هبة تضيء عتمة الزنازين
الشريط الإخباري :
رغم ان الكيان الصهيوني المحتل يملك احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا العسكرية الامريكية والغربية ،اضافة الى منتجاته هو من التصنيع العسكري الحديث وقدرته على امتلاك آخر ما توصلت اليه آلة الانتاج العسكري على مستوى العالم ،الا انه كل يوم يثبت بأنه كيان في غاية الهشاشة والضعف والرعب من جهة ،ويعاني من انحطاط اخلاقي وانساني من جهة ثانية ،وتحت مظلة الهاجس الامني يمارس ابشع انواع الارهاب والقمع وانتهاك حرية وكرامة الاخرين ،والاعتداء على حياتهم وهو مطمئن لغياب المحاسبة والعقاب والافلات من القانون الدولي بفضل الام الحانية والحاضنة للكيان المحتل الادارة الامريكية برئاسة ترامب.
كيف يستطيع هذا الكيان ان يثبت بأن فتاة مثل هبة ،يمكن ان تهدد وجوده وأمنه ومنظومة حياته ،وهي في زيارة الى بلدها فلسطين تستمر اياما معدودة،وبمقدور اجهزته الامنية مراقبتها بشكل دائم اينما حلّت وحيث وصلت،انها المزاجية الصهيونية في الاعتقال ،ولو كانت هبة مذنبة فعلا ،فان سلطات الاحتلال سوف تعقد لها محكمة عسكرية وتصدر حكما بحقها ،لكنها بريئة وما يثبت ذلك اصدار الحكم الاداري بحقها لمدة خمسة اشهر ،ويتضح من هذا السلوك الاحتلالي الارهابي ان الهدف الرئيس والاساسي من وراء اعتقال هبة وغيرها مثل عبدالرحمن مرعي ،ارهاب كل من يفكر بزيارة فلسطين وجعله يفكر الف مرة قبل التوجه نحو الجسر ،لقد سبق لهم ان اعتقلوا العشرات وقتلوا القاضي رائد زعيتر على الجسر ،وقاموا باعمال اجرامية كثيرة ضد العائدين والزائرين الى فلسطين المحتلة ،من اجل منع المغتربين الفلسطينيين من العودة الى وطنهم ،وقطع اواصر وحبال التواصل بين الشتات الفلسطيني ووطنهم الاصلي.
اعتقلوا هبة واقتادوها الى الزنازين المظلمة لتقضي فيها خمسة اشهر دون محاكمة ،تحت بند ما يسمونه بالحكم الاداري ،اي ان المعتقل لا يعلم الاسباب التي ادت الى اعتقاله ،وقد يتم تمديد الاعتقال الاداري عدة مرات وتمضي السنين من غير محاكمة ،هذا هو الاحتلال الصهيوني الذي يقلب الفرح الى حزن ،والحرية الى قيود ،والامل الى يأس ،والتفاؤل الى احباط،في محاولة بائسة لانتزاع الوطن من بين ضلوع واحشاء ابنائه ،بعد ان اختلق الاحتلال بدعة جديدة بأن مجرد التفكير بزيارة دولة فلسطين المحتلة ،فان الزائر متهم بالعمل على تقويض امن الاحتلال وازلة الكيان المحتل من الوجود،وبدلا من التوجه الى احضان الاهل والاقارب والاحباب والاصحاب ،تنقله مجنزرات الاحتلال معصوب العينين الى زنازين الظلام والاعتقال.
لا تعنيهم التهمة التي سيلفقونها للمواطنة هبة ،لانها ليست ضرورية بالنسبة لهم ،ولديهم العديد من التهم الجاهزة التي تكفي لسكان الارض ،وكل ما يهمهم هو معاقبتها بالاعتقال الاداري والتعذيب لانها زارت وطنها فلسطين ،واحتفظت بذاكرتها بهذا الانتماء الوطني والتشبث بالارض والتواصل معها.
تعلم هبة جيدا ان العدالة في هذا العالم مفقودة ،والقوانين مجرد اسماء رنانة لا قيمة لها ولا تفعيل ،لذلك اختارت ان تقاوم الاعتقال وتصمد وحيدة ..اداة نضالها الجوع والاضراب عن الطعام، وقررت ان لا تستنهض احدا ولا تستصرخ جهة في هذا العالم المتهالك لعدم الفائدة.