العدوان مستمر .. والخذلان أيضاً

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
سعدية مفرح

نحن، ومنذ ما يزيد على المائة يوم، لم نفعل شيئاً حقيقياً من أجل وقف العدوان الصهيوني الشرس على غزّة. نعم دعوْنا وكتبْنا وشاركنا في بعض الفعاليات والوقفات، ورفعنا العلم الفلسطيني في مناسبات كثيرة، وتوشّحنا بالكوفية كلما خرجنا إلى واحدةٍ من هذه الفعاليات والمناسبات، وسخّرنا حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالعدوان والتعريف بما يجري وإعلان التضامن مع الفلسطينيين هناك. لكن الحرب مستمرّة بكل غطرستها، وأهلُ غزّة الذين كانوا يموتون أو يصابون أو يهجرون أو يفقدون أحبابهم فقط، أصبحوا الآن يجوعون ويعطشون، بعدما منع عنهم الصهاينة كل مقوّمات الحياة تقريباً. ومع هذا، لا نفعلُ شيئاً سوى ما بدأنا به. بل بدأ كثيرين، كما يبدو، يشعرون بالملل وبالتعب وباللاجدوى مما يقومون به تجاه ما يحدُث، فصمتوا أو قلّلوا من مشاركاتهم وأنشطتهم. ألومهم بالتأكيد على هذا الشعور المقيت بالملل والاعتياد، وألوم غيرَهم أكثر على صمتهم منذ البداية على ما يحدُث، لكن هذا لا يعني أنّنا، نحن المستمرّين على سبيل التنديد والتضامن، بخير. نحن لسنا بخير، وشعورُنا بالعجز يكاد يقتلنا ونحن نرى أهل غزّة، وفي الشمال من القطاع تحديداً، وصلوا إلى حد الجوع والعطش، وأصبحوا يأكلون كل شيءٍ يجدونه أمامهم.. ولا يجدون.

لا أعرف ما علينا تحديدا فعله، ولكنه موجود. لا بد أنه موجود، ولا بد للتضامن مع من نحبّ أن يكون أقوى مما هو عليه. لا بد من وسيلةٍ ما تُشعرنا بأننا على الأقل استطعنا أن نساهم بالتخفيف عنهم. أننا وقفنا معهم، وأن التاريخ سيضعنا، في يوم ما، في الجهة التي يقفون فيها بلا تردّد. لكن هيهات! فما أراه من تعاطف الغرباء وتضامنهم مع أهل غزّة، يعيدني إلى وضعنا، متضامنين ومتعاطفين عرب! والمقارنة دائما لصالحهم للأسف، بالنظر إلى ما يربطنا وما يربطهم بفلسطين.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences