رومانسيون أم إرهابيون؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
عالية الشاعر

ربما يبدو هذا العنوان الذي يتخذ سمة المقارنة غريباً للقارئ، نعم ثمة جدلية علاقة خفية بين (المصطلحين) يُجيزها ترابط بين مدركين لاقترانهما في الذهن بسبب يصعب تفسيره و سبر كهنه، كان ينتابنا إحساس بتدافع وصراع يغلي ويمور غضباً وغيظاً في عقولنا، لنعاني من حُمَّى التوتر وطأتها ثقيلة على الأبدان نتيجة الإحباط والاكتئاب الذي يسببه القلق المتواتر لما يجري من أحداث مأساوية نصحو وننام على وقعها، فلا نكاد نلتقط أنفاسنا من نبأ مرّوع حتى يصدمنا خبر مفجع ينزل على رؤوسنا كمطرقةٍ يرتّدُ ضجيجها ألماً يتغلل في أنفسنا التي تخدّرت بالقهر وهدّها الشعور بالعجز كمتفرجين لا نملكُ الحل.

نعم نحن نعيش حالة من الغليان السلبي أو الرومانسية الثورية المعطّلة الفاعلية في بلدان تعاني تقهقراً سياسياً إقتصادياً وتخلخلاً إجتماعياً، مع هذه الظروف التي تتلاطم فيها مشاعرنا وانفعالاتنا كأمواج في بحر لُجِّيٍّ شُدّت واستُنفرت أعصابنا الى حدها الأقصى، لنصاب بعدوىٰ هدوء رد الفعل العكسي كأن نرتشف فنجان من القهوة متابعين على الشاشات أفظع المشاهد من الدمار الهائل والإبادة الجماعية لأهلنا في غزة، أما الناجون فباتوا يتعرضون على مدار الساعة للكَيّ النفسي تتبخر معه الأمنيات، بالرغم من ذلك مازالوا يرنون أن تُفتح بوابة الفرج على مِصْرَاعَيْهَا للعبور إلى الأمل المنشود، كذلك لا نغفل عن ذكر الاعتقالات والقتل اليومي لشبابنا المقاومين في الضفة الغربية، أجل نحن نعيش في عصرٍ أحد أخطر مظاهره سباق التسّلح والطغيان الذي يرىٰ عتاته أن من حقهم السيادة و السيطرة والهيمنة على الشعوب المستضعفة بقبضات حديدية تقطر منها دماء الأبرياء
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences