(( وطني )) .. بقلم / امل خضر

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
امل خضر
الوطن كمفهوم شامل لا يقتصر على البقعة الجغرافية والأرض المرسومة بحدود سياسية مصطنعة، ولا يمكن أن يكون الوطن مجرد مكان للإقامة أو اسم نضعه في بطاقة الهوية وجواز السفر ،، وإنما الوطن هو مكان الذي نسكنه ونقيم فيه حضارة معينة بكل تجلياتها؛ فهو الحضن والملاذ الآمن الذي تأوي إليه أرواحنا، والبيت الكبير الذي يجمع الأهل والأحبة أحياء وأمواتا، إذ نولد فيه ونتربى ونترعرع ونكبر في كنفه ونتمنى أن نموت وندفن فيه، فالوطن هو الرابطة التي تشدنا أينما حللنا وارتحلنا؛ لأننا نحن البشر من دون وطن ننتمي إليه مثل الطيور بلا أعشاش وأوكار تأوي إليها، لهذا ينبع حب الوطن من عمق القلب، ويتجسد في الكثير من الأشياء، ومن غير المعقول حصر الوطن وتقزيم دلالته ليصير مجرد أرض وأشجار وتراب وغير ذلك من الأمور غير المجردة، لأنه يبقى أكثر من ذلك على اعتباره مجموعة من الأشياء المادية والمعنوية التي لا يمكن فصلها أبدا.  
سوف اتحدث عن حب غير عادي؛ حب الوطن وتجاوز الحد الطبيعي من الحب الذي قد يصل في بعض الحالات إلى نوع من الارتباط الهوسي الذي لا تفسير منطقي له .
نحب الأردن لأنه الوطن الذي عرفناه ولانه يمثل كل شيء تعلمناه وكبرنا معه ، و لأنه مغروس في ذاكرتنا كاشجارالزيتون وحكايات الأجداد،ولانه الأرض التي لعبنا فوقها و افترشنا ربيعها ولحفتنا سمائها ونمنا بفي ظلال أشجارها وهى التي شربنا ماء حوضها فكيف لا نكون أوفياء لها
حب الأردن قصيدة رائعة يدبج كلماتها شاعر ملهم، ولكن قبل ذلك حب الأردن عمل دؤوب وجهد مبذول بلا ملل ولا كلل، وعطاء دائم، دون انتظار مكافأة، ودون توقف على الجزاء
عاش الأردن، وعاش الملك، وعاش الشعب الأردني الأَبيْ
بكل عزم وإصرار، وإرادة وإيثار، وطموح وإقتدار، نعشق الوطن ، اردننا الغالي .
 نفتدي وطننا بالغالي والنفيس لصدِّ الأشرار، سيف في وجه كل عابثا فاسد بالمرصاد، بوطني ووطن العُرْبِ الأحرار، بالعطاء والإبتكار والأفكار، لنسمو به للعلياء والإزدهار . 

نمتلك حياة واحدة، نُضحي بها من أجلك يا وطني ، لتبقى شامخاً أبيَّاً بين البلدان، وكنَّا نتمنى حياة أخرى نفتدي بها خير البلاد ، فهذا عِشق وحب للاردن وطن الأخيار، له ملك هاشمي من سلالة  محمدا عليه السلام عبدالله الثاني إبن الحسين عميد آل البيت الأطهار، وهذا شرف كبير للأردن باركه الله خالق الحبِّ والنوى والأشجار، فأرضنا وشعبنا  مبارك من ربِّ الرحمان.

حب الأردن يتدفق سيلاً في نفوس رجالات الوطن جميعاً، كل على ثغره وعلى رأس كل عمل، هذا يحرس الأمن، وذاك يقدم الخدمة، وذاك يصلح ما عطب من مرافق، وهذا يوجّه المارّة، وذاك يبيع الخبز وآخر يسرع في إحضار الخضار والفواكه، وآخر من يسعى لإحضار مستلزمات التموين، وفريق يسهر على راحة المرضى والموجوعين، وأخرون كثر كل في عمله وتجارته وخدمته

وإذا كانت الدنيا كلها أخذ وعطاء، وبيع وشراء، فيمكننا القول في الختام الحبّ خدمة وعطاء وتضحية، ، وصدق ووفاء، وتعاون وصفاء، وعمل ونماء، وولاء وانتماء، وكرم وسخاء، قبل أن يكون قولاً وادّعاء.
لن يثنينا الموت عن خِدْمة الوطن بإنتصار ، فهذا وطننا الغالي سيد البلاد والاوطان  .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences