"طقوس التذكر المحرم" للكاتب والمترجم الدكتور أسامة المجالي.
الشريط الإخباري :
عقدت مبادرة نون للكتاب مساء السبت الموافق (٢٠٢٤/٣/٩) في مكتبة عبد الحميد شومان في جبل عمّان جلسة ناقشت فيها كتاب "طقوس التذكر المحرم" للكاتب والمترجم الدكتور أسامة المجالي.
بدأت الجلسة بتقديم الكاتب أسيد الحوتري للناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي والتي قدمت قراءة نقدية عن "طقوس التذكر المحرم" تطرقت فيها إلى أهمية المكان في هذه المجموعة والذي شكل حلقة وصل بين جميع النصوص، كما أشارت إلى تنوع الأجناس الأدبية لهذه النصوص التي كانت القصة القصيرة أحدها. هذا وسلطت الدكتورة عنبتاوي الضوء على المساحة التي شغلتها فلسطين والقضية الفلسطينية في نصوص الكتاب، والتي كانت كما يلي: "طقوس التذكر المحرم" التي استدعت حرب النكسة عام (١٩٦٧) وآلامها، قصة "بكاء" التي صورت الاعتداءات على قطاع غزة في الماضى والحاضر، و"تسويات المتعبين" التي استذكرت نضال الفنان ناجي العلي والسلام الموعود.
قدم بعد ذلك الأستاذ طارق عودة نبذة عن المسيرة العلمية والأدبية للدكتور المجالي الذي له عملان إضافيان في الأدب المترجم وهما: ترجمة لمختارات شعرية تركية عن مدينة إسطنبول تحمل اسم "يهديني مدينة يهديني إسطنبول"، ومخطوط ترجمة لرواية "مربي الورد" للكاتب التركي (راسم أوزدانؤوران).
ناقش الحضور "طقوس التذكر المحرم" من ثلاثة محاور، كان المحور الأول عن انطباعات القراء عن الكتاب ومواطن القوة والضعف فيه. أجمع الحضور على جمال لغة النصوص وشاعريتها وشعريتها. أكد الروائي محمد حسن العمري على جرأة الطرح الذي عالج مواضيع مسكوت عنها في الغالب. تطرق الكاتب أيضا إلى ثيمات نادرة منها الاقتصاد المحلي للأردن من خلال قصته "قطعة نقد". كان التلميح لا التصريح الصفة الطاغية على النصوص وتجلى ذلك في "طقوس التذكر المحرم" حيث تجنب الكاتب ذكر عام (١٩٦٧) أو ذكر لفظ "النكسة" واكتفى بذكر يوم وشهر الحدث الرئيس في القصة.
محور النقاش الثاني دار حول الأجناس الأدبية للنصوص. أشار عدد من الحضور منهم الكاتب هارون الصبيحي والروائية سلمى الأشهب إلى تنوع الأجناس الأدبية في الكتاب، فهنالك الأقصوصة، والقصة القصيرة التقليدية والحداثية، والخاطرة والمقالة، وكانت المواضيع تاريخية ومن أدب الرحلات، وكان أبرز الأجناس السردية أدب المذكرات واليوميات التي انطلقت منها كل النصوص الأمر الذي أمتع بعض القراء وشتت آخرين بحسب آراء الحضور. وأضح الحوتري أن مجموعة من هذه النصوص وإن ارتدت عباءة القصة القصيرة إلا أنها في الحقيقة كانت تقف على حدود مجموعة من الأجناس الأدبية المختلفة بنسب متفاوتة.
المحور الثالث للنقاش كان حول الأسباب التي دعت المجالي للتذكر. اتفق الحضور على أن للتذكر أسباب عدة منها: استرجاع اللحظات السعيدة، وكان هذا حاضرا في "رسالة إلى زيد" التي استعاد فيها الكاتب رحلاته والأطعمة المتنوعة التي تنوالها. كما يكون التذكر للاستشفاء النفسي والجسدي، وهذا ما يطلق عليه التداوي بالكتابة، للكاتب، والتداوي بالقراءة، بالنسبة للقارئ، وكان من أبرز القصص ذات الصلة بالاستشفاء هي: "قمر ليس لنا (١)" وقمر ليس لنا (٢)". التذكر يساعد أيضا على استكشاف النفس قديما والشكل الذي أصبحت عليه اليوم، ومن القصص ذات الصلة بالاستكشاف النفسي هي: "مرافيء بعيدة"، "الطريدة"، "جنوبا"، و"محطة". ولأن الماضي يعيد نفسه، كان التذكر ضرورة من ضرورات الحياة فمن العبث أن نكرر أخطاء الماضي بسبب نسيانها ونسيان الدروس والعبر المستفادة منها.
خُتمت الجلسة بالتوجه بالشكر الجزيل والجميل للكاتب د. أسامة المجالي وللناقدة د. دلال العنبتاوي ولكل الحضور الكريم، ولمكتبة عبد الحميد شومان لاستضافتها لفعاليات مبادرة نون للكتاب.