارضه.
الخلافات الداخلية في بيت القرار الفلسطيني للسلطة، لا يعفيها من تحمل تبعات القادم، بل يهدد اعتبارية حركة فتح برمتها، في حين يشكل اي تصعيد لقضية التسريبات ضربة قاضية لتاريخ حركة فتح اذا نظرنا الى توقيت التسريبات مع موعد الذكرى الثامنة والخمسين على انطلاقة الثورة الفلسطينية التي أسست ولا تزال للحق الفلسطيني الذي يجابه مخططات كونية لانهاء وجوده.
التجاذبات والخلافات التي تشهدها السلطة الفلسطينية، يجب أن تضع حركة فتح في اعتبارها وعلى رأس سلم أولوياتها انها خليفة وصانعة أعظم ظاهرة وطنية عرفها التاريخ البشري المعاصر بين حركات التحرر الوطني في العالم؛ قضية تدور رحاها وسط ماكنة تخريب وهدم في ظِّل ظروف استثنائية وصعبة وخطيرة، مسنودة بمتغيرات ومؤامرات إقليمية ودولية، تريد للفلسطيني ان يكون الذبيح والضحية وسلبه منجزه النضالي .