علاقات امريكا والجزائر في أفضل حالاتها
الشريط الإخباري :
كلف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بتمثيله في مراسم تنصيب رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، عقب إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، وفق ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.
وكان الرئيس تبون، قد تلقى الأربعاء الماضي، دعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان لحضور مراسم تنصيبه رئيسًا لعهدة ثالثة، وذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما جدّد فيها تبون تهانيه الحارّة باسمه الخاص، وباسم الشعب الجزائري، لإعادة انتخاب أردوغان لعهدة جديدة، متمنيا له التوفيق والسداد بعد هذا الانتصار الديمقراطي الذي صنعه الشعب التركي”.
وسبق للرئيس الجزائري أن كان من أوائل المهنئين لنظيره التركي عشية إعادة انتخابه. وقال تبون في نص الرسالة التي نشرتها رئاسة الجمهورية: "إن انتخابكم لولاية جديدة على رأس الجمهورية التركية الشقيقة، يعكس حقًا الالتفاف الشعبي حول سياستكم الرشيدة ودعمه المطلق لقيادتكم الحكيمة في مسار التنمية المستدامة، وفي تجاوز التحديات الكبرى داخليا وجهويا ودوليا، فهو كذلك اعتراف لـما قدمتموه من خدمات جليّة سامية لشعبكم الشقيق”.
وعبّر تبون عن يقينه بأن العهدة الجديدة لأردوغان ستمكنه من تعزيز هذه الثقة، ومضاعفة الإنجازات والمكاسب المحققة على جميع الأصعدة، مغتنما الفرصة للإشادة بالعلاقات الثنائية الـمتميزة القائمة بين البلدين. كما أعرب عن إرادته القوية للعمل سويا مع أردوغان من أجل التعزيز المستمر للتنسيق والتشاور للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أعلى المراتب، بما يستجيب لطموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين، على ضوء مخرجات الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون الذي انعقد في أنقرة في ماي 2022.
وقبل يوم من إعادة انتخاب الرئيس التركي، أعلن عن تعيين الأمين العام السابق لوزارة الخارجية عمار بلاني، سفيرا للجزائر في تركيا خلفا للسفير الحالي سفيان ميموني. وذكرت الخارجية أن السلطات التركية وافقت على اعتماد عمار بلاني سفيراً مفوضاً فوق العادة للجزائر في تركيا. ويعد بلاني الذي شغل منصب سفير للجزائر في بروكسل، من أبرز الدبلوماسيين وأكثرهم حضورا في الفترة الأخيرة، ما يؤشر على أهمية تركيا في المعادلة الدبلوماسية الجزائرية.
وتوجد العلاقات الجزائرية التركية في أحسن حالاتها، فقد سبق للرئيس أردوغان أن كان أول الزائرين للجزائر عقب وصول الرئيس تبون للحكم، وذلك في 26 و27 يناير / كانون الثاني 2020، وأعقبت ذلك سلسلة من الزيارات واللقاءات، توجت بزيارة الرئيس تبون مطلع العام الماضي لتركيا.
وحرصت الجزائر على تمثيل رفيع في قمة تركيا إفريقيا في ديسمبر/ كانون الأول 2021 حيث حضر الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان أشغال المؤتمر وحظي باستقبال الرئيس أردوغان. وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد الجزائر اليوم ثاني شريك تجاري لتركيا في أفريقيا بعد مصر وتظل الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر التركي في القارة. ويطمح البلدان حاليا لرفع التبادل التجاري إلى 10 مليار دولار وفق ما سبق للرئيس تبون التأكيد عليه.
وفي قراءة لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عمار تيسة، كانت العلاقات التركية الجزائرية دائما في سياقاتها التقليدية مبنية، حسبه، على مبدأ الاحترام المتبادل دون الغوص في الجذور الضاربة في عمق التاريخ المشترك بين البلدين.
وأوضح تيسة في تصريح لـ”القدس العربي” أن العلاقات تكتسي في السنوات الأخيرة طابعا اقتصاديا هاما مما جعل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في زيارته الأخيرة الى تركيا يصفها بالمتينة جدا بالنظر الى حجم الاستثمارات التي تشكلها الشراكة التركية الجزائرية لا سيما الاستثمارات المقاولاتية في مجال البناء و التعمير، وهذا بالخصوص في عهد الرئيس أردوغان.
وأبرز المحلل أنه بالنظر الى التقاطع الحاصل في المصالح الاقتصادية المشتركة فانه من مصلحة الجزائر بقاء أردوغان على رأس النظام في تركيا لا سيما وأن الدور التركي إقليميا لم يضر المصالح القومية الجزائرية، فالدور التركي في ليبيا لم يكن مصادما للمصالح الجزائرية حسب قراءته، بالإضافة الى نقاط التوافق في القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وانتهى تيسة إلى أن مواقف البلدين المنسجمة من شأنها أن تعزز التعاون المشترك في شتى المجالات، لا سيما وان التطور الصناعي والتكنولوجي الذي عرفته تركيا في ظل حكم أردوغان يعد تجربة مفيدة بالنسبة الى الجزائر وسيؤدي حتما إلى دفع التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الى أبعد الحدود.
القدس العربي