هل نعيد دمج التربية و«التعليم العالي»
الشريط الإخباري :
امان السائح -تدفعنا ازمة المعلمين لاعادة مراجعة الاحداث والتفاصيل واجراء قراءات تحليلية قائمة على شهادات حية ، لنتساءل بحجم الوطن الذي هو العنوان بعيدا عن الاشخاص ، هل سيبقى ملفا التربية والتعليم العالي بيد وزير واحد ؟؟ .
وهل من الممكن اعادة تلك التجربة التي عصفت بالوزارتين لعظم وتداول وتراتب الاحداث فيهما ، ليكون الحمل والثقل كبيرا على الشخص الذي يحملهما ؟، وهل يمكننا تجاوز ازمة المعلمين التي اوقفت عقارب الزمن ليس بوزارة واحدة بل بالوطن بأسره ؟، فكيف بتلك الازمة التي اوقفت واجلت العديد من التفاصيل الخاصة بوزارة التعليم العالي والتربية ايضا ، لأن وزير تلك الوزارتين ،د . وليد المعاني ، حمل العبء بكل تفاصيله ، لأن المنطق يقول « الحياة اولويات « ، وكانت الاولوية للتربية واضراب المعلمين ..
وزارة التربية والتعليم بكل مديرياتها ، وخططها وامتحان الثانوية العامة ، والتكميلي ، والنتائج ، وعبء ادارة المعلمين ، والمناهج الدراسية ، والخطط ، وتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ، والاهتمام بتطوير البنى التحتية للمدارس وتدريب المعلمين ، اليس ذلك يكفي لأن يديره شخص واحد ؟؟ .
وتأتي « التعليم العالي» ، من سياسة استقطاب للطلبة الوافدين ، ومجلس التعليم العالي الذي يترأسه وزير التعليم العالي ، والمسؤولية الملقاة على عاتق تلك الوزارة الحيوية ، من مديريات الاعتراف ومعادلة الشهادات ، وصندوق البحث العلمي ، ولجنة تنسيق القبول الموحد ، وقبول الطلبة تحت مظلتها ، وصندوق دعم الطالب الجامعي ، وتداعيات عمله ، والبعثات والمنح الخارجية ، وكل تلك القصص تبدأ ولا تنتهي ، في ظل اعتراضات ومطالبات ومتابعات ، لا تتوقف عند المواطن الاردني ، وما حصل من قبولات وتداعيات العام الحالي وعثرات وطلبة السودان ، والموازي واعداد المقبولين ، وطلبة الطب ، الشاهد الحي على صعوبة ادارة هذا المركب ..
القضية لا تتعلق بأي من كان شخص هذا الوزير الحالي الذي بذل كل الجهد لادارة هذين المركبين الاكثر حيوية ودخولا الى كل الاردنيين ، لكن القصة تتعلق بالمؤسستين اللتين يديرهما شخص واحد ، مهما كانت قدراته ، فكل من هاتين المؤسستين بحاجة الى شخص متفرغ ، يقضي كل وقته بين المكاتب والموظفين وادارة السياسات بامتياز لتنجح كل منهما بايصال طلابنا ومعلمينا واساتذتنا الجامعيين الى بر الامان والبحث دوما عن الافضل ..
فهل من المنطق ان يبقى الدمج بين الوزارتين !! وهل سيحملنا مزيدا من الاعباء نحن المواطنين جراء ربط الوزارتين بشخص واحد !!
وهل سننصت حقيقة للماضي القريب جدا حيث وقعت ازمة المعلمين لا اعادها .. وشلت حركة الوطن باسره ، ليكون القرار اكثر شفافية ودراسة ، بأن نصر على فصل الوزارتين ويكون لكل منهما شخص يدير كل ملف بجل وقته واهتمامه ..
الوزير وليد المعاني لم يقصر، اجتهد وعمل وصوب ، !! لكنه ارهق بلا ادنى شك وتلك هي شهادة العيان ..
فهل نقرأ حكاية الوطن ونستفيد من اصل كل قصة تحدث لتكون العبر!!