اختيار ميسي أفضل لاعب … هل هو تكريم أم تتويج؟
الشريط الإخباري :
حفيظ دراجي
على غرار الكلاسيكو الذي لم يلق اهتماماً جماهيرياً كبيراً الأسبوع الماضي، لم يستقطب حفل جائزة أفضل لاعب في العالم الذي تنظمه مجلة «فرانس فوتبول» نفس الاهتمام بسبب انشغال الناس باستمرار الحرب على غزة، وغياب الاثارة عن نتائجها التي كانت محسومة منذ زمن لصالح النجم الأرجنتيني ليو ميسي الحاصل على الجائزة الثامنة من نوعها متبوعا بالنرويجي ايرلنغ هالاند والفرنسي كيليان مبابي في سنة احتسبت فيها بطولة كأس العالم التي صنع فيها ميسي الفارق مقارنة بهالاند المتوج بثلاثية وبلقب هداف الموسم الماضي، في سيناريو يتطلب إعادة نظر من خلال احتساب التألق خلال الموسم الكروي وليس السنة أو على الأقل غلق التصويت في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الاول، لأن ميسي لم يحقق هذه السنة سوى لقب الدوري الفرنسي مع البياسجي.
وبغض النظر عن العامل الزمني والظروف التي جرى فيها الحفل في زمن الحرب المأساوية التي نعيشها، فإن تتويج ميسي الثامن من نوعه بالجائزة كان محسوما منذ زمن بسبب قيادته منتخب بلاده للظفر بكأس العالم، وقبلها فوزه بكأس أمريكا الجنوبية لأول مرة في مشواره، وتتويجه بلقب هداف المونديال وأفضل لاعب في البطولة، وكذا فوزه بلقب الدوري الفرنسي مع البياسجي قبل أن ينتقل الى انتر ميامي الأمريكي، ويستمر في قيادة منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2026، وكذا في نهائيات كوبا أميريكا المقررة في الولايات المتحدة على أمل المشاركة في كأس العالم المقبلة، لكن بحظوظ ضئيلة في المنافسة على الجائزة مستقبلا أمام مبابي وهالاند وبيلينغهام، إلا إذا توج مجدداً بكأس العالم التي تبقى في نظر الملاحظين مقياسا يلغي كل المعايير الأخرى.
ايرلنغ هالاند أفضل لاعب في أوروبا لهذه السنة نال المركز الثاني في ترتيب جائزة «فرانس فوتبول» 2023، باعتباره هداف العالم بـ52 هدفا في 53 مباراة خاضها مع السيتي في جميع المسابقات، الى جانب تسجيله سبعة أهداف مع منتخب بلاده، وهو الذي توج بدوري الأبطال والدوري الانكليزي الممتاز وكأس انكلترا، وهي معطيات تكفي لترشيح صاحبها للفوز بالجائزة، مثلما ذهب إليه الكثير من المتابعين الذين اعتبروا فوز ميسي تكريما له على فوزه بكأس العالم وليس تتويجا لمجهوداته وانجازاته التي لم تعد ملفتة منذ غادر البارسا والبياسجي والقارة العجوز، على غرار رونالدو الذي لم يصنف ضمن قائمة المرشحين لأول مرة في مشواره منذ 2005.
أما نجم فرنسا والبياسجي كيليان مبابي فقد جاء في المركز الثالث تكريما لمستواه وليس تتويجا لانجازاته التي اقتصرت على لقب الدوري المحلي الفرنسي وأهدافه في سنة صنع فيها الحدث في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عندما رفض التجديد ورفض الرحيل عن فريقه باريس سان جيرمان مفضلا انهاء عقده ثم الانتقال الى حيث يشاء حرا، لكن هذا لم يمنع تألقه في نهائيات كأس العالم 2022 عندما بلغ المباراة النهائية مع منتخب بلاده، ولم يمنع تصنيفه كأحد أفضل لاعبي العالم حاليا، ان لم يكن أفضلهم، وبامكانه الفوز ببطولة كأس أمم أوروبا في ألمانيا الصيف المقبل والمنافسة على التتويج بجائزة أحسن لاعب في العالم في تصنيف الفيفا ومجلة «فرانس فوتبول».
مهاجم الريال جود بيلينغهام سيكون المنافس الأكبر لهالاند ومبابي الموسم المقبل، خاصة إذا تألق مع الريال ومنتخب بلاده في نهائيات كأس أوروبا للأمم، وعندها يكون تتويج أحدهم مستحقا على حد تعبير الكثير من الملاحظين الذين يعتقدون أن ميسي لا يستحق جائزة هذا العام، بل الجائزة هي التي كانت بحاجة الى اسم ميسي لتحافظ على قدسيتها وسمعتها وشهرتها التي تزداد أكثر عندما يفوز بها رونالدو وميسي.