حزب الله وهجمات عنيفة على مواقع عسكرية اسرائيلية بمسيّرات وصواريخ أرقت الجليل ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حملت نهاية الاسبوع تصعيداً في العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية، وقد طاولت الغارات الإسرائيلية للمرة الأولى منطقة النبطية حيث أطلقت مسيّرة صاروخين في اتجاه معمل لأشغال الألومينيوم على طريق تول الكفور ما أدى إلى احتراقه.

وكثّف حزب الله عملياته يومي السبت والأحد مستهدفاً مواقع الراهب ووادي سعسع وثكنة راميم وشتولا تجمعاً للمشاة في خلة وردة، ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنة شلومي بعد رصد إطلاق 6 صواريخ من لبنان.

وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله في سلسلة بيانات أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو ‌‌المقاومة الإسلامية الأحد موقعي الضهيرة وحانيتا ونقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة، وتجمعاً لجنود الاحتلال ‌في مركز سرية مستحدث في موقع جل العلام، وأعمال الصيانة في موقع المرج ثم موقع العباد في مزارع شبعا وثكنة يقتاح وبياض بليدا وموقع المالكية محققاً إصابات مؤكدة”.

وبعد تسجيل غارة إسرائيلية صباح الأحد على منطقة الخرزة داخل بلدة عيتا الشعب، تسللت 3 مسيّرات لحزب الله نحو منطقة الجليل، وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض هدف جوي مشبوه اجتاز من داخل لبنان، وأن الجيش رد بالنيران نحو الأراضي اللبنانية”.

وذكر مراسل "المنار” علي شعيب أنه "بسبب الضباب وهطول الأمطار وسوء الرؤية وغياب المسيّرات تعبّر قوات العدو عن هاجس التعرض للاستهداف باستخدام الرشقات الرشاشة والقصف المدفعي المتقطع في محيط مواقعها الحدودية والأحراج المقابلة على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة”.

وسقطت قذائف إسرائيلية على بلدتي دبل والقوزح في قضاء بنت جبيل، وتعرضت منطقة اللبونة وأطراف طيرحرفا الجبين وأحراج الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي إضافة إلى تلة حمامص وسهل مرجعيون وبلدة الطيبة والقليعة التي استهدفت كل منها بـ3 قذائف بالقرب من مشروع الطيبة 800 إضافة إلى أطراف بلدتي كفرشوبا وشبعا.

بعد ذلك، استهدف القصف الإسرائيلي سيارة مدنية تستقلها امرأة تُدعى سناء رسلان وابنها حسين الأسمر على طريق كفركلا، لكنهما نجيا بأعجوبة بعد احتمائهما في أحد المنازل وعمل الصليب الأحمر اللبناني على إخراجهما من البلدة.

جهوزية حزب الله
وتعليقاً على هذه التطورات، أكد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم "أن الحزب سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم، وهو يقوم بإشغال العدو الإسرائيلي وإرباكه وإيقاع الخسائر فيه ومنعه من استخدام كل قوته في مكان آخر، بل وجعله في حالة قلق وسيبقى كذلك”.

وقال "نحن على أعلى جهوزية لأي احتمال يمكن أن يطرأ، وكل هذه التهديدات التي تقولها إسرائيل لا قيمة لها بالنسبة إلينا. نحن نخوض في الميدان ونعبِّر عن إيماننا وعن قناعتنا في الميدان ونُوقع الخسائر الكبيرة إسرائيل في منطقة الجنوب مقابل فلسطين المحتلة”.

ورأى قاسم "أن كل كلام غير المقاومة لا ينفع في مواجهة التحديات سواء على المستوى الدولي أو الإسرائيلي”، وسأل "هل تلاحظون كيف أنَّه في الفترات السابقة كانوا يقولون ممنوع على المقاومة أن تملك سلاحاً معيناً، ممنوع أن يملك الأحرار إمكانات وقدرات للمواجهة. هذه المقاومة ليست للنقاش وليست للبازار السياسي، هذه المقاومة هي صونٌ وحماية للبنان وخياراتنا ومنطقتنا، وستبقى قويَة عزيزة وستبادر في قوتها إلى أقصى حد، كل ما نستطيع أن نملكه وأن نتدرب عليه من أجل أن نكون أقوياء سنقوم به على الرغم من كل الأصوات التي لا يعجبها ذلك، لأنَّه لا يمكن أن نحمي بلدنا وخياراتنا وأجيالنا وتربيتنا إلَا من خلال القوة التي نملكها”.

بدوره، اعتبر رئيس "تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن "أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان من خلال عملياتها اليومية، منذ أكثر من أربعين يوماً وبشكل متزايد وبشكل نوعي وكمي، هو دعم للشعب الفلسطيني الصامد والصابر في غزة والضفة، وللمقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة”.

واستهجن كيف "يدّعي جيش أنه من أقوى جيوش العالم والمنطقة، ويستقوي على المرضى والأطباء والممرضين والمسعفين والنازحين والجرحى، ولكنه يعجز أمام المقاومين عن تحقيق إنجاز وحيد، لذا ذهب إلى اختراع أفلام سخيفة فاشلة مركبة فضحته وسائل الإعلام التي تدعمه مثل BBC و CNN”.

مخاوف جنبلاط
في غضون ذلك، حذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من "أن الأيام المقبلة صعبة جداً”، وتخوّف "من استمرار الحرب وتوسعها في المنطقة”.

ودعا خلال جولة مع نجله تيمور على بلدات شويت وبعلشميه والعبادية "إلى التضامن ووحدة الموقف في هذه الظروف الصعبة”، مشددًا "على ضرورة عدم الانجرار للحرب”.

جنبلاط يحذّر من أيام صعبة جدا ومن الانجرار إلى الحرب

وحيا جنبلاط "صمود الشعب الفلسطيني في غزة الذي يواجه آلة القتل والتدمير الإسرائيلية”، وقال "إن الوضع اليوم قد يكون أصعب بكثير مما مررنا به زمن حصار بيروت واجتياحها، لذلك نطلب التضامن ووحدة الصوت والكلمة. واليوم خلافاً للماضي، لا نملك أي قدرة على التغيير في قرارات الدول، فهي لها حساباتها، ونرى كيف شعباً بأسره يُضحى به بالرغم من المظاهرات الكبرى خاصة في الغرب. إلا أن القرار يبدو استكمال حصار غزة وتدميرها، والله أعلم ما هو مصير الشعب الفلسطيني في غزة والضفة”.

وتمنى الزعيم الدرزي "الا نُستدرج إلى الحرب”، معتبراً أنه "إذا وقعت الواقعة فلا حول ولا قوة، إلا أنه لا يجب أن نُستدرج، والأمر يعود إلى الفريق المقاوم وإلى إسرائيل، وعندما نرى الكم الهائل من الأساطيل على المرء أن يحسب أن شيئاً آتٍ”.

وحول الوضع الداخلي، رأى جنبلاط أنه "كان الأجدى لو هناك حد أدنى من الوحدة الوطنية وانتُخب رئيس أياً كان”، وختم "جيشنا صامد وكبير وضروري اليوم الخلاف على تعيين قائد جيش، لكن لا أفهم الخلافات لأجل رئاسة قد تأتي أو لا تأتي”.

وكان تصاعد الخلاف حول ملف التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون أو تعيين قائد جديد، ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل "يريد التخلص من قائد الجيش العماد جوزف عون لاعتبارين: الأول أنه تمكن من بناء كيان للمؤسسة العسكرية ومنعه من التدخل فيها خصوصاً لناحية التشكيلات، وأدارها كما يجب، ولا سيما أن لا خلاف سياسياً بين الرجلين، باعتبار أن عون لا يتدخل في الشؤون السياسية ولم يطلق يوماً مواقف سياسية، أما الاعتبار الثاني فيكمن في أن باسيل يخاف من قائد الجيش على خلفية أن العونيين يسمعون له ومن الممكن إذا استمر في موقعه وبعدها في غيره، أن يشكل منافساً جدياً وقوياً له”.

لا للمس بقيادة الجيش
وجدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي موقفه من ضرورة عدم إسقاط قائد الجيش، وأكد على "نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الذي جاء فيه: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبية، من الواجب عدم المس بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فأي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسية شخصية” في اشارة غير مباشرة إلى حسابات رئيس التيار جبران باسيل الرئاسية.

وانتقد الراعي بشدة معطلي انتخاب رئيس الجمهورية، وقال "المجلس النيابي لا يقوم عمدًا بواجبه الأول والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ويغيّب السلطة العليا في البلاد منذ سنة. فيتعثّر هذا المجلس ويفقد مسؤوليته في التشريع والمحاسبة والمساءلة. كذلك في حكومة تصريف الأعمال المنقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر في موضوع صلاحياتها. والشعب يزداد فقرًا بسبب هذه الممارسات”.

وتوجّه الراعي إلى المعطلين بالقول "لا يحقّ لكم، أيها المعطلون الاستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهورية. لا يحق لكم أن تخلقوا أزمات وعقدًا جانبية بدلًا من المباشرة الفورية بانتخاب الرئيس فتحل عقدكم، وتكفّوا، إذا سلمت نياتكم عن سياسة المتاجرة الرخيصة. لا يحق لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش، وبروح الكيدية والحقد والانتقام. اذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهورية، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحل جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة”.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences