الجيش السوداني يجري مداهمات نوعية في أمدرمان…

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أعلنت قوات العمل الخاصة التابعة للجيش السوداني، الجمعة، تنفيذ عملية مداهمة نوعية في حي المهندسين ومنطقة حمد النيل في أمدرمان غربي الخرطوم، أسفرت عن مقتل 24 من قوات «الدعم السريع» واغتنام عدد من الآليات القتالية.
وأفاد شهود عيان لـ «القدس العربي» بسماع أصوات اشتباكات وانفجارات متوسطة في أمدرمان ناحية المهندسين وجسر شمبات وأحياء أمدرمان القديمة وسط المدينة مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.
وتعيش أمدرمان القديمة حالة من التوتر الحذر بسبب التحضيرات العسكرية التي يقوم بها الجيش، وتهدف إلى «نظافة المدينة من التمرد وقطع إمداد الدعم السريع إلى مدينتي بحري والخرطوم».
وأعداد النازحين آخذ في الارتفاع في أمدرمان، خاصة في حارات أمبدة غرب المدينة التي ظلت تشهد، طيلة الأيام الماضية، اشتباكات عنيفة وقصفا عشوائيا أدى لمقتل العشرات من المدنيين.

تبادل الاتهامات

يأتي ذلك في وقت تبادل طرفا النزاع المسلح في السودان الاتهامات بقصف المدنيين في الأحياء السكنية واستهداف المؤسسات العامة والخاصة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، في تصريحات صحافية، مساء الخميس، :»المليشيا المتمردة، الدعم السريع، ما زالت ترتكب الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين باستهدافها المناطق السكنية والأحياء داخل وخارج الخرطوم». وأشار إلى «استهدف الدعم بالقصف الصاروخي والمدفعي الأحياء في مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان وقبلها أحياء مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور بالإضافة الى أحياء الخرطوم، مما أدى إلى قتلى وجرحى من المواطنين».
واعتبر أن «الغرض من قصف الأحياء السكنية إجبار المواطنين على إخلائها حتى تستغلها كمرتكزات وقواعد لانطلاق عملياتها على المواقع العسكرية للجيش السوداني».
في المقابل، قالت قوات «الدعم» في بيان الخميس، إن «الجيش يواصل استهداف المنشآت والمرافق العامة في مسعى مفضوح لتدمير البنى التحتية في البلاد».
وبينت أن «القصف طال عددا من المستشفيات والمرافق العامة» مشددة على أنها «لن تتسامح مع ذلك، وسيكون ردها عمليا وحاسما».

متحدث باسم الجيش أكد قتل 24 عنصرا واغتنام آليات… وقوات «الدعم» اتهمته بـ«استهداف» المرافق العامة

في الموازاة، قال مواطنون لـ«القدس العربي» إن مدفعية ثقيلة تابعة للجيش قصفت، الجمعة، تجمعات لـ«الدعم» في حي الاندلس مربعات (6-9) جنوبي الخرطوم.
وأوضح آخرون أن حي النهضة «الإنقاذ سابقا» في منطقة جنوب الحزام تزايدت فيه عمليات نهب المواطنين تحت تهديد السلاح من قبل منسوبي «الدعم السريع».
وكشفت غرفة طوارئ المنطقة أن مستشفى بشائر استقبل في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب الماضي، (313) حالة من بينها (93) حالة إصابة بالرصاص و(65) إصابة بروائش مقذوفات و(24) حالة طعن واعتداء بالأسلحة البيضاء، بالإضافة إلى (11) حالة وفاة.
أما في مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور، فإن الأوضاع هدأت نسيبا، لكن الاشتباكات الأخيرة خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية ومنازل المواطنين في أحياء مثل الجمهورية، الوادي، الجبل، السكة حديد، الخرطوم بليل.
وأفاد الصحافي الهادي عبد الله، بأن قوات الدعم مازالت تنهب منازل المواطنين وممتلكاتهم وقامت بإنشاء سوق للمسروقات بالقرب من سوق المواشي.
وقال لـ «القدس العربي» إن «قوات الدعم اتخذت أسلوبا جديدا للنهب، حيث تقوم باقتحام الأحياء وإطلاق الرصاص العشوائي بغرض ترويع المواطنين وإجبارهم على الفرار من المنازل حتى تتسنى لهم سرقة البيوت».
وبين أن «شبكات الاتصالات ما زالت مقطوعة عن المدينة، وأن التواصل يتم عبر إرسال رسالة نصية فقط عبر شركة اتصالات وحيدة».
وقد أعلنت مجموعات شبابية في ولاية غرب كردفان تكوين قوات احتياط من متطوعين، قوامها 6 آلاف مقاتل لدعم الجيش.
وقال متحدث باسم قوات الاحتياط الشبابية الجديدة إنها مكونة من جميع الإثنيات والقبائل الموجودة في المنطقة، وتعمل تحت إمرة البرهان.
وغرب كردفان تقع في قلب الطريق الرابط بين إقليم دارفور وولاية الخرطوم، وقد شهدت مواجهات بين طرفي الحرب.
وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، الجهات الدولية والإقليمية للمساهمة في وقف الأعمال العدائية في السودان، محذرا من اندلاع «حرب أهلية.
وقال إن التعبئة العرقية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في السودان سيكون تأثيرها مدمرا على الشعب والمنطقة.
وأكد أن «وحدة الدولة السودانية واستقرار المنطقة على المحك وحان الوقت لإلقاء السلاح».
وذكر أن قوات الدعم السريع أنشأت قواعد في المناطق السكنية في السودان.
سياسيا، نشر الجيش صورا تظهر رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان في كورنيش بورتسودان في البحر الأحمر. وقال إنها تأتي في إطار تفقده أحوال المواطنين.
يذكر أن البرهان استطاع الخروج من القيادة العامة الأسبوع الماضي، بعد
أن كانت قوات «الدعم السريع» قد قالت إنها تطبق عليها حصارا كاملا.
وزار بعد ذلك جمهورية مصر العربية قبل أن يعاود ويزاول نشاطه في مدينة بورتسودان.

شحّ في الوقود

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، دخل السودان في دوامة حرب دامية بين الجيش والدعم السريع، إثر خلافات في قضايا الدمج والإصلاح الأمني وتبادل الاتهامات بإشعال الحرب وإطلاق الرصاصة الأولى.
وتعيش مدينة الخرطوم وعدد من الولايات السودان شحا في الوقود بسبب إغلاق قوات الدعم السريع خطوط الأنابيب من مصفاة الخرطوم.
وكانت قناة «الجزيرة» نقلت عن مصادر أن إغلاق الخطوط تسبب في امتلاء صهاريج التخزين، مما اضطر إدارة المصفاة لإيقاف الإنتاج بشكل كلي. وأوضحت أن الحكومة تتجه حالياً لاستيراد الوقود، وتوزيع معظمه عبر الناقلات لمختلف الولايات، وأن ذلك لا يشمل المناطق في ولاية الخرطوم، التي توجد فيها قوات الدعم السريع.
وأشارت إلى أن عمليات الاستيراد والنقل البري تسير ببطء، مما أدى لشحٍّ في الوقود.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences