100 تظاهرة في 56 مدينة مغربية في جمعة الغضب للتنديد بالجرائم الإسرائيلية في غزة ..
الشريط الإخباري :
كشفت هيئة مغربية عن حصيلة المسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني والوقفات الاحتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي الهمجي، في مختلف المدن المغربية، مسجلة 100 تظاهرة في 56 مدينة مغربية في جمعة الغضب الحادية عشرة، للتنديد بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من شهرين، والمطالبة بإلغاء اتفاقية التطبيع.
"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” تحدثت عن نجاح المسيرة الشعبية التي شهدتها العاصمة الرباط، حيث "أكد المغاربة للمرة الرابعة في مسيرات مليونية منذ انطلاق طوفان الاقصى، على ارتباطهم القوي بفلسطين ومقاومتها وشعبها، وبرفضهم القاطع للتطبيع مع عدو مجرم إرهابي، يقتل الاطفال والنساء، ويهدم البيوت على رؤوس أصحابها”.
وفي بيان استعراض حصيلة نهاية الأسبوع وجمعة الغضب الجديدة، قالت الهيئة إن المحتجين "طالبوا بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني وطرد الصهاينة والتراجع عن اتفاق التطبيع”، كما طالبوا "الدولة المغربية باتخاذ مواقف صريحة لدعم الفلسطينيين والتنديد بالحرب الصهيونية في حق غزة والتي خلفت أكثر من 20000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء”.
إلى جانب ذلك أفادت الهيئة في البيان نفسه، بأن المشاركين في التظاهرات "رفعوا شعارات تدين التقاعس الدولي في نصرة أهل غزة، وتشجب الصمت الدولي غير المبرر والتخاذل العربي الرسمي، مطالبة بفتح معبر رفح البري من أجل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة”.
وتحولت الصفحة الرسمية للهيئة على الفيسبوك، إلى ألبوم صور ومقاطع فيديو توثق للمسيرات والوقفات الاحتجاجية التي شملت 50 مدينة مغربية، على رأسها العاصمة الرباط التي كانت قبلة مسيرة الاحد الشعبية، وهي تسجل رقما كبيرا جديدا للمشاركين فيها.
الأقدام التي سارت في المسيرات، بمعيتها الأقلام التي قال حملتها من كتاب مغاربة كبار كلمتهم في ندوة احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط ونظمها منتدى المتوسط للتبادل والحوار، وتمحورت حول "طوفان الأقصى… التداعيات والأدوار المطلوبة”.
بعض المتدخلين في الندوة من الوزن الثقيل سياسيا وفكريا وأدبيا، مثل محمد الأشعري الوزير السابق، وحسن أوريد مسؤول سابق في عدد من المناصب العليا، لكنهما اليوم يحتفظان بصفات الكاتب والأديب والمفكر، وجمعهما "طوفان الأقصى” ليعبرا عن طوفان من المواقف.
الأشعري أكد في مداخلته أن طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي شكل صدمة للجميع، والسبب حسب رأيه أننا "كنا في غمرة يأس قاتل، ونشيع بنظراتنا جثمان القضية الفلسطينية”، وأوضح بالخصوص "بعد ما عاشته القضية مؤخرا من تآمر سياسي وتمييز عنصري وتهجير وملاحقات واعتداءات واعتقالات واختطافات طالت الشباب الفلسطيني في كل فلسطين، وسط صمت مطبق للعالم وللإخوة على حد سواء.”
وبالنسبة لوزير الثقافة السابق، فإن "الحقيقة البارزة والأساسية من معركة طوفان الأقصى هي أن المقاومة ليست فقط ضرورية وقضية حياة أو موت بالنسبة للفلسطينيين، بل إنها ممكنة حتى بفاعل صغير وإمكانات شبه منعدمة، ومؤثرة وقادرة على زعزعة أقوى كيان في منطقة الشرق العربي، وأن تجرحه في كيانه وفي أسطورته المؤسسة.”
لذلك يضيف الأشعري، "اليوم علينا أن نؤمن أن هذه المقاومة التي جعلها هؤلاء ممكنة اليوم، ممكنة غدا وبعد غد وفي كل وقت.. ومن يلوح أن نهاية القضية ستكون بإقبار حماس في غزة واهم، لأن حماس أصبحت في كل جسد فلسطين”.
كما وجه الوزير الأسبق الدعوة إلى عدم التوقف عن فضح فظاعات إسرائيل في غزة وأن يكون ذلك عملا يوميا في كل الوسائل والمنابر الممكنة، مع عدم التوقف عن مخاطبة الرأي العام العالمي ووخز ضميره بهذه الجريمة التي كان العالم الغربي ضالعا فيها لأبعد الحدود.
السياق نفسه تطرق إليه حسن أوريد، الكاتب والأكاديمي والأديب، مؤكدا أن ما يجري في فلسطين بسبب العدوان الاسرائيلي غير المسبوق والدعم الذي يحظى به من أمريكا وأوروبا يدعونا إلى تغيير نظرتنا إلى الغرب، لأن هذا العدوان يسائل الطريقة التي كنا ننظر بها إلى الغرب والتي ينبغي أن تتغير، لكون القيم الكونية التي ينادي بها يجعلها قيما اختزالية يتم تطبيقها على مقاسه ولا يتم تعميم قواعدها على قدم المساواة على كافة الشعوب.
وقال أوريد في مداخلته بالندوة ذاتها، "إن العالم يعيش حاليا لحظة مفصلية عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية حماس”، والوقوف عند حجم معاناة الشعب الفلسطيني بسبب العدوان الذي تلا هذه العملية، لأن "الفلسطينيين مهما أظهروا من مقاومة وصبر فإن (للصبر حدود).”