النائب ماجد الرواشدة يكتب : تجارنا وشهر رمضان..
الشريط الإخباري :
ينتظر المسلمون شهر رمضان بفيض مشاعر مختلطة، فهو يعني لبعض المسلمين شهر عبادة وخيرات وصدقات، وهذه أصبحت الندرة في المجتمع، وبعض المسلمين ينظر للشهر نظرة مختلفة تماما، فهؤلاء يرون فيه شهر تزداد فيه الأعباء وتترقب فيه ممارسات بعض التجار التي تتنافى مع ابسط قواعد الاخلاق، وتتقاطع مع عادات الشهر الفضيل من التراحم والتقوى ومراعاة أصحاب الحاجات، وقد تحول الشهر الفضيل الى طقوس من رفع الأسعار والغش في الكيل والميزان والمقاييس، وأصبح التجار ينتظرونه كموسم لممارسة اشكال من الاستغلال لحاجة الناس في هذا الشهر، وزيادة الطلب على السلع تولد في نفوس التجار رغبة غريبة في رفع الأسعار من جهة واستعمال أساليب الغش في الميزان والمكيال، ويصل بعضهم الى حد طرح مواد منتهية الصلاحية أحيانا، واشياء أخرى وممارسات لا تنم عن أي احترام او أي تقدير لظروف الصائمين، خصوصا وان الأعباء تزيد أيضا خلال الشهر الفضيل، ومن هذا الموقف نجدد الدعوة للتجار أبناء هذا الوطن الأعزاء، انتم جزء من هذا النسيج الاجتماعي ومن تمارسون عليهم اشكال الغش والاستغلال ربما يكونوا اخوة لكم او مصاهرون او جيران او أبناء وطن واحد.
وفي الشهر الفضيل نناشد الاخوة التجار ان يتقوا الله في أبناء الوطن وان يقدروا حاجات الناس بشكل تراعى فيه إنسانية الانسان وظروف الصيام واعباء الصائمين، فظروف الناس لم تعد تحتمل المزيد من الضغوط الاقتصادية، ميزانيات الاسر لا تكاد تكفيها واغلبها تعيش تحت خط الفقر، ولذا نتمنى ان تكونوا عونا لهم لا عليهم في هذا الشهر الفضيل وان نتقاسم الأعباء وتزداد لدينا الرغبة في التكافل ومؤازرة الفقير والاحساس بحاجة الناس، ان الاكتفاء بالربح القليل يزيد من بركة التجارة، والابتعاد عن الغش والصدق في التجارة نوع من الصدقات غير المباشرة، لنجعل من شهر رمضان شهرا للتراحم والتيسير على الناس وليس شهرا لاستغلال حاجات الناس، وتقبل الله صيامكم وقيامكم، وحتى تحل البركة في الرزق، لا بد من تحكيم الاخلاق والضمير في العمل التجاري، لأنه في النهاية الارزاق من عند الله وهي مقدرة.