معركة البصمة الجينية
الشريط الإخباري :
د. حمزه العكاليك
أطلقت الصين العديد من التحذيرات الأمنية بشأن ما تسميه "الأسلحة النووية الجديدة" التي يمكن أن تكون سلاحًا قويًا للدمار الشامل، وفقًا لصحيفة جلوبال تايمز. أصدرت وزارة الدولة الصينية للصناعات الدوائية يوم الاثنين 20 أكتوبر 2023 بيانًا تحذر فيه من أن منظمة غير حكومية بريطانية تقوم بتجنيد "متطوعين" صينيين مشهورين من أجل " الأنواع الجينية"، والتحقيق في شراكة التنوع البيولوجي تحت غطاء البحث العلمي. وتقول الوزارة الصينية إن ما يسمى بـ "الأسلحة الإقليمية" مصممة لمجموعات عرقية محددة وليس لأي شخص فقط. من ناحية أخرى، في يونيو/حزيران الماضي، ادعى المرشح الأميركي روبرت كينيدي جونيور أن «الصينيين يتعاملون مع أسباب بيولوجية عنصرية»، داعياً الولايات المتحدة إلى العمل على تطوير مثل هذه التكنولوجيا أيضاً.
أثار مجال الأبحاث الجينية الناشئ نوعًا جديدًا من المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين. ولقد اندلعت "حرب الجينات" بين هاتين القوتين العالميتين بناءً على التقدم العلمي والتداعيات المحتملة على الصحة والأمن العالميين. ففي السنوات الأخيرة، اشتد السباق على التفوق الجيني، فمع ظهور الولايات المتحدة والصين كمتنافسين رئيسيين في حرب الجينات يعد هذا المجال ذا أهمية استراتيجية لكلتا القوتين مما يسلط الضوء على المشهد التنافسي وآثاره على القيادتين العالميتين. وتحمل بيانات البصمة الجينية القدرة على إعادة تشكيل العمليات الاستخباراتية. ومن الممكن استغلال القدرة على تحليل الميول الجينية ونقاط الضعف لجمع المعلومات الاستخبارية، مما يثير المخاوف الأخلاقية بشأن الخصوصية، والمراقبة، واحتمال إساءة استخدام المعلومات الجينية لأغراض سرية. ويمتد التنافس الجينومي إلى مجال الأمن السيبراني، فمع خطر التجسس السيبراني وسرقة البيانات الجينية. أصبحت حماية قواعد بيانات الحمض النووي الجيني من الجهات الفاعلة الخبيثة ضرورة أمنية وطنية، مما يستلزم اتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني لحماية المعلومات الجينية الحساسة من الوصول أو التلاعب غير المصرح به.