للحرب على غزة معايير مزدوجة ..
الشريط الإخباري :
ماذا يحدث في غزّة؟
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
" مقدِّمة"
مفردة "السؤال" وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين.
الأستاذة بديعة النعيمي من الأردن تكتب لنا من زاويتها "ماذا يحدث غزة"؟
للحرب على غزة معايير مزدوجة
بديعة النعيمي/الأردن
ما الذي يدفع دولة الاحتلال لتقبل على نفسها شيئا وهي المغتصبة الغازية ثم تحرمه على أصحاب الأرض الشرعيين؟
فهل السبب الذي يدفعها لازدواجية المعايير هو هاجس الانتقام من المقاومة في غزة التي ما فتئت تذكرهم من حين لآخر بأنهم طغاة ومغتصبو أرض وقتلة أطفال ومدنسو أماكن العبادات؟ أم أنّ السبب في هذه الازدواجية هو تغيير الحقيقة التاريخية بأنّ فلسطين دولة عربية وأنّه ليس للفلسطينيين أيّ حقّ بها وأنّهم هم من يمتلكون الحق التاريخي والدّيني بها؟
يبدو أن الأسئلة كثيرة والأسباب أكثر لكن دعونا نستذكر هنا الطيّار الألماني هربرت كوكورس الذي كان متطوِّعا في قوّات الأمن الخاصة (الغستابو) البوليس السري الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية والذي أصبح فيما بعد على قائمة الأهداف المَنْوي اغتيالها من قبل دولة الاحتلال لاعتباره مجرم حرب نازي لأنه وعلى حدّ قولهم متورط بقتل خمسة عشر ألف يهودي بشكل مباشر أثناء الهولوكوست المزعوم، وبشكل غير مباشر متورط في قتل عشرين ألفا. وقد ادّعت دولة الاحتلال بأنه قتل اليهود في تلك الفترة من أجل التسلية. فكان يطلب منهم الهروب للنجاة بحياتهم ثم يطلق عليهم الرصاص، كما أنه قام بإضرام النار في المعابد بعد حبس اليهود فيها وشرب الويسكي وهو يستمع إلى صراخهم..
إذا افترضنا بأن جميع ما ادّعته دولة الاحتلال بحقّ كوكورس صحيحا، فليفسروا لنا إذن ما ارتكبته عصاباتهم في فلسطين من قبل قيامها وإلى بعد ذلك. ألم يرتكبوا عشرات المجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني؟ ألم يهدموا عشرات القرى؟ ألم يطلقوا الرصاص على أصحاب الأرض بعد أمرهم بالفرار؟ ودعونا نتخذ مجزرة قرية دير ياسين كنموذج لما ارتكبوه من أفعال اعتبروها جريمة بحقّ كوكورس مثل أنّه شرب الويسكي وهو يستمع إلى صراخ اليهود وهم يحترقون! فما الذي حصل في قرية دير ياسين بتاريخ 9 نيسان 1948؟ بشكل سريع ومختصر ارتكبوا مجزرة من أبشع المجازر في التاريخ حيث قتلوا واغتصبوا وبقروا بطون الحوامل وأخرجوا الأجنة وحزوا رؤوسها بدم بارد وبعد القتل وإرضاء ساديتهم وهوسهم للذبح قاموا بحرق الجثث بعد دفنها في الآبار كما شربوا وأكلوا على رائحة الدم وشواط الجثث. فهل ما ارتكبه كوكورس جريمة وما ارتكبوه هم مجرد لعبة إلكترونية؟
والآن وما يحدث في غزة وتحديدا في 7 أكتوبر من قصف متواصل وعنيف واستهداف للعمارات السكينة والمستشفيات ومراكز الإيواء وما رصدته فيديوهات عرضت على وسائل التواصل الاجتماعي من سماع قهقهاتهم أثناء استهدافهم للمساجد وشقق المدنيين، ألا يعتبر في أعرافهم تسلية؟